رئيس التحرير
عصام كامل

الأمن المائي العربي.. يتصدر الأولويات

نتائج إيجابية عديدة نأمل أن تتحقق بعد القمة العربية الصينية التى تم عقدها بالرياض؛ فهى من ناحية تبشر بجذب مزيد من الاستثمارات الصينية للمنطقة العربية، وإحداث نوع من التوازن السياسي المبني على رفض تسييس القضايا الإنسانية والحقوقية.

 

وهو ما سينعكس بقوة على دول المنطقة التي دأب القطب الأوحد ومن يدور في فلكه على التلويح بتلك القضايا في وجه أي دولة هنا وهناك تخرج عن النص أو تشق لنفسها مسارًا يتعارض مع مصالح هذه الجبهة المهيمنة، ويرى البعض أن هذه القمة مؤشر أو إرهاص لتغير القطبية الأحادية وتغير موازين القوى بعد الأزمة الأوكرانية التي لن يعود العالم بعدها حتمًا كما كان قبلها.


محليًا.. يحدونا أمل كبير أن يحدث التقارب المصري الصيني في الرؤى والمنطلقات مزيدًا من التنسيق إزاء مختلف القضايا الدولية والإقليمية ذات الأولوية للجانبين وهو ما يصب قطعًا في صالح العرب وقضيتهم المركزية؛ فلسطين، استنادًا على قاعدة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية.

القمة العربية الصينية والأمن المائي


القمة العربية الصينية قد جسدت إرادة الجانبين في تعزيز التعاون المؤسسي المشترك الذي بدأ مع تدشين منتدى التعاون العربي الصيني عام 2004، وبلغ ذروته باجتماع هذه القمة التي مثّلت فرصة حقيقية لإعادة التأكيد مرة أخرى، على قضية الأمن المائي العربي، والتي تؤرق الجميع؛ لما تحمله من قيود على التنمية، وما تفرضه من مخاطر ترقى لحد التهديدات الوجودية.

 

وهو ما جعل الرئيس السيسي يدعو إلى وضع هذه المسألة على رأس أولويات التعاون المستقبلي ضمن منتدى التعاون العربي الصيني، وبحث كيفية التعاون لمواجهة هذا التحدي، بمختلف الأدوات التكنولوجية والاقتصادية، والسياسية.


كما وجه الرئيس السيسي دعوته للأشقاء في إثيوبيا إلى الانخراط بحسن النية الواجب مع مصر والسودان؛ للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم، يُؤَمّن للأجيال الحالية والمستقبلية حقها في التنمية ويجنبها ما يهدد استقرارها وأمنها وسلامتها.


لا شك أن الشرق الأوسط وفي القلب منه عالمنا العربي أصبح محط اهتمام كبير للاستثمارات الصينية، كما أن تعميق العلاقات مع العملاق الآسيوي يصب في صالح الطرفين، ويقلل من التبعيه الاقتصادية والسياسية للغرب فضلا عنه يعزز فكرة تنويع مصادر التعاون الاقتصادي والخروج لآفاق أوسع في الشرق والغرب.


النظام الدولى الجديد بحاجة لسياسات مصرية جديدة تنتهجها بالفعل الدولة المصرية بثبات وثقة يبعثان على الثقة في الغد الذي نرجو أن يكون واعدًا يحقق أحلام المصريين في جمهوريتهم الجديدة، ويصفع أهل الشر ويرد على مكائدهم وشائعاتهم التي لا هم لها إلا الهدم ونشر الإحباط واليأس بين الناس مستغلين أحداثاُ ومتغيرات دولية تأثر بها العالم كله سلبًا حتى بات الخروج من تداعياتها السلبية يستلزم مزيدًا من العمل والصبر وتضافر الجهود ومساندة الدولة التي ليس لنا وطن سواها. 


القمة العربية الصينية كانت أيضًا فرصة للقاء الرئيس السيسي ونظيره الصينى اللذين اتفقا -كما قال السفير الصيني بالقاهرة لياو ليتشيانج- على العمل على عدة محاور؛ بينها ضخ قوة دعم جديدة للقضايا السياسية، يمنح العلاقات الثنائية طابعها الاستراتيجى الشامل.

 

 

حيث أكد الجانبان على العمل على تحقيق التقدم فى المجالات المختلفة، حيث أكد الرئيس الصينى على دعم جهود مصر لحماية سيادتها وأمنها وتقدمها تحت قيادة الرئيس السيسي، فضلا على تعزيز التعاون الاستراتيجى فى جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين ورفاهية شعبيهما وتحقيق السلام والاستقرار إقليميا ودوليا.. حفظ الله مصر حفظ الله الوطن.

الجريدة الرسمية