رئيس التحرير
عصام كامل

كورونا تعود للصين.. وترعب العالم!

ما أشبه الليلة بالبارحة ما كاد العالم يتنفس الصعداء ويعود لحياته الطبيعية حتى عاوده الرعب هذه الأيام من تفشي كورونا مرة أخرى بعد عودتها الجارفة إلى الصين من جديد في مفارقة غريبة؛ ذلك أن النسخة الأولى للفيروس المستجد ظهرت أول ما ظهرت في يوهان الصينية، ومنها خرجت إلى جميع أرجاء العالم، عابرة للحدود الصينية مترامية الأطراف لتنشر الهلع والخوف والركود والموت في كل مكان.


المخاوف هذه المرة أثارتها تحذيرات رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبروسوس الذي أعرب عن قلقه إزاء تطور الوضع الوبائي لهذا الفيروس في الصين التي شهدت عودة قوية للإصابات بشكل يثير الرعب في كل دول العالم.


رئيس منظمة الصحة العالمية دعا بكين إلى مزيد من الشفافية حول تطور الأوضاع الصحية هناك؛ مبديًا تفهمه لما فرضته بعض الدول من قيود؛ ردًا على تفشي إصابات كورونا في الصين وأرجع ذلك لنقص المعلومات التي تتيحها بكين للصحة العالمية حول حقيقة الوضع.


المستشفيات اكتظت في جميع أنحاء الصين نتيجة رفع القواعد الصارمة التي ساعدت على احتواء الفيروس إلى حد كبير.. لكنها أضرّت بالاقتصاد وأثارت احتجاجات واسعة النطاق.

تشديد الاجراءات الاحترازية


تصريحات رئيس منظمة الصحة العالمية جاءت في أعقاب انضمام أمريكا إلى دول أخرى عديدة في فرض اختبارات كورونا على المسافرين الوافدين من الصين بعد تخلى الأخيرة عن القيود على السفر إلى الخارج برغم كثرة الإصابات.. الأمر الذي يطرح أسئلة عديدة تخص المستقبل القريب: فهل جاءت كورونا لتبقى وتعيش بتحوراتها وسلالاتها الجديدة التي يواصل بعضها التحالف مع البعض الآخر لتشكل تهديدًا ضد الإنسانية التي لا تجد مفرًا هي الأخرى من التعايش مع الوضع الوبائي..

 

وهل يمكن إذا تطور الأمر أن نعود لمزيد من القيود والإغلاق، والخسائر.. أم أن اللقاحات والإجراءات الاحترازية وتفعيل أنظمة الترصد الفيروسية للقادمين من خارج الحدود، وعلى رأسها الصين بالطبع كفيلة بتهدئة تلك المخاوف وتحجيم الخطر الذي يطل برأسه كالأشباح.. وهل تكفي جهود المكافحة بحسب قدرة النظام الصحي لكل دولة لبث الطمأنة في النفوس الخائفة.. 

 

خصوصا في ظل ما تشهده تلك الجهود من تطور هائل  يسنده تقدم علمي مذهل يجلب ارتياحًا بتوافر اللقاحات التي تجاوزت حتى الآن  13 مليار جرعة جرى استخدامها حول العالم، ناهيك عن تسجيل علاجات حديثة مضادة للفيروسات وإتاحتها.. أم أن أرقام الإصابات والوفيات عالميًا تحتاج لمزيد من التشدد الصحي الاحترازي والوقائي حتى لا تضطر الدول أمام طوفان العدوى الهائل لا قدر الله للإغلاق، مع ما يجلبه ذلك من ركود واكتئاب وخسائر اقتصادية لا تحتملها ظروف كثير من الدول، وعلى رأسها البلاد النامية..

 

 

ما نرجوه مزيدًا من الحذر مع التجمعات خصوصًا في ذروة الشتاء؛ تفاديًا لما قد يحدث إذا ما اجتمع الفيروسات الثلاثة (كوفيد 19، وفيروس الأنفلونزا h1n1 والفيروس المخلوي) لأن ذلك يعني لا قدر الله زيادة احتمالية حدوث تحور في تلك الفيروسات ليهاجم الجهاز التنفسي بشراسة لا نتمناها ولا طاقة لنا بها.. اللهم لطفك بعبيدك!

الجريدة الرسمية