رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

صباح.. حكايات "شحرورة الوادي" عن مصر المحروسة

صباح
صباح

في مجلة الكواكب عام 1959 كتبت المطربة اللبنانية صباح الملقبة بشحرورة الوادى والتى أمضت مشوارا طويلا من الغناء والتمثيل فى مصر على يد كبار الملحنين والمخرجين وكتاب الاغانى، ولدت فى نوفمبر 1927، ورحلت فى مثل هذا اليوم 26 نوفمبر 2014 مقالا قالت فيه:

عشقت الغناء المصرى منذ كنت في المدرسة، فحفظت الكثير من أغاني السيدة أم كلثوم والسيدة ليلى مراد وكنت أؤدي أغنياتهما في الكثير من الحفلات في المدرسة وفى الجلسات العائلية، فقد عشقت الغناء المصرى كما عشقت الأفلام المصرية والممثلات والممثلين، وكنت أحب ليلى مراد بالأخص وتمنيت من كل قلبى أن أصبح ممثلة على شاشة السينما المصرية وشجعني على هذا الحلم ما تلقاه الممثلات اللبنانيات من ترحيب في مصر.

أحزان الأسرة 

فى السابعة من عمري التحقت بالمدرسة اليسوعية مع أختى لمياء وجولييت وكان وقتها اسمى جانيت، وفى المدرسة تفتحت آفاق واسعة وتفتح ذهنى لكثير من الأشياء التي حرمت منها في بيتى وسمعت الأغانى والموسيقى وتعلمت الرقص والتمثيل، وبعد وفاة أخى الصغير سيمون ثم اختى جانيت أصبحت الأحزان تخيم على بيتنا حيث توفيت شقيقتى جولييت إثر حادث إطلاق النار بالخطأ وترك هذا الحادث الأليم ألما هز كيان الأسرة بأكملها خاصة.

 تقدمت للغناء في الإذاعة اللبنانية إلا أننى لم أوفق، وفشلت كل محاولاتي.
عمى كان يؤمن بموهبتي وأنقذنى من الاستسلام لليأس فعهد إلى يوسف فاضل وهو أحد الملحنين اللبنانيين بوضع ألحان لأغانٍ كتبها عمى خصيصًا لى ومنها أغنية (خدنى معاك ياحبيبى) التي لاقت نجاحا كبيرا بين الأوساط الفنية، وبها تقدمت إلى الإذاعة مرة أخرة ونجحت وكنت مغرمة بالإذاعة المصرية وأصوات المطربات فيها.

وهنا استيقظ الأمل لدى في أن أكون ممثلة ومغنية على الشاشة المصرية، أصبحت عينى على مصر وعلى الفن في مصر  ممثلة ومطربة على الشاشة المصرية مثل نور الهدى وليلى مراد، حتى وصل اسمى إلى السيدة آسيا المنتجة والممثلة اللبنانية الأصل، وعلمت أنها تبحث عن صوت ووجه جديد لأحد أفلامها وذهبت إلى مدير أعمالها في بيروت قصير يونس بمجموعة صور لى أرسلها الى آسيا التي أرسلت برقية تطلب معلومات عني ثم جاءت بنفسها إلى بيروت لترانى وتتعرف على عن قرب، وكانت النتيجة توقيع عقدين لفيلمين من انتاجها مقابل 300 جنيه للفيلمين.

وحضرت إلى مصر الحبيبة، وأصر أبى أن يلازمنى، ونزلت أنا وهو في ضيافة السيدة آسيا وبدأت أتعرف عن طريقها بمجموعة من المؤلفين والملحنين مثل بيرم التونسى وصالح جودت وبديع خيرى ومأمون الشناوى، والسنباطى ومحمود الشريف والقصبجى وزكريا أحمد وفريد غصن،الذين كنت اسمعهم عنهم دون ان اراهم وفزت بإعجابهم لسرعة تفاعلى وهضمى لألحانهم.

وتعلمت اللهجة المصرية في أيام قليلة، وكان أول شيء تم قبل تصوير أي عمل فني لى أن اشترك المخرج هنرى بركات مع الشاعر صالح جودت وآسيا في اختيار اسم جديد لى بدلا من جانيت وأصبحت " صباح " وقالت السيدة آسيا يومها: انه اسم على مسمى ووصفتني بأن وجهى مضئ ومنير مثل الصباح.

القلب له واحد 

وبدأ تصوير فيلم " القلب له واحد " وكانت تحيطنى هالة كبيرة من الرعاية والتشجيع من كل العاملين معى ابتسامة أنور وجدى، وضحكة سليمان نجيب وحب ميمى شكيب ونصيحتها في حنان، واهتمام آسيا بالدعاية لى وبعد شهر كامل انتهى التصوير  ونجح الفيلم وصفق لى الجمهور المصرى وتناقلت الألسنة أغنياتى في الفيلم والتي جاءت معبرة عن صوتى، وبدأت مشواري الفني في مصر، ولو عاد بى الزمن لكانت رحلتى الى مصر أيضا هي أساس انطلاقتى الفنية وبدونها لم تكن هناك صباح، فهى محطة ضرورية لكل فنان يبحث عن النجاح والنجومية فهى بحق مصر حبيبتى أم الدنيا.

Advertisements
الجريدة الرسمية