رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا يحدث بين صربيا وكوسوفو؟.. استعدادات لزيارات أوروبية ورفض عضوية في الاتحاد الأوروبي.. وموسكو تطالب بالتهدئة

صربيا وكوسوفو، فيتو
صربيا وكوسوفو، فيتو

تجدد التوتر بين كوسوفو وصربيا خلال الأسابيع القليلة الماضية حيث طالب وزير الخارجية الصربي إيفيكا داتشيتش، الدول الأوروبية غير المعترفة بكوسوفو، برفض طلب عضوية الأخيرة لدى الاتحاد الأوروبي.

 

وقال داتشيتش في تصريحات صحفية، اليوم الإثنين، إن بلاده تسعى من أجل إبطاء خطوات كوسوفو الخاصة بعضوية الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن صربيا ستشهد هذا الأسبوع زيارات رسمية سيقوم بها مسؤولون من بريطانيا، وفرنسا، والبرتغال وألمانيا.

 

ومن المقرر أن تشهد 4 بلديات ذات غالبية صربية، شمالي كوسوفو، انتخابات عامة مبكرة يوم 18 ديسمبر الجاري.

 

وعززت كوسوفو من قواتها الأمنية في هذه المناطق، بهدف تأمين الانتخابات، الأمر الذي تسبب بتصاعد التوتر مرة أخرى بين البلدين الجارين، نظرا لكون المناطق المذكورة ذات غالبية صربية.

 

تعليق روسيا

من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف، إن هناك ضرورة لصون كافة حقوق صرب كوسوفو.

 

وأضاف: "من المهم أن نضمن مصالح الصرب، ونؤيد أن يبذل الطرفان جهودا سلمية ويتم تسوية الوضع بالطرق الدبلوماسية"، مشددًا على ضرورة خفض مستوى التصعيد، كما نفى بيسكوف، طلب الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش دعم نظيره الروسي فلاديمير بوتين فيما يتعلق بالوضع في كوسوفو.

 

انعقاد مجلس الأمن القومي

وأمس الأحد دعا الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش مجلس الأمن القومي إلى الانعقاد بعد تهديدات من سلطات ألبان كوسوفو بإزالة المتاريس التي أقامها الصرب شمال المنطقة بالقوة.

ووفقا لإذاعة وتلفزيون صربيا، يتوقع أن يظهر فوتشيتش في كلمة على الهواء، بسبب تهديدات ألبين كورتي الأخيرة بأنه سيهاجم الصرب عند المتاريس في المساء بكل الوسائل المتاحة، بعد جلسة مجلس الأمن القومي الساعة 19.00 بالتوقيت المحلي.

وفي وقت سابق، دعا رئيس وزراء جمهورية كوسوفو المعلنة من جانب واحد ألبين كورتي، وحدة "الناتو" التابعة لقوة حفظ السلام في كوسوفو، إلى إزالة متاريس صرب كوسوفو من الطرق في شمال الإقليم.

وأوضح أنه يتوقع ردا من قيادة "الناتو" بحلول مساء اليوم، وبحسب قوله، في حالة الرفض، فإن قوات أمن كوسوفو مستعدة لتنفيذ العملية بنفسها.

ودعا زعيم أكبر حزب في القائمة الصربية جوران راكيتش، صرب كوسوفو إلى الحفاظ على السلام والهدوء والسماح بنقل مهام سيادة القانون لبعثة الاتحاد الأوروبي "إيوليكس"، وقوة كوسوفو التابعة "للناتو" بالمرور عبر المتاريس على الطرق في شمال الإقليم.

بدوره قال الرئيس الصربي: سنقدم طلبا لإعادة قواتنا إلى كوسوفو لحماية الأقلية الصربية.

 

كوسوفو وصربيا  

وتجدد التوتر بين كوسوفو وصربيا خلال الأسابيع الماضية، بعد مرور أكثر من عقدين على الضربات الجوية، التي نفذها حلف شمال الأطلسي "الناتو" وأفضت إلى طرد القوات الصربية من كوسوفو لوقف العنف ضد أغلبيتها الألبانية.

وعبرت روسيا الحليف لصربيا عن قلقها.

وأخفقت محادثات برعاية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، في التغلب على الخلافات، التي تتركز على خطة وضعتها سلطات كوسوفو تتطلب قيام الصرب المحليين بتغيير لوحات أرقام سياراتهم الصربية بلوحات كوسوفو.

وفعل ذلك كثير من الصرب في كوسوفو بالفعل، لكن نحو 50 ألف صربي يعيشون في الشمال ويعتبرون بلجراد في صربيا عاصمتهم، أغلقوا الطرق احتجاجًا على ذلك، أواخر الشهر الماضي، قبل أن تشرف قوات حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي على إنهاء احتجاجهم.

محادثات بروكسل 

واتفق كورتي وفوسيتش اللذان عقدا محادثات في بروكسل على استئناف المناقشات، لتجنب المزيد من الاضطرابات لكن فوسيتش لم يبدِ تفاؤلًا، وقال إن كورتي رفض جميع "الحلول الوسط" التي طرحها عليه.

وانتقد فوسيتش أيضًا حلف شمال الأطلسي، الذي زاد من وجوده في شمال كوسوفو.

ونالت كوسوفو استقلالها عن صربيا، في العام 2008، بعد عقد تقريبًا من انتفاضة مسلحة ضد حكم بلجراد القمعي.

ويضمن دستور كوسوفو أدوارًا للأقلية الصربية في البرلمان والحكومة، لكن صربيا ما زالت تعتبر كوسوفو جزءًا لا يتجزأ من أراضيها.

الجريدة الرسمية