رئيس التحرير
عصام كامل

في عيد الفلاح السبعين.. نقيب الفلاحين: نستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتى خلال 3 سنوات | حوار

حسين عبد الرحمن أبو
حسين عبد الرحمن أبو صدام

يتفاءل حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب عام فلاحى مصر بالمستقبل،فيرى أن مصر قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتى من السلع الإستراتيجية خلال ثلاثة أعوام على الأكثر، لكنه يشترط فى حوار لـ«فيتو» تزامنا مع عيد الفلاح لتحقيق هذا الحلم توطين التكنولوجيا الحديثة فى الزراعة ومواكبة التطور العالمى فى طرق الرى وتحسين حياة الفلاح، وهنا سألناه:


فى العيد الـ70 للفلاح المصرى.. صف لنا الرحلة.. كيف كانت وأين وصلت؟
ذكرى عيد الفلاح الـ70 يوافق صدور قانون الإصلاح الزراعى فى التاسع من سبتمبر عام 1952، كما يتواكب أيضًا مع وقفة زعيم الفلاحين أحمد عرابى أمام الخديو توفيق فى 9 من سبتمبر عام 1881، إذ ترتب على ذلك تحقيق العديد من الإنجازات العظيمة.


ومن المهم التأكيد على أن قوانين الإصلاح الزراعى التى يطعن فيها البعض الآن كان لها فضل كبير فى تحول حياة الكثير من الفلاحين من مجرد أجراء فى الأراضى إلى مُلاك لها.


ما الذى تحقق بعد تولى الرئيس السيسى ولم يكون موجودا من قبل؟
زادت الرقعة الزراعية، وزاد الاهتمام بالتوسع الأفقى لاستصلاح وزراعة الأراضى بمشروعات قومية عملاقة كمشروع الدلتا الجديدة ومشروع المليون ونصف المليون فدان، كما زاد الدعم المالى لمربى الماشية عن طريق المشروع القومى لإحياء البتلو، وتحولت الحيازة الورقية إلى حيازة مميكنة فيما يعرف بالكارت الذكى، كما تم البدء فعليا فى إنتاج التقاوى محليا، وأنشئت الصوامع الحديثة لحفظ الغلال، وزادت الصادرات الزراعية المصرية إلى أكثر من 5 ملايين طن سنويا، وتحقق حلم الفلاحين فى تقنين الأراضى لواضعى اليد وتم فعليا البدء فى تطوير القرى المصرية كتكريم للأيادى المنتجة.


كما أدخلت نظم زراعة حديثة كالمشروع القومى لزراعة 100 ألف فدان بنظام الصوب الزراعية، مع بدء تفعيل نظام الزراعة التعاقدية فى بعض المحاصيل، واهتمت الدولة اهتماما غير مسبوق بزراعة الأسماك وتربية الدواجن، وبدأت فعليا فى تبطين كافة الترع وتطوير الصرف الزراعى، وبدأت الدولة مشروعات عملاقة لتطوير القرى المصرية ضمن مبادرة حياة كريمة كتكريم للأيادى المنتجة.


رغم كل هذه الإنجازات.. البعض أيضًا يتحدث عن معاناة ومتاعب.. حدثنا عنها؟
نعم فرغم كل جهود التطوير، لكن الفلاح لم يصل بعد للمكانة التى يستحقها، إذ لم تتحسن أحوال الريف المعيشية، ويجرى إسقاط دخل الفلاح نفسه من حسابات الحكومة وهى عادة تتوارثها الحكومات المختلفة.


وماذا عن أبرز مطالب الفلاحين فى المرحلة القادمة من وجهة نظرك؟
إنشاء صندوق التكافل الزراعى، وإقامة حفل رسمى لعيد الفلاح، والنظر بجدية مستقبلا فى تمثيل الفلاحين تمثيلا حقيقيا فى مجلسى النواب والشيوخ والمجالس المحلية، وإعادة هيكلة الإرشاد الزراعى بما يواكب العصر الحالى، والنظر فى تخفيف أسعار الكهرباء الخاصة بالإنتاج الزراعى، وإعادة هيكلة منظومة توزيع ودعم الأسمدة، مع إعادة صياغة الكتب الزراعية الدراسية بما يواكب الحاضر والاهتمام بالمدارس الزراعية، وإنشاء مجلس قومى للفلاحين يتبع مباشرة رئاسة الجمهورية، مع سرعة إقرار قانون النقابة المهنية للفلاحين، وعمل بعثات دولية للفلاحين لرؤية ومواكبة التطور الزراعى فى الدول المتقدمة زراعيا.


هل هذه المقترحات تجعلنا قادرين على تحقيق الاكتفاء الذاتى ولو من السلع الإستراتيجية فى ظل الأزمات العالمية؟


نعم.. مصر قادرة على ذلك وخلال عامين أو ثلاثة على الأكثر.


كيف؟
مصر تنتج نحو 50% من احتياجاتنا من القمح ونستورد الباقى، فتسليح الفلاح بثقافة التكنولوجيا الحديثة واستخدام الميكنة الزراعية، سيوفر وقتا وجهدا، خاصة أن المزارعين فى مصر ما زالوا يستخدمون ميكنة وآلات زراعية تقليدية قديمة وثقيلة ومرتفعة الأسعار تؤدى إلى زيادة التكلفة وزيادة الفاقد وضغط التربة، ما يؤدى للحد من نمو جذور النبات ونقص الإنتاجية الزراعية وارتفاع أسعار المنتجات الزراعية بما يضر المستهلك ولا يفيد المزارع.


العالم يتجه الآن لاستخدامات الروبوتات وتكنولوجيا المعلومات، ويتحول المزارعون فى العالم المتحضر إلى مبرمجين وخبراء فى تحليل البيانات فى ظل التحديات العالمية فى إنتاج مزيد من الغذاء، لكن المزارع المصرى ما زال يستخدم المنجل والفأس والجرارات الزراعية القديمة.

 

نقلًا عن العدد الورقي…

الجريدة الرسمية