رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فرصة لترويج مشروعاتنا القومية

جاء اجتماع الرئيس السيسي مع ممثلي قطاع الأعمال الأمريكي على هامش القمة الأفريقية الأمريكية بواشنطن مثمرًا، ذلك أنه تم الترويج للمشروعات القومية في مصر، والتأكيد على مناخها الاستثماري الجاذب واستعدادها لتذليل العقبات أمام المستثمرين.. وقد تلقى الرئيس إشادات من جانب مجتمع الأعمال الأمريكي بجهود مصر التنموية الطموحة ومشروعاتها اللافتة، وانعكاس ذلك كله على بيئة الاستثمار وجذب المستثمرين إلى أرض الكنانة.


أما الدلالة الأهم ل القمة الأفريقية الأمريكية فهي تجديد العزم على تطوير الشراكة بين أفريقيا وواشنطن، بما يساعد على إيجاد حلول ترفع عن الشعوب عبء الأزمات المُتتالية، وتُسهم في تأمين مستقبل أفضل لهم في وقت يمر به العالم بلحظة استثنائية تشهد ظروفًا غاية في الدقة، بعد مرور ثمانية أعوام على انعقاد النسخة الأولى لهذا المُلتقي، شهدت الدنيا خلالها تغيرات كبرى وتحديات عديدة تجعل من عودة النظام العالمي إلى ما كان عليه قبلها ضربًا من الخيال..

قمة المناخ ومسئولية قادة العالم

 

ذلك أن هناك تغير جيوسياسي وقع بالفعل، ودفع بأقطاب جدد على الساحة الدولية؛ فالصين بما تملكه من قوة ديموغرافية هائلة وقدرات اقتصادية وعسكرية واعدة تمثل مصدر قلق حقيقي لدى الإدارة الأمريكية، فضلًا على الدب الروسي الذي بات رقما مهمًا في معادلة القوة وصنع القرار وربما المصير الإنساني بما تملكه من قدرات نووية وثروات طبيعية وأهمها بالطبع الغاز الطبيعي.. 

 

ذلك السلاح الذي تمارس به ضغطًا هائلًا على القارة العجوز التي تعاني شتاء قاسيًا بفضل العقوبات المفروضة على موسكو وما صنعه ذلك من تعثر إمدادات الطاقة ناهيك عن موجات التضخم الهائلة التي دفعت شعبًا كشعب بريطانيا يغضب ويندفع للإضراب رفضًا لأوضاع معيشية واقتصادية صعبة. 


لا شك أن مصر ذهبت لواشنطن برؤية سياسية واقتصادية شاملة واضحة، تستهدف تعزيز الأمن الغذائي لأفريقيا، الذي يرتبط تحقيقه- كما قال الرئيس السيسى- بجهود التكيّف المناخي، وقد بادرت مصر لإنشاء مركز القاهرة للتعلم والتميز حول التكيف والصمود بالتعاون مع الجانب الأمريكي، بالإضافة لمبادرة "الغذاء والزراعة من أجل التحول المستدام" (فاست) مع منظمة الأغذية والزراعة (فاو)..

 

و من ثم فهى تولى أهمية خاصة لمبدأ الوفاء بالالتزامات عبر التأكيد على التزام الدول المتقدمة بتوفير تمويل 100 مليار دولار سنويًا لمواجهة تغير المناخ، بعد أن نجح  مؤتمر المناخ بشرم الشيخ في إنشاء -ولأول مرة- صندوق لتمويل الدول النامية لتجاوز خسائر وأضرار تغير المناخ، وهو ما تتطلع مصر إلى بدء مسار تفعيل الصندوق بما في ذلك هيكله التمويلي..

 

الأمر الذي يجعلنا نقول باطمئنان إن قمة المناخ بشرم الشيخ نجحت في وضع قادة العالم أمام مسئولياتهم إزاء كبح جماح التدهورالمناخي وتحمل نصيبهم في إصلاح ما أفسدته دولهم المتقدمة بما أنتجته من عوادم وانبعاثات باتت تهدد الحياة على ظهر الكوكب..

 

 

مثل هذا النجاح يحسب قطعًا لمصر وقيادتها التي نجحت في جمع القادة والزعماء على أرضها وبدء مرحلة جديدة من التعاون الدولي للوفاء بالتعهدات وتحويلها إلى التزامات وأفعال تدفع بجهود إنقاذ الأرض من مصير مؤلم حال استمرت التغيرات المناخية على وتيرتها الحالية دون علاج حقيقي ناجح.

Advertisements
الجريدة الرسمية