رئيس التحرير
عصام كامل

الاعتذار بداية الإصلاح !

العصمة للأنبياء وحدهم؛ أما البشر فهم يخطئون بطبيعتهم؛ وهم كما قال نبينا الكريم: «كل بني آدم خطاء، وخير الخطّائين التوابون» (رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم).. فإذا كان الأمر كذلك فليس أقل من أن نعتذر إذا أخطأنا فذلك أول خطوات الإصلاح الحقيقي.. وقد رأينا كيف اعتذر مدرب تشيلسي الإنجليزي توخيل لمدرب توتنهام دون تردد بعد مشادة عنيفة وقعت بينهما أمام الجماهير العريضة؛ فالاعتذار ثقافة في أي دولة متقدمة؛ يفعله المواطن العادي كما يفعله المسئول صغيرًا كان أو كبيرًا.. لا يجد غضاضة في ذلك، لا يكابر ولا يعاند، بل يرى ذلك أقرب طرق الإصلاح وتصحيح المسار لأي قرار أو سلوك شخصيًا كان أو متعلقًا بوظيفته.

 


ثقافة الاعتذار فريضة غائبة في مجتمعاتنا؛ فالبعض يراه نقيصة لا يصح أن تقترن بشخصه، والبعض يراه كبيرة لا يجوز اقترافها في حق ذاته، وآخرون يرونه تنازلًا لمن هم دونهم حتى ولو كانوا أصحاب حق واضح.. لكن أليس الرجوع للحق خيرًا من التمادي في الباطل.. ثم ما شعورهم إذا أخطأ في حقهم من هم فوقهم أو أعلى منهم مكانة.. ألا يسبب لهم ذلك غصة ومرارة في حلوقهم فكيف يرضون لغيرهم ما لا يرضونه لأنفسهم؟!

الجريدة الرسمية