رئيس التحرير
عصام كامل

حقائق مثيرة عن اللغة العربية

هذا المقال هو جزء من سلسلة مقالات خدعة صراع الهوية التي بدأناها منذ فترة، ولأن من يروج لتلك الخدعة يطعن في اللغة العربية، وينادي بأن يعود المصريين إلى لغتهم القديمة اللغة القبطية التي أفردنا لها المقالين السابقين، وكشفنا أن تلك اللغة لم تكن في يوم من الأيام، لغة المصريين القدماء، وأنها لغة صنعها الرومان فقط، لسهولة التواصل مع المصريين آنذاك.. 

 

وسنكشف في هذا المقال الكثير من الحقائق المذهلة عن اللغة العربية، والتي ربما كانت خافية على كثير من الناس. حيث بحث العديد من علماء اللغة، في مشارق الأرض، ومغاربها عن أسرار اللغات، وخباياها حتى توصلوا إلى كشف مذهل، استطاعوا به فك شيفرات اللغات..

 

ووضعوا من خلاله خارطة الجينوم اللغوي، ووضعوا شجرة عائلة لكل لغات الأرض، وكيف بدأت، ومن أين انحدرت تمامًا، لما يشبه الجينوم البشري، وأسسوا في مؤتمر لندن عام 2003 علمًا جديدًا؛ أطلقوا عليه اسم (علم اللغة الكونية) وهو يدّرس الآن بجامعة لندن، والعديد من الجامعات الإنجليزية.


يحدد هذا العلم ماهية العلاقة الصوتية بين مختلف اللغات، وذلك بعدما وجدوا في كل لغة، عدد من الأصوات. كانت اللغة الصينية هي الأكثر عددًا في تلك الأصوات بعدد (60) صوتًا وجاءت اللغة العربية بعدد (37) صوتًا، وبلغ عدد الأصوات التي تصدر عن كل لغات العالم (199) صوتًا.. 

 

قد يقول قائل إذن فاللغة الصينية، هي اللغة الأعظم لتفوقها في عدد الأصوات، لكن ما كشفه البروفيسور، سعيد الشربيني، وهو عالم بريطاني من أصول مصرية كان مذهلًا فقد قال: "إنَّه في بداية البحث كانت اللغة العربية في ترتيب متأخر في جدول اللغات، حيث كانت اللغة الصينية، تتربع على رأس الجدول تليها اللغات الأشهر، والأكثر تداولًا كالإنجليزية، والفرنسية، وغيرها لكن، وبعد وضع المعايير العلمية لعلم اللغة الكونية.. 


المعايير العلمية لعلم اللغة الكونية

وهي معايير علمية بحتة لا عواطف فيها، ولا تحيز بدأت اللغة العربية تصعد نحو المراتب الأولى، حتى وصلت إلى المرتبة الثانية بعد الصينية، فكلما وضع العلماء معيارًا ثابتًا جديدًا، لعلم اللغة الكونية، يجدون بأنه لا ينطبق سوى على اللغة العربية حصرًا.


أهم المعايير العلمية لعلم اللغة الكونية: عدد اللغات التي ظهرت على الأرض منذ بدء الخليقة، ما يقرب من ألف لغة انقضى، ومات منها ما يقرب من أربعمائة لغة، متبقى منها حتى الآن 602 لغة سائدة، وقد أسمى العلماء هذا العصر بعصر الكوليرا اللغوية، ففي كل أسبوع تموت لغة، وأن آخر اللغات موتًا هي اللغة النوبية، وأنه وفقًا لهذا المعدل فبحلول عام 2090 سيتبقى لغتين، أو ثلاثة، وبنهاية عام 2100 ستتبقى لغة واحدة فقط.


العوامل الثابتة التي تحكم حياة، وموت أي لغة:  يُعد صوت حرف (الميم) هو التربة التي يعيش فيها جذر اللغة، وعندما تفقده تذبل، وتموت. كما أنه لا يمكن لأي لغة، أن تحيا بدون صوت حرفي (الألف)،(اللام) وهما بمثابة جذر اللغة، فمتى فقدت أي لغة هذا الجذر ماتت على الفور.


وصوت (الراء) يعد بمثابة روح اللغة، وبه تخضر، وتثمر، وتزدهر الشجرة فإذا فقدت اللغة هذا الصوت، فكأنها فقدت روحها، وتصير جثة هامدة لا روح فيها. أما صوت (الباء) فهو بمثابة العمود الفقري للغة، أو بالمعنى الأدق جذع اللغة، فعندما يميل ذلك الجذع، وينحني وتسقط الشجرة بلا حراك.


والسؤال الذي يفرض نفسه هنا، كيف يمكن للغة أن ينحني جذعها، وتشيخ، وتذبل حتى تموت، وتندثر، وتذهب في طي النسيان؟! هذا ما سنجيب عنه خلال المقال المقبل بإذن الله تعالى، فالحقائق كثيرة ومذهلة، وسترى بنفسك عزيزي القارئ الكريم، كيف أننا نحن من ينتمي إلى اللغة العربية، لا هي من ينتمي إلينا، وستعرف مدى عظمة، وقوة لغة القرآن الكريم..

 

 

وأن اللغة العربية هي اللغة التي ستبقى حتى تقوم الساعة، ولن يكون هناك تواجد لأي لغة أخرى سواها، وتذكر، وتفكّر في قول عَز من قائل "بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ" وستشعر بمدى عظمة، وروعة، ورقي هذه اللغة العظيمة، وستدرك لماذا يحاولون طمسها، والقضاء عليها.. إنها الركن الركين في خدعة صراع الهوية، تلك الخدعة التي ما زلت أقول، وأحذر أنها أخطر مرحلة، من مراحل الحرب على الدين الإسلامي، والهوية العربية، لعلنا نحذر من هذا الفخ، ولا نسقط بين براثنه.

الجريدة الرسمية