رئيس التحرير
عصام كامل

دلالة حوار السفير الروسي بالقاهرة لـ "نيوز ميكر"!

حتي يكتمل مشهد الدعم المصري الواجب للشقيقة سوريا والذي تناولناه علي مقالين آخرهما مقال الأمس الخميس وإصرار مصر علي التعامل مع الشرعية في سوريا حتي دخول الدعم إلي المناطق غير الخاضعة لها!.. لذا نتأمل الحوار الذي أجراه  قبل أيام برنامج "نيوزميكر" الشهير والمتخصص في استضافة كبار السياسيين مع السفير الروسي في مصر جيورجي بوريسينكو..

 

لفت انتباهنا الاهتمام الملحوظ في الإعلام الروسي بالحلقة وبالضيف وبتصريحاته.. حيث نتساءل: لماذا حوار مع سفير روسيا في مصر الآن تحديدا؟ لماذا لم يكن سفير روسيا في الولايات المتحدة مثلا؟! سفيرها في ألمانيا.. في فرنسا.. في الصين.. أو الهند؟! علي كل حال ظل عنوان البرنامج وأخباره وما نقل عنه بعنوان واحد ثابت هو "روسيا ومصر علاقات تتحدي الضغوط الغربية"! 

التبادل التجاري بين مصر وروسيا

وتلخيص التصريحات كان في الاتجاه نفسه رغم تناول الحلقة لموضوعات أخري.. حيث - ووفقا لـ "روسيا اليوم" قال السفير: "مصر شريك أساسي لروسيا وتلعب دورا مهما في العالم العربي وإفريقيا"، و"روسيا ومصر لديهما مجموعة من المشاريع الضخمة في عهد الرئيس السيسي"، و"روسيا طورت علاقاتها مع الشركاء في الشرق والجنوب"، و"بلغ حجم التبادل التجاري بين روسيا ومصر ٦ مليارات دولار في العام الماضي".. 

 

و"مصر تشارك بنشاط في التعاون مع رو سيا رغم الضغوطات الغربية و" مصر اتخذت موقفا متوازنا منذ بداية العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا"، و"ندعو شركاءنا المصريين للانتقال إلى التبادل التجاري بالعملات الوطنية المفيد للبلدين"، ثم اختتم بما قلناه سابقا في بداية أزمة الدولار وعند رفع الفائدة في مصر حيث قال: "الولايات المتحدة تستخدم الدولار كسلاح سياسي خارجي"!


الحوار كله.. بفكرته وتفاصيله وعناوينه وبالإهتمام به يعكس ثقل ووزن وحجم مصر ويؤكد استقلال قرارها.. يكفي أن نعرف أن التبادل التجاري كان عام 2021 أربعة ونصف مليارات دولار أي زاد بنسبة 30٪ ليس في 2022 هكذا ببساطة وخلاص.. إنما الصحيح أن نتذكر أن 2022 هو عام  فرض العقوبات علي روسيا وعقاب الممتنعين عن تنفيذها!  

 


بالطبع لن نسمع صوتا لهؤلاء مرضي الهلاوس السمعية والبصرية من بتوع "خضوع مصر للقرارات الأمريكية"!
ولا حول ولا قوة إلا بالله! 
ملحوظة: الحوار أعلاه لسفير روسيا في مصر وليس لسفير مصر لدي روسيا!

الجريدة الرسمية