رئيس التحرير
عصام كامل

عقبات واجهت فيلم "العزيمة" قبل عرضه.. وكيف أذعن المخرج لرغبات استديو مصر

أفيش فيلم العزيمة
أفيش فيلم العزيمة

بعد عودته من دراسة الإخراج في روما فكر المخرج كمال سليم  فى إخراج فيلم واقعي من المجتمع والبيئة المصرية باسم “الحارة” الذى كتب له السيناريو، لكنه صادف الكثير من العقبات  عندما شرع في تنفيذه، وذلك أن الخبير الألماني فريتز كرامب، المدير الفني لاستديو مصر في ذلك الوقت، كان يكره كمال سليم لأفكاره المتحررة التي كان يرى فيها خطورة على بقائه مديرا فنيا لاستديو مصر، فساعد لجنة القراءة بالاستديو على رفض فيلم الحارة.

سعى كمال سليم إلى رجل الأعمال طلعت حرب لمساندته في الموافقة على قصة الحارة بصفته صاحب بنك مصر وشركاته ومنها ستديو مصر، ووافق مسؤولو الاستديو بعد أن وقع كمال سليم على شرط جزائي بأنه في حالة فشل الفيلم يتعهد المخرج كمال سليم بأن يخرج خمسة أفلام مجانا لحساب ستديو مصر،  كما اشترط إداريو الاستديو تغيير اسم الفيلم إلى " العزيمة" بدلا من اسم الحارة، فوافق كمال سليم وبدأ اختيار الممثلين.

فاطمة رشدى أكبر الأجور 

اختار المخرج فاطمة رشدى للبطولة بأجر 160 جنيها كأكبر أجر، وتم اختيار محمود المليجى للبطولة أمامها لكنه اعتذر لارتباطه بالمسرح، فاستعان المخرج بحسين صدقى مقابل أجر 80 جنيها، وزكي رستم الذي تقاضى خمسين جنيها، وماري منيب خمسة وعشرين جنيهًا، وكل من أنور وجدي وعباس فارس وحكمت فهمي عشرين جنيهًا، وعبدالسلام النابلسي خمسة جنيهات فقط ككومبارس في الفيلم 

فاطمة رشدى وحسين صدقى فى العزيمة 

وعرض الفيلم " العزيمة" في شهر نوفمبر 1939 بسينما ستديو مصر ليصبح أول فيلم مصري واقعي يعكس مشاكل الشعب وآماله، وأفراحه وأحزانه، وكيف كانت الحياة في الحارة المصرية ليصبح كمال سليم " رائد" السينما الواقعية في تاريخ السينما المصرية.

العزيمة حصل على المركز الأول في قائمة أفضل 100 فيلم في السينما المصرية وقد ساعد فى الإخراج المخرج صلاح أبو سيف الذي أصبح فيما بعد أشهر مخرجي الواقعية، من إنتاج شركة مصر للتمثيل والسينما في أوائل أفلامها، وقد حقق الفيلم إيرادات خيالية، وصادف نجاحًا جماهيريًا واستمر عرضه 38 أسبوعًا واعتبره النقاد بداية التاريخ للسينما المصرية.

العمل الميري

ويحكي فيلم العزيمة قصة محمد أفندى المقيم بحي شعبي بالقاهرة، يتمنى أبوه حلاق الحارة له أن يعمل موظفا حكوميا ويلحقه بالمدارس، وحين يتخرج يرفض العمل في وظيفة حكومية ويفضل العمل الحر، ويحب جارته فاطمة ابنة المعلم عاشور صاحب الفرن، ويعمل في شركة مقاولات ويتزوج منها وبعد الزواج يفصل من عمله بسبب ضياع ملف منه، وتكتشف فاطمة أن زوجها ليس موظفا حكومة ويعايرها أهل الحارة فتطلب الطلاق، لكن يظهر الملف ويعود إلى عمله لكنه يكون قد فضل العمل الحر فيرفض العودة إلى العمل الميري .

الجريدة الرسمية