رئيس التحرير
عصام كامل

مناطيد التجسس، سر استخدام روسيا لهذا السلاح في الحرب مع أوكرانيا

مناطيد التجسس، فيتو
مناطيد التجسس، فيتو

حرب روسيا وأوكرانيا، منعطف جديد يدخل الحرب الروسية الأوكرانية مع اقتراب إتمامها العام الأول والتي اندلعت في 24 فبراير من العام الماضي، لتدخل المناطيد كسلاح جديد في الحرب بين الجارتين، وسط حديث عن محاولات روسية لاستنزاف القدرات الدفاعية لـ أوكرانيا قبيل أيام هجوم مرتقب.

 

وبعد 12 شهرا من الحديث عن إمكانية دخول السلاح النووي في الحرب، وإمداد أوكرانيا بالدبابات وأسلحة الدفاع الجوي الأوروبية لمواجهة الغزو الروسي، دخل سلاح مناطيد التجسس كسلاح جديد من قبل روسيا، حيث أعلنت أوكرانيا، الأربعاء الماضي، إسقاط عدد من "المناطيد" التي أرسلتها روسيا لاختبار أنظمة دفاعها الجوي في كييف.

ومنذ بدء الحرب قبل عام تقريبًا، أفادت السلطات الأوكرانية مرارًا عن انحراف مناطيد روسية إلى مجالها الجوي.
والثلاثاء الماضي، أغلقت مولدافيا المجاورة مجالها الجوي مؤقتًا بسبب وجود "جسم طائر يشبه منطاد الطقس"، وسط توتّرات متصاعدة مع موسكو.


اختبار أنظمة الدفاع الجوي الأوكراني

وقالت الإدارة العسكرية الإقليمية للعاصمة الأوكرانية: "وفق المعلومات الأولية، تم رصد 6 من الأجسام الجوية في المجال الجوي لكييف.. إنها عبارة عن مناطيد تتحرك تحت تأثير الرياح".

وأضافت: "من الممكن أن تكون هذه الأجسام تحمل أنظمة عاكسة وبعض معدّات التجسس"، مؤكدةً أن "معظم" المناطيد أُسقطت.

 

مناطيد التجسس الروسية داخل أوكرانيا، فيتو


انطلاق صفارات الإنذار في كييف

وتسبّب وجود هذه الأجسام الطائرة في انطلاق صفارات الإنذار من هجوم جوي في العاصمة الأوكرانية، الأمر الذي عادة ما يحدث عند اقتراب الصواريخ.

وأوضحت الإدارة العسكرية الإقليمية لكييف أن السلطات ستقوم بجمع حطام هذه الأجسام الطائرة لتحليلها للاشتباه بأن روسيا أرسلتها لتشغيل أنظمة الدفاع الجوي وتحديد مواقعها.


وفي وقت سابق، قدّر سلاح الجو الأوكراني بأن الروس كانوا يحاولون دفع القوات الأوكرانية إلى "إهدار مواردها، بما في ذلك صواريخ المضادات الجوية، على هذه الأجسام التي لا تكلّف شيئًا تقريبًا".

وقال متحدث باسم القوات الجوية إنه "عبارة عن منطاد عادي مملوء بالغاز.. وفيه عاكس ورادار متّصلان بخيط". وأضاف" "لكنّه لا يزال هدفًا جويًا وأنظمة الدفاع الجوي مجبرة على الرد".


ولم تعلّق موسكو على هذه التصريحات على الفور.


استنزاف القدرات الدفاعية لأوكرانيا

ويرى مراقبون أن سر دخول "مناطيد التجسس" في الحرب يرجع الي انها باتت سلاحا ذا حدين للكرملين في حربه مع أوكرانيا، في محاولة لاستنزاف القدرات الدفاعية لكييف قبل هجوم جوي متوقع خلال أيام.
اعتبرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أن "مناطيد التجسس" باتت سلاحا ذا حدين للقوات الروسية في أوكرانيا، حيث يمكنها جمع معلومات استخباراتية، كما يمكنها أيضًا استنزاف الدفاعات الجوية لكييف.

وأشارت الصحيفة إلى أن الكرملين كثف من استخدام مناطيد التجسس هذه خلال الأيام القليلة الماضية، حيث كانت مهمتها – وفقًا للمزاعم الأوكرانية أيضًا - جمع المعلومات الاستخباراتية، وإعاقة الدفاعات والطائرات الحربية الأوكرانية قبل هجوم جوي "مخيف" متوقع للقوات الروسية.

يأتي ذلك، مع ظهور تقارير تفيد بأن الكرملين يحشد الطائرات الحربية عبر الحدود مع اقتراب الذكرى الأولى للحرب. وقالت الصحيفة، إن هذه المناطيد تعد الأحدث في موجة من المحاولات الروسية لجمع المعلومات الاستخبارية، واستنزاف الدفاعات الجوية الأوكرانية وإعاقة استخدام الطائرات الحربية.


قدرات هائلة للمناطيد الروسية

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤولين عسكريين غربيين قولهم، إن بعض هذه المناطيد تتمتع بقدرة على التصوير، بالإضافة إلى احتوائها على عاكسات لتشويش موجات الراديو التي تستخدم الرادار للعثور على الأهداف. وأوضح المسؤولون أن روسيا استخدمت هذه العاكسات لمحاولة حماية الأصول القيمة، مثل جسر كيرتش، الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم.

وأضاف المسؤولون، في حديثهم مع الصحيفة، أن الهدف الآخر من المناطيد هو تحديد مواقع أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية التي يمكن مهاجمتها لاحقًا، فضلًا عن جر أوكرانيا إلى استخدام مخزونها من الصواريخ والذخيرة المضادة للطائرات قبل الضربات الجوية.

وأكدت المصادر العسكرية، أنه من الصعب اكتشاف المناطيد التي تطير على ارتفاعات عالية عبر التيارات الهوائية لأنظمة الرادار المصممة بشكل عام لتتبع الأجسام الجوية سريعة الحركة مثل الطائرات الحربية والصواريخ. وصرح يوري إحنات، المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، إن الروس "يستغلون ذلك عندما يكون الطقس في مصلحتهم".

وبدأ الاهتمام العالمي المتزايد تجاه الأجسام الطائرة المجهولة في أعقاب إسقاط بالون تجسس صيني مشبته به فوق الولايات المتحدة أوائل الشهر الجاري. كما أسقط الجيش الأمريكي ثلاثة أجسام أخرى على الأقل يعتقد أنها مناطيد فوق أمريكا الشمالية أوائل الأسبوع الجاري.

في سياق متصل، نقلت مجلة "نيوزويك" الأمريكية عن مسؤولين عسكريين أوكرانيين قولهم، إن روسيا "غيرت تكتيكاتها" العسكرية خلال الفترة الأخيرة مع اقتراب الذكرى الأولى للحرب في 24 فبراير الجاري، حيث أبلغ سلاح الجو الأوكراني عن موجات جديدة من ضربات صاروخية متواصلة استهدفت مناطق مختلفة من البلاد طوال أمس.

 

وقالت المصادر العسكرية، إن موسكو استهدفت البنية التحتية الحيوية في عدة مناطق بشمال وغرب البلاد "بمزيج من الصواريخ المختلفة"، مشيرين إلى أن روسيا أطلقت لمدة ساعتين متواصلتين حوالي 32 صاروخا، بينها ثمانية صواريخ "كاليبر" من فرقاطة في البحر الأسود، وصواريخ موجهة جوًا، وصواريخ مضادة للسفن.

ونقلت المجلة عن أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قوله: "لقد غير الروس تكتيكاتهم إلى حد ما. إنهم يجرون استطلاعًا نشطًا ويستخدمون أهدافًا خاطئة لترهيب الأوكرانيين قبل الهجوم المتجدد المزعوم".
 

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية، مثل: الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية