رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

قاض عرفي بالغربية: ننهي قضايا منظورة أمام المحاكم منذ 10 سنوات في 3 ساعات

الشافعي.. شيخ عرب
الشافعي.. شيخ عرب الغربية لـ،"فيتو"

الجلسات العرفية أحد أهم وسائل إنهاء الخلافات والمنازعات بين المصريين، خاصة في المناطق الريفية سواء في الريف أو الدلتا، ويشرف عليها محكمون يسمون قضاة عرفيين يكون لديهم من الهيبة والوقار والحكمة وسعة الصدر ما يؤهلهم للحكم بين المتخاصمين.

 

 ويعتبر المهندس عبد الفتاح الشافعي عضو مجلس الشورى السابق صاحب الـ ٩٠ عاما واحدا من هؤلاء المحكمين، ويطلق عليه الأهالي لقب “شيخ عرب الغربية”.

 

عدسة فيتو التقت المهندس لتعرف تفاصيل تلك الجلسات وطرق حل المشاكل.
 

في البداية قال الشافعي: انتشرت الجلسات العرفية لحل النزاعات  بين الأفراد والعائلات بقرى الغربية، ويصدر القضاة أحكامًا نافذة وملزمة لجميع أطراف الخلاف، أهمها الغرامات المالية الكبيرة، مؤكدا أن القضية التي يتم تداولها داخل قاعات المحاكم لمدة قد تزيد علي ١٠ سنوات تنتهي في ٣ ساعات أمام الجلسة العرفية، ولهذا يميل معظم الأهالي للمحكمين بالجلسات العرفية  . 

وأوضح الشافعي  أن الجلسة العرفية عبارة عن فض نزاع بين طرفين متشاحنين إما بسبب أرض أو عِرض أو قتل أو مال أو مشاجرات.

وأضاف الشافعي: نجمع الطرفين لنصلح بينهما تحت لافتة إن “الآخرة خير وأبقى” ثم نأخذ مواثيق لضمان عدم تعرض طرف لآخر، ولحين العودة لإقامة جلسة عرفية يُدلى فيها كل طرف بدلوه ثم نخرج من الجلسة بحكم صائب يرضى الله ورسوله.

وعن طريقة اختيار المحكمين أوضح "الشافعي" أن تكوين المجلس يبدأ من مجموعة من أهل الخير بالذهاب إلى طرفى المشكلة لنزع فتيل الصراع مؤقتًا، عن طريق التوقيع على شرط الجلسة ثم الاتفاق على اختيار المحكمين وراعي البيت الذى يحتضن الجلسة.

ويتابع كبير المحكمين العرفيين بالغربية: إن "الشرط الجزائي" يكون بمبلغ مالى ضخم حتى لا يتعرض طرف لآخر، ويوقع عليها ممثل لكل من طرفى النزاع، ومن المعروف مُنذ عشرات السنين فى تكوين الجلسات العرفية أن هيئة التحكيم تكون عددًا فرديًا تبدأ من القاضى الوحيد حتى ١٣ مُحكمًا حيث يختار طرفا النزاع ما يرتضيه من محكمين فيما يتفق الطرفان على اختيار صاحب البيت. 

وأضاف الشافعي أنه قبل بدء الجلسة العرفية يطرح المحكمون الصُلح الأبيض على طرفى النزاع، وهو أن يعتذر الطرفان لبعضهما ويتصالحان دون الدخول فى تفاصيل، وفى حالة رفضهما للصلح الأبيض، يتم تحرير محضر الجلسة العرفية الذى يُثبت فيه التاريخ والحضور، وما آل إليه النزاع بين الطرفين من أضرار وخسائر مادية أو فى الإصابات أو الأرواح لتبدأ بعدها مرحلة سرد الحجج. 

وتابع الشافعي: بعد سماع الحُجج وتسجيل أهمها فى محضر الجلسة يدخل المحكمون والمُرجح إلى غرفة المداولة لهيئة التحكيم فقط ،وذلك لسماع الشهود كُل على حدة ، وبعيدًا عن طرفى النزاع لتكون شهادتهم سرًا وبناءً على شهادة الشهود وسرد الحُجج يبدأ المحكمون فى النقاش معًا لمدة قد تصل إلى ٥ ساعات حتى يخرج حكمًا عادلًا يُرضى جميع الأطراف.

وأشار  الشافعى إلى أن إيصالات الأمانة على بياض أو بمبالع مالية ضخمة هى حجر الأساس الذى تعتمد عليه المجالس العرفية لتنفيذ أحكامها، حيث إنه فى حالة إخلال أحد الأطراف بتنفيذ الحكم يتم تحرير محضر بتلك الإيصالات واتخاذ دورتها فى القضاء لتنتهى بالسجن ٧ أعوام على الأقل للطرف الرافض لتنفيذ الحكم.
 

وأوضح الشافعي أن الحكم العرفى فى مصر لا يتعارض مع الشرع أو القانون، وأضحى مُنذ عقود جزءًا تشريعيًا مهمًا فى القانون والدستور المصرى، وما زال معمولًا به بقوة بين القبائل فى الأرياف لحل النزاعات.

شيخ العرب

وأكد الشافعي  أن الجلسات العرفية مستوحاة من البدو،  وأنه تعلمها منهم حين سافر إلى سيناء ومرسى مطروح وتعلم على أيديهم،  مع مراعاة اختلاف جلساتهم عن جلسات الوجه البحرى.

وأضاف “الشافعى” أن الجلسات العرفية تحل مشكلات لا حصر لها ولا عدد وتحقن دماء، فالمحكمة تعطيك الحق ولكنك لا ترى صاحب الحق ولا من يعطيك الحق ، ولكن بجلساتنا العرفية يقوم الطرفان بالسلام على بعضهم البعض ويتناولون الطعام الشراب مع بعضهم وإرضاء جميع النفوس.

 

أغرب حالة

وعن أغرب الحالات التى تقابل معها قال “شيخ العرب”: ما يحزننى جدا أن هناك شيئين سيطرا على الجلسات العرفية “مواريث ما بين الأشقاء وبعضهم وحق الزوجة فى الطلاق المنتشر بصورة كبيرة جدا.

ومن هنا أناشد الأهالى عدم المغالاة فى المهور وعمل الأفراح والقاعات والمنقولات والتى تسبب تلك المشاكل.

 

قضايا المواريث

وعن الجلسات قديما قال “الشافعى” إن أكثر من 60% منها كانت مواريث مع العلم أن الله أنزلها من سبع سموات، و مقارنة بجلسات اليوم المشاكل الآن زادت بسبب الطمع، وبالنسبة للطلاق لم تكن موجودة سابقا” فزادت بصورة كبير جدا ومفزعة للغاية.

وأضاف أنه العام الماضى فقط قام بتطليق 21 حالة، واستمرت أطول حالة فيهم 9 أشهر من الجلسات بسبب مشاكل  سببها وسائل التواصل الاجتماعي وتعاطي الترامادول. 

 

وأوضح أنه خلال العامين الماضيين شهد 73 قضية بسبب أزمات ناتجة عن سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
 

Advertisements
الجريدة الرسمية