رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى رحيله.. نجيب محفوظ يروي قصة محاولة تجنيده للإخوان على يد ناشر شهير.. ولماذا رفضهم

الأديب نجيب محفوظ
الأديب نجيب محفوظ

عرف عن الأديب الكبير نجيب محفوظ  ـ رحل في مثل هذا اليوم عام 2006 ـ معاداته وكرهه لجماعة الإخوان المسلمين وذلك بسبب شدة انتمائه الى حزب الوفد ــ في بدايته ـ حتى عندما اعترف أن سيد قطب له فضل عليه عندما كان أول من كتب عنه وأشاد بأدبه عندما أصدر روايته "كفاح طيبة " فقال لو كان الأمر بيدي لطبعت الرواية على نفقة الدولة ووزعتها مجانا على كل كبير وصغير ليقرأها، لكن عندما تحول قطب إلى التطرف والفكر الإخوانى وصفه محفوظ بحدة الفكر والتعصب الذي يكرهه بل أنه رسم شخصيته في دور عبد الوهاب إسماعيل في فيلم قصة المرايا كأديب وشاعر أصبح متطرفا يكفر المجتمع.

وفي كتاب أصدره الأديب غالي شكري بعنوان: (نجيب محفوظ من الجمالية إلى نوبل) نشر فيه مقالا سابقا للأديب نجيب محفوظ عن جماعة الإخوان، وكيف حاولوا استقطابه إليهم عن طريق رفيقه عبد الحميد جودة السحار ناشر رواياته قال فيه:

كرهت منذ بداية الوعي السياسي المبكر جماعات مصر الفتاة والإخوان المسلمين، فالأولون افصحوا عن انتهازيتهم وفاشيتهم في وقت واحد إديولوجيا وعمليا، والآخرون بدأوا كجمعية دينية حتى أن بعض الوفديين انضموا إليها، وتحولوا الى مجموعة سياسية لها أهداف غير معلنة لكنها في النهاية الوصول إلى الحكم وإقامة الخلافة.

نشاط معادي 

ثم أفصحت هذه الجمعية عن نشاطها السياسي المعادي للوفد فوقفنا ضدها، وسأروي لكم حقيقة وهي أن الوفد كان يرشح الأقباط من أنصاره في الانتخابات، فكانوا يهزمون الإخوان فى دوائر غالبية سكانها من المسلمين، كان الزميل والصديق الراحل عبدالحميد جودة السحار ممن يميلون إلى تاريخية الإخوان المسلمين وقعداتهم وسمرهم فدعاني أكثر من مرة لمقابلة مرشدهم الشيخ حسن البنا، لكنى رفضت الدعوة بكل إصرار، الآن تغيرت الدنيا وأصبحت هذه التيارات على درجة كبيرة من الخطر، وأصبح الفساد هو الأب الشرعي لقوتها.. إنهم يستولون على الجامعات والنقابات.

وعندما أعدتُ قراءة التاريخ الإسلامي اكتشفتُ وجود هذه التيارات الإسلامية ـ مع فوارق الأزمنة والمصطلحات ـ وأنها تزدهر مع ازدهار الفساد، وقد بلغ الأمر بهذا الفساد حدا لم تعد معه الكتابة الأدبية ممكنة، فالواقع يسبق الفن. 

الأدب الإسلامي 

لكن هناك رأي لهذه التيارات الدينية السياسية وأهمها تيار الإخوان المسلمين وهو رأى مدمر، فهم يرون الأدب رجسا، إنني أقرأ صحافتهم وهم يشتمونني أنا وغيري ويقولون اننا من حثالة الغرب، واننا ننشر الانحلال، ويتكلمون أحيانا عن أدب إسلامي، ولست أعرف أدبا إسلاميا خارج الأدب المكتوب في ظل التاريخ الإسلامي.. وهو أدب يشتمل على أكثر مما يحتويه الأدب الغربي من صراحة في القول والتصوير، فمثلا أبو نواس وبشار أليس شعرهما من الأدب الإسلامي ؟

الجريدة الرسمية