رئيس التحرير
عصام كامل

أمين "حكماء المسلمين": لقاءات الإمام والبابا مصدر إلهام لمحبي الخير والسلام

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

افتتح المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء، اللقاء التاريخي لاجتماع الحوار الإسلامي المسيحي بين مجلس حكماء المسلمين وكبار كرادلة الكنيسة الكاثوليكية، في مسجد قصر الصخير الملكي، اليوم الجمعة، بالعاصمة البحرينية المنامة، برئاسة فضيلة الإمام الأكبرالدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، والذي انعقد للنقاش وتبادل الرؤى حول القضايا والتحديات العالمية التي تواجه البشرية في القرن الواحد والعشرين ودور قادة وزعماء الأديان في مواجهتها.

 

وأعرب عبد السلام عن خالص تقديره لمملكة البحرين على مبادرتها الطيبة لاستضافة هذا اللقاء العالمي، برعاية كريمة من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، مؤكدًا أنَّ مملكة البحرين قدمت للعالم أنموذجًا فريدًا في تدبير التنوع عبر الحوار، ومثالًا حيًّا لانفتاح الحضارة وملتقى طرقها.

 

وتوجه الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين بخالص الشكر وبالغ الامتنان والاحترام لفضيلة الإمام الأكبر وقداسة البابا فرنسيس على جهودهما في خدمة السلام العالمي، مؤكدًا أن لقاءاتهما أضحت مصدر إلهامٍ متجددٍ؛ ليس لقادة الأديان وزعمائها فحسب، بل للملايين من أتباع هذين الدينين السماويين، ولغيرهم من أتباع المعتقدات الأخرى، حتى أصبحت مصدرَ أملٍ لمحبي الخير والسلام، ومشعلًا لأتباع الدينين يحملونه ويسيرون على هديه، من المحبة والانفتاح الواعي والفاعلية التي لا تنطفئ على مر الزمان.

 

وأكد عبد السلام أنَّ «وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية»، لم تكن مجرد حبر على ورق، لكنها كانت حجرَ أساسٍ لبناءٍ كبير ارتفع وارتقى حتى أصبح  شاهدًا على ما يمكن أن يقدمه الإمام والبابا لعالم يتوق وسط صراعاته الحادة واستقطاباته الصعبة- إلى صوت ضمير ليس له فى عالم المصالح مطمعًا غير الإنسان وسعادته وسلامه.

 

وأضاف الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين أن اعتماد ذكرى توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية حدثًا دوليًّا ويومًا عالميًّا للأخوة الإنسانية في العام التالي لإعلان توقيعها بين فضيلة الإمام الأكبر وقداسة البابا في أبو ظبي- أمر شجع الدول على وضعها فى مناهج التعليم، ليشُبَّ عليها الصغار وقد استوعبوا مبكرًا مزايا نبذِ الصراع وسجايا الوئام والأخوة، كما جعل المجتمعات التى طالما عانت من الانقسامات والفتن تتلقفها لتكون مرجعًا وطنيًّا ودستوريًّا يمنح تلك المجتمعات مزيدًا من الصلابة والقدرة على بناء التعايش في إطار التنوع.

 

وأشار المستشار عبد السلام إلى أنَّ لقاء فضيلة الإمام الأكبر بقداسة البابا فرنسيس مجددًا اليوم يعكس شعورًا مشتركًا بين رموز الأديان الكبيرة في تحمل المسؤولية الأخلاقية تجاه التحديات المشتركة التي تواجه عائلتنا الإنسانية الواحدة، لافتًا إلى أنَّ مخاطر التغير المناخي في عالمنا اليوم تتلخص في كونه أحد أكبر مهددات السلم العالمي التي واجهتها الإنسانية على الإطلاق، فهو تهديد وجودي شامل لمستقبلها.

 

وشدد المستشار محمد عبد السلام على أنَّ حوار اليوم بين حكماء المسلمين وكبار كرادلة الكنيسة الكاثوليكية، رسالة قوية لترسيخ ما يمثله الخطاب الديني من أهمية لانتباهةِ الضمير الإنساني، خاصة حين يصدر هذا الخطاب عن رموز الأديان وقادتها، ممن يمثلون الحكمة الكامنة في قيمها وتعاليمها، وبخاصة في تفاعلها مع مكابدة الواقع والاهتمام بقضاياه الكبرى، وأولوياته التي تمس حياة الإنسان وسلام عالمه.

 

وعقد اجتماع حكماء المسلمين اليوم تحت عنوان «الحوار بين الأديان وتحدِّيات القرن الواحد والعشرين»، بمسجد قصر الصخير الملكي بالعاصمة البحرينية المنامة، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، عقب ختام فعاليات ملتقى البحرين للحوار بعنوان "الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني" الذي عقد على مدار يومي الخميس والجمعة 3و4 نوفمبر، بحضور جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، ومشاركة رموز الأديان والمفكِّرين والمثقَّفين من مختلف دول العالم.

الجريدة الرسمية