رئيس التحرير
عصام كامل

هنا تعرف نجيب محفوظ على باشوات مصر.. ويكشف 3 حالات امتنع فيها عن الكتابة

توفيق الحكيم ونجيب
توفيق الحكيم ونجيب محفوظ فى مقهى بترو

في أوراق نجيب محفوظ التي أعدها للنشر رجاء النقاش بعنوان "أصداء السيرة الذاتية" أنه كان هناك ثلاث ندوات يحضرها الأديب محفوظ في الصيف في كازينوهات الإسكندرية، تلك الفترة التي يمتنع فيها تمامًا عن الكتابة.. الأولى في مقهى "بترو"، والثانية في "الشانزليزيه"، والثالثة في مقهى "سان استيفانو". 

وجرى التعارف على تسمية ندوتي "بترو" و"الشانزليزيه" باسم ندوة توفيق الحكيم، حيث كان هو صاحبها ورئيس القاعدة والمتحدث فيها، ويجلس بحواره نجيب محفوظ، كان توفيق الحكيم هو المتحدث شبه الوحيد طوال الندوة التي تستمر غالبًا لمدة ثلاث ساعات، ويكتفي الحاضرون بمجرد التعليقات والتساؤلات بما فيهم نجيب محفوظ.

 

ندوة نجيب محفوظ

وعندما تُوفي الأديب توفيق الحكيم لم يرد نجيب محفوظ أن تستمر الندوة في "الشانزلزيه" في نفس مكان ندوة صديقه وعمر ورفيقه الراحل من منطلق موقف أخلاقي، وهكذا قرر نقل الندوة إلى مقهى "سان استيفانو" حيث أصبح اسم الندوة "ندوة نجيب محفوظ". 

 

مقهى الأدباء 

وكانت الندوة تبدأ في الحادية عشرة صباحًا، حيث يحضر نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، ويلتف حولهم الأدباء الذين سافروا من القاهرة إلى الإسكندرية لقضاء فصل الصيف، ومنهم: ثروت أباظة وعبد الرحمن الشرقاوي وعباس الأسواني ومحمود تيمور، ورجاء النقاش، وأحيانًا كان يحضرها الموسيقار محمد عبد الوهاب وسليمان نجيب.

كتب الأديب نجيب محفوظ في جريدة "الأخبار"، في يوليو عام 1987، مقالًا قال فيه: تعرفت بالأستاذ توفيق الحكيم عام 1947 بعد صدور روايتي "زقاق المدق"، ووقتها قال لى الأستاذ محمد متولى مدير الأوبرا: إن توفيق الحكيم يريد أن يلتقي بك أنه يجلس في المقهى المواجه للبنك الأهلي، رحت أقابله، سألنى.. أنت بتروح الإسكندرية؟ قلت له: نعم، قال: إنه يقعد في مقهى في سان ستيفانو، وفى طريقى إلى مقهاه للالتقاء، مررت بمقهى هادئ اسمها بترو، بينما مقهاه كانت على الرصيف الآخر الشديد الازدحام.

وتابع محفوظ: وعندما التقيت به قلت له أنا شفت مقهى معزولا وهادئا تستطيع أن تخلو فيه مع نفسك ومع أصحابك، ومنذ ذلك الحين بدأنا الجلوس على مقهى بترو، وخصصنا ركنا أسميناه (ركن الحكيم)، وبذلك أكون أنا الذي اكتشف مقهى بترو، وبعد الثورة اكتشفها الباشوات والإقطاعيون الذين أضرهم قانون الإصلاح الزراعى وأصبحت مقرهم.

 

لقاء الباشوات 

ويعترف نجيب محفوظ أنه لم يتعامل مع الباشوات أو يجالسهم إلا من مقهى بترو الذى كان يؤمه الباشوات والإقطاعيون من المهتمين بالأدب والثقافة، ويقول: عندما انضممت إليهم شعرت بتحفظهم نحوي وخوفهم من وجودي، ولاحظ الحكيم ذلك فحاول إزالة هذه التحفظات والمخاوف ونجح في ذلك، وأصبحت من أعضاء الشلة، وكانت مجالا للنكات والضحك والقفشات، كما كانت مجالا للمداعبة معهم وكشف أغوارهم السياسية، مستغلا تحفظهم في الحديث عن السياسة.

الجريدة الرسمية