رئيس التحرير
عصام كامل

من الغسيل للجيران لمقتل والدتها بسبب الخيانة.. مشاهد قاسية في حياة صباح شحرورة الوادي

المطربة صباح
المطربة صباح

عاشت مشوار فني طوله 66 عاما نجمة متألقة، ملأت الدنيا بهجة وفرحة وعاشت حياة صاخبة، وعشقت الأناقة والجمال والحب فتعددت زيجاتها وغنت في أغلب دول العالم واستمرت على عرش الغناء لأجيال متعددة، واشتهرت المطربة صباح بألقاب كثيرة منها  "الصبوحة" و"صوت لبنان" و"الأسطورة"، وأطلق عليها الصحفي موسى صبري اسم "الشحرورة" نسبة لعمها "شحرور الوادي" وكانت فخورة بهذا الاسم ولقبت أيضا باسم "شمس الشموس صبوحة" الذي أطلقه عليها الفنان سمير صبري.


صباح كانت ترى أنها بنت لبنان في مصر وسفيرة مصر في لبنان والعالم كله وكانت تعتبر بيتها هو بيت اللبنانيين في مصر وكانت تفتخر أنها لبنانية حاصلة على الجنسية المصرية لذلك كان قصرها في لبنان بيتا لضيافة كل المصريين.

أوجاع وآلام الصبوحة 

ولدت صباح في مثل هذا اليوم 10 نوفمبر من عام 1927، ورحلت في نوفمبر 2014 وما بين الميلاد والرحيل 87 عاما، في بلدة بدادون بالقرب من منطقة شحرور القريبة من العاصمة اللبنانية بيروت، كانت منذ أيامها الأولى في الحياة على موعد مع الآلام، فقد كانت الصبوحة هي الثالثة في أسرتها بعد شقيقتيها جولييت ولمياء، وبعد ولادتها وبعدما اكتشفت الأم أنها أنجبت ابنة من جديد، لم تتمكن من مقاومة دموعها، وامتنعت على مدار يومين عن إرضاع المولودة الجديدة، ولم ترجع عن فعلتها وتعدل عن امتناعها عن إرضاعها إلا بعد جهود لإقناعها من قبل عم الصبوحة.

المطربة اللبنانية صباح 

عندما كانت صباح طفلة في العاشرة من عمرها، ماتت شقيقتها فحاول عمها الصحفي أسعد فغالي التسرى عنها وأخذها الى السينما وهناك استمعت الى ليلى مراد تغني في احد افلامها وخرجت الطفلة من السينما وهي تردد كلمات أغانيها، فاكتشف عمها أن صوتها جميل، وفى مدرسة الجيزويت للراهبات أصبحت صباح المطربة الأولى لزميلاتها، وحاول عمها إقناع والدها بأن يتركها تغنى في الحفلات والتجمعات العامة إلا أن الأب رفض بحجة العادات والتقاليد، حتى أقامت «نقابة الصحفيين» اللبنانيين حفلًا فاقتنع والدها بأن تُحييه؛ لأن الغناء في مثل تلك الحفلات المرموقة لن يثير نقدًا، وذهب معها والدها إلى الحفل واستمع إليها وأعجب بها بشدة، ومن هنا بدأ مشوار الشحرورة مع الغناء والتمثيل.
حضرت صباح إلى القاهرة بايعاذ من المنتجة آسيا التي اختارتها لبطولة فيلم القلب له واحد، واتجهت صباح بعده إلى تقديم اغانى شديدة الخفة السريعة القصيرة وأطلق عليها النقاد مطربة السندوتش لأن أغانيها مثل السندوتش ياكلها المستمع وهو واقفا على الرصيف أو جالسا على المقهى.

صباح ومريم وليلى فى الايدى الناعمة 

قدمت صباح للسينما 85 فيلما و27 مسرحية و3500  أغنية وكانت المطربة  اللبنانية صباح أول من غنت على مسرح عالمي هو مسرح الأولمبيا في باريس، في منتصف السبعينيات مع فرقة الفنان روميو لحود الاستعراضية، وكانت أول من وقفت على مسارح عالمية أخرى  منها أرناجري في نيويورك ودار الأوبرا في سيدني، وقصر الفنون في بلجيكا وقاعة ألبرت هول بلندن، وكذلك على مسارح لاس فيجاس وغيرها،
من المسرحيات التي قدمتها: ست الكل، شهر العسل، الأسطورة، موسم العز مع الاخوين رحبانى، الشلال، دواليب الهوا، القلعة، الجنون فنون، حلوة كثير وغيرها 

من الأفلام التي قدمتها صباح بين لبناني ومصري وسوري شارع الحب، بلبل أفندي، الانسة ماما، نار الشوق، الرجل الثانى، العتبة الخضراء، ليلة بكى فيها العمر، الرباط المقدس، الحب الضائع، الايدى الناعمة، توبة، طريق الدموع وغيرها.

طفولة قاسية 

كان والد صباح "قاسيا" ومصدرا من مصادر الألم الذي شعرت بها منذ أن كانت صغيرة، كان يضربها ويبث في نفسها دومًا شعورًا بأنها ساذجة وقبيحة، حتى وصل بها الأمر كما اعترفت في حوارها مع مجلة نص الدنيا انها غسلت لجارتهم الغسيل مقابل ليرة في كل مرة وعندما علم والدها كانت علقة ساخنة وخروج من المدرسة، ووصلت قسوته إلى الحد الذي سبب لها عقدة نفسية دفعتها إلى الزواج أكثر من مرة.

مقتل الام وخيانة الاب

أما أقسى صدمات صباح فكانت مقتل والدتها منيرة سمعان على يد شقيقها أنطون لشكه في سلوكها وخيانتها ردا على خيانة الأب لها الذى كان مدمنا للخمر أيضا،ولم تحضر صباح دفنها حيث كانت بمصر.

جنازة الشحرورة
توفيت صباح 26 نوفمبر عام 2014 عن عمر يناهز 87 عامًا وكانت جنازة صباح من أغرب الجنازات في العالم حيث أنها أوصت قبل موتها بأن لا يحزنوا عليها وأنها تريد أن تُشيَّع على أنغامها، وهذا ما تمَّ تنفيذه من قبل الشعب اللبناني وأهلها حيث أن جنازتها امتلأت بأغانيها والرقصات الشعبية.

الجريدة الرسمية