رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مفاتيح السعادة، حسن الخلق (9)

حسن الخلق من كمال الإيمان، وطيب المعاشرة من العبادات المخفية، وإحسان المعاملة من علامات الصلاح في الدنيا، والفوز في الآخرة. قال سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله، وسلم: “أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء (الجدال) وإن كان محقًّا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه”.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: “سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: الفم والفرج”. ومن حسن الأخلاق الصبر،قال تعالى: “وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ”، (آل عمران: 146).

معنى حسن الخلق

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: “أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقًا”.. وقال أيضًا: “إنَّ من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا”. حسن الخلق يعني الصفح عن الإساءة، وعدم مقابلة الإساءة بمثلها، ولقد كان لنا في سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم أسوة حسنة، حيث مدحه الخالق عز وجل: “وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ”.. و: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ"، (آل عمران).

وقال صلى الله عليه وسلم: “ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق”. ويجزل الله، تعالى، المكافأة لمن حسُن خلقه، حيث قال سيدنا، صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل صائم النهار".
وقال صلى الله عليه وسلم: “إنَّ المسلم المسدد ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله عزَّ وجلَّ لكرم ضريبته وحسن خلقه”.

حسن الخلق يجب أن يظلل كل المحيطين؛ من أبوين، وزوجة، وأبناء، وإخوة، وجيران، وزملاء، بل والسائرين في الطريق، فلا معنى لأي فضيلة لا يشعر بها المرافقون والمجاورون. عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله، وسلم: “أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم”.

وقال صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذرٍّ، ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر، وأثقل في الميزان من غيرهما؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: عليك بحسن الخلق، وطول الصمت، فو الذي نفس محمد بيده، ما عمل الخلائق بمثلهما". وقال صلى الله عليه وسلم: “حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار”. وفي حديث عمرو بن عبسة أنَّه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ الإيمان أفضل؟ قال: “حسن الخلق”.

حسن الخلق يعني التخفيف عن الناس، وعدم المغالاة في الأسعار، وأداء كلُّ مكلف لواجبه في هدوء ودون صخب ولا ضجيج.. أكاد أقسم؛ إننا لو حاولنا تطبيق نصائح سيد الخلق، صلى الله عليه وآله وسلم، في حسن الخلق، لما وجدت المحاكم تلك الأطنان من القضايا والدعاوى القضائية، والشكاوى المتبادلة، ولكفت السجون عن استقبال المذبين والمدانين.. 

ولخلت صفحات الحوادث من قصص المجرمين، وحكايات النصابين، والمتعدين على حقوق الآخرين، ولسهل على الحكام إدارة شئون بلادهم بسلاسة ويسر، ودون عنت، ولالتفت المشرعون إلى مشروعات القوانين التي تستهدف التنمية بأنواعها، ولعمَّ الازدهار والرخاء، في كافة الأنحاء.

Advertisements
الجريدة الرسمية