رئيس التحرير
عصام كامل

جعفر الصادق.. الإمام السادس للشيعة الإثنا عشرية ومؤسس مدرستهم الفقهية والكلامية

جعفر الصادق
جعفر الصادق

في مثل هذا اليوم من عام 765 توفى الإمام جعفر الصادق، الإمام السادس للشيعة الاثنا عشرية، وينسب إليه انتشار مدرستهم الفقهية والكلامية، ولذلك تُسمّى الشيعة الإمامية بالجعفرية أيضًا.

عن حياته ونشأته 

الإمام جعفر الصادق من مواليد المدينة المنورة في 24 أبريل عام 702م.. الموافق 17 ربيع الأول عام 80 هـ، وهي سنة سيل الجحاف الذي ذهب بالحجاج من مكة. 

والد الإمام جعفر الصادق هو محمد الباقر خامس الأئمة عند الشيعة، وقد اتخذ من ولده جعفر وزيرًا، واعتمده في مهمّات أموره، في المدينة وفي سفره إلى الحج واستدعاه الخليفة هشام بن عبد الملك لأنه كان أنبه إخوته ذكرًا، وأعظمهم قدرًا وأجلّهم في العامة والخاصة. 

كان والد الإمام جعفر الصادق  مُعجبًا به، ونُقل عنه أنه قال: «إن من سعادة الرجل أن يكون له الولد يعرف فيه شبه خَلقه وخُلقه وشمائله، وإني لأعرف من ابني هذا شبه خَلقي وخُلقي وشمائلي». 

رأي السنة والجماعة

ويوقر أهل السنة والجماعة الإمام جعفر الصادق، إذ كان يُدافع عن الخلفاء الراشدين السابقين لعلي بن أبي طالب، ويمقت الذين يتعرضون لأبي بكر ظاهرًا وباطنًا ويغضب منهم.

ومن الأحاديث التي نقلها أهل السنَّة عن  الإمام جعفر الصادق في هذا المجال حديثُ عن زهير بن معاوية؛ قال فيه: «قال أبي لجعفر بن محمد: إن لي جارًا يزعم أنك تبرأ من أبي بكر وعمر. فقال جعفرٌ: برئ الله من جارك، والله إني لأرجو أن ينفعني الله بقرابتي من أبي بكر، ولقد اشتكيت شكايةً، فأوصيت إلى خالي عبد الرحمن بن القاسم».

الإمامة الشيعية 

ونقلت الإمامة - بالمعنى الشيعي- إلى الإمام جعفر الصادق عندما بلغ عمره الرابع والثلاثين وذلك بعد أن توفي والده وكان ذلك في زمن هشام بن عبد الملك.

رفض الإمام جعفر الصادق فكرة الثورة المُسلّحة على الخلافة بعد أن حاول عدد من أتباعه حثّه على الثورة ودعم قضيتهم التي ترمي إلى إقامة الخلافة الإسلاميَّة في ذريَّة علي بن أبي طالب.

وتشير مصادر أهل السنة والجماعة إلى أنَ بعض هؤلاء أتباع الإمام جعفر الصادق حاولوا إقناع الصادق بالتبرؤ من الأمويين والخلفاء الراشدين لكنه رفض رفضًا قاطعًا واصر على موقفه في فترة حاسمة جدًا من الناحية السياسية، وهي الفترة التي تلت سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية ما سمح له من الدولة الجديدة بهامش كبير في الحرية والتحرك.

بدأ الإمام جعفر الصادق  بتأسيس نواة علمية ووضع أركان مدرسته الكبرى التي خرّجت الآلاف وسرعيا ظهر تأثير علمي أحدثه الإمام جعفر الصادق في ربوع العالم الإسلامي، وقد كتبت أقلام كثيرة حول علم الإمام الصادق، وخصّصت كتبًا وفصولًا حول ذلك، منها كتاب «الإمام الصادق» للشيخ محمد أبي زهرة. 

وفاته

توفي الإمام جعفر الصادق سنة 148 هـ، الموافقة لسنة 765م كما نصّت على ذلك بعض المصادر التاريخيّة؛ وكان آخر ما أوصى به الإمام الصادق هو الصلاة، ودُفن الإمام الصادق في جنَّة البقيع بالمدينة المنورة إلى جانب والده وأجداده وباقي الصحابة.  

الجريدة الرسمية