رئيس التحرير
عصام كامل

ثوابتنا الخارجية.. وصوتنا المسموع في المحافل الدولية

دائما ما يحرص الرئيس السيسي على تأكيد منطلقات ومرتكزات وثوابت السياسة الخارجية لمصر بكلمات واضحة سواء في المحافل الدولية الكبرى أو في لقاءاته الثنائية مع قادة  وزعماء الدول؛ وأهم تلك الثوابت بالطبع رفض التدخل في الشئون الداخلية للدول..

والعمل على حل النزاعات والصراعات بالطرق السياسية السلمية عبر التفاوض والتوافق بين أصحاب الشأن والمصلحة، لاحتواء أي صراعات أوحروب أو انقسامات من شأنها إهدار أي فرص للاستقرار والتنمية والتقدم، ناهيك عن ضرورة الحفاظ على وحدة التراب والنسيج الوطني ومؤسسات الدولة الوطنية جنبًا إلى جنب تحقيق رفاهية واستقرار الدول والشعوب..

كما يحرص الرئيس السيسي على عدم استخدام ورقة حقوق الإنسان لأغراض سياسية؛ أخذًا فى الاعتبار ما تمر به منطقة الشرق الأوسط من تحديات عصفت بأمنها وهددت عددًا من دولها، الأمر الذي أثر بالطبع علي السلام والاستقرار فى تلك المنطقة، ووصلت تهديداته وآثاره إلى مختلف دول العالم.


القمة الأفريقية الأمريكية تكتسب أهمية خاصة لمصر؛ ذلك أن توقيتها كان ممتازًا جدًا مما أعطاها زخمًا وفعالية، لكونها جاءت بعد قمة مماثلة جمعت العرب بقطب بازغ عالميًا وهو الصين، التي تحرص هي الأخرى على تمتين علاقاتها بالعرب ومصر في القلب منهم، وهو ما يرفع درجة التنافس مع أمريكا على هذه المنطقة من العالم، ويقتضينا أن نستثمره في تعزيز مكاسبنا في هذا الظرف بالغ الصعوبة عالميًا، والذي قد يسفر عن شكل جديد للنظام العالمي يصعد في ساحته أقطاب جديدة مثل الصين وروسيا ليزاحموا أمريكا في قيادة العالم.. 

كما أن القمة جاءت بعد نجاح مصر في جمع قادة العالم على أرض شرم الشيخ في المؤتمر السابع والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27) نوفمبر الماضى وما حققناه من مكاسب سياسية واقتصادية عديدة.

إنجازات مصر في قمة المناخ


ويكفي أن نقول مثلًا إن مصر كانت صوت أفريقيا المسموع في قمة المناخ؛ ذلك أنها سعت جاهدة من خلالها إلي حث الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمي على تنفيذ التعهدات السابقة لدعم الدول الأفريقية فيما يتعلق بالتغيرات المناخية؛ وهو ما أسفر عن قرار تأسيس صندوق للخسائر والأضرار، من أجل مساعدة البلدان الفقيرة المتضررة بشدة من ارتفاع درجة حرارة الأرض وهو ما يحسب بالضرورة لمصر وقيادتها. 


قمة المناخ كانت فرصة لتعرض مصر تجربتها الخضراء على العالم، وتقدم مبادرات ومشروعات مهمة تعكس جهودها لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، ومن بينها المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء "نُوَفِّي"..

وبالفعل تحققت إنجازات مالية لمصر من مؤتمر المناخ، تتمثل فى دخول استثمارات بنحو  7.10مليار دولار، بالإضافة إلى 15 مليار دولار فى صورة مشاريع و4 مليارات فى صورة منح، لتعزيز التحول للأخضر حفاظا على البيئة والاعتماد على الطاقة النظيفة وتوفير أكثر من 100 ألف فرصة عمل..

وكان الإسهام الأمريكى الذي صاحب قمة المناخ واضحًا؛ حيث أعلن الرئيس الأمريكى عن تقديم دعم بقيمة 500 مليون دولار للتكيف المناخى فى مصر ودعم تحولها إلى الطاقة الخضراء، مقدمًا من أمريكا والاتحاد الأوروبى وألمانيا، كما اعلن عن تقديم بلاده 150 مليون دولار لدعم الدول الأفريقية قائلًا: "سنقاتل لرؤية أهدافنا المناخية ممولة بالكامل"..

 

 

نحن في انتظار تنفيذ التعهدات لمكافحة التغيرالمناخي الذي تضررت منه أفريقيا أقل المناطق إسهامًا في الانبعاثات الضارة.. وأكثرهم تضررا منها.. ويحدونا أمل عظيم أن تكون قمة شرم الشيخ ضربة البداية نحو عالم أكثر عدالة مناخية وأكثر عدالة دولية.

الجريدة الرسمية