رئيس التحرير
عصام كامل

بدء توزيع أقراص اليود.. رعب في أوروبا بعد اقتراب القتال من محطة زابوريجيا النووية

محطة زابوريجيا
محطة زابوريجيا

باتت أوروبا تنتظر كارثة نووية تشبه كارثة مفاعل تشيرنوبل النووية والذي يعد واحدًا من أخطر الحوادث النووية في التاريخ، خاصة بعدما أصاب القصف الصاروخي والمدفعي الروسي مناطق مقابلة لأضخم محطة للطاقة النووية في أوروبا- محطة زابوريجيا النووية-، في ظل استمرار المخاوف من أن يتسبب القتال هناك إلى تدمير المحطة وحدوث تسرب إشعاعي.

قلق دولي

ويتصاعد القلق الدولي في ظل استمرار قصف مجمع يضم محطة زابوريجيا الأوكرانية للطاقة النووية، خاصة مع نفي كييف وموسكو استهدافها، وتبادلهما الاتهامات بـالإرهاب النووي، بعد ضرب المحطة الأكبر في أوروبا، وسط موجة تنديد دولية، تخشى من تكرار فاجعة كارثة «تشيرنوبل».

وأشعلت الحرب الأوكرانية الروسية، المخاوف حول العالم من كارثة نووية، على غرار مأساة مفاعل تشيرنوبل التي تعد أسوأ حادث نووي في التاريخ، شهده العالم عام 1986، بعدما انفجر مفاعل نووي في المحطة، ما أرسل سحابة مشعة عبر أوروبا وتمت تغطية المفاعل التالف فيما بعد بغطاء واقٍ، لمنع التسربات، فيما لا تزال منطقة المحطة محظورة، وما زالت خسائر البشرية موضع جدل.

وذكر فالنتين ريزنيشنكو، حاكم منطقة دنيبروبتروفسك – بحسب تقرير نشرته " سكاي نيوز " أن الاشتباكات الكثيفة أثناء الليلة الماضية تسببت في انقطاع الكهرباء عن عدد من مناطق نيكوبول.


توزيع أقراص اليود 


وبدأت السلطات الأسبوع الماضي توزيع أقراص اليود على السكان الذين يعيشون بالقرب من محطة زابوريجيا النووية لتناولها في حال التعرض للإشعاع، والذي يمكن أن يسبب مشكلات صحية.

ويتركز الكثير من الاهتمام على أنظمة التبريد للمفاعلات النووية بالمحطة.

وتحتاج الأنظمة الكهرباء لكي تعمل، وتم إيقاف تشغيل المحطة مؤقتا بسبب ما قال المسؤولون إنها أضرار حريق في أحد خطوط توزيع الكهرباء وقد يتسبب فشل نظام التبريد في حدوث انهيار نووي.


انتشار مواد مشعة 


حذرت الشركة الأوكرانية العامة المشغلة لمحطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها القوات الروسية، من مخاطر "انتشار مواد مشعة".

وأفادت "إينرجو أتوم" أن القوات الروسية "قصفت مرارا خلال  الأيام الماضية" الموقع وثمة مخاطر تسرب هيدروجين وانتشار مواد مشعة"، مشيرة في الوقت نفسه إلى "مخاطر كبيرة باندلاع حريق".

المحطة الأكبر


وتقع المحطة، وهي الأكبر من نوعها في أوروبا، بالمنطقة الجنوبية التي استولت عليها القوات الروسية في مارس الماضي، وتستهدفها أوكرانيا الآن في إطار هجوم مضاد.

وطالبت كييف بجعل المنطقة منزوعة السلاح والسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، بدخولها.

وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجية الروسية إنها تؤيد أيضًا زيارة مفتشي الوكالة، متهمة أوكرانيا بعرقلة ذلك، في محاولة منها "لأخذ أوروبا رهينة بقصف المحطة".

تبادل اتهامات


وتبادلت الحكومتان الأوكرانية والروسية الاتهامات بقصف المجمع والمناطق المجاورة، ما أثار مخاوف من كارثة محتملة.

وألقت أوكرانيا باللوم على روسيا في الهجمات التي وقعت الأسبوع الماضي على المحطة، التي لا يزال يديرها فنيون أوكرانيون. وقالت إن ثلاثة أجهزة استشعار لمراقبة الإشعاع تضررت وتم نقل عاملين إلى المستشفى بسبب إصابتهما بشظايا.

ودعا بترو كوتين رئيس شركة الطاقة النووية الأوكرانية الحكومية إنرجواتوم، إلى نشر قوات حفظ سلام في مجمع زابوريجيا وإدارته، مع تسليم مسؤولية تشغيله إلى أوكرانيا.

وأشار إلى خطر سقوط قذائف على حاويات الوقود النووي المستهلك ذي النشاط الإشعاعي العالي، ووصف ذلك بأنه أمر خطير للغاية. وقال إنه إذا تم إتلاف حاويتين أو أكثر "من المستحيل تقييم حجم الكارثة الناتجة".

وقال كوتين "مثل هذه التصرفات المجنونة قد تجعل الوضع يخرج عن نطاق السيطرة، وسيكون مثل كارثتي فوكوشيما أو تشيرنوبل".


محطة زابوريجيا النووية


وأنشئت محطة زابوريجيا النووية في العهد السوفييتي، في عام 1980، وهي واحدة من أربع محطات نووية عاملة في أوكرانيا، وتولد نحو 42 مليار كيلووات/ساعة من الكهرباء، ما يمثل نحو 40% من إجمالي الكهرباء المولدة من المحطات النووية الأوكرانية.

وبدأ عمل المحطة فعليًا في عام 1984، وأنتجت أكثر من 1.23 تريليون كيلوواط/ساعة من الكهرباء اعتبارًا من ديسمبر 2021.

وتتكون المحطة من 6 وحدات مفاعلات الماء المضغوط (PWR)، بسعة كهربائية إجمالية تبلغ 1000 ميجاوات لكل منها.
وشغلت الوحدة الأولى في عام 1984، وشغلت الوحدات الأربعة الأخرى، خلال الأعوام اللاحقة.

وفي عام 1990، وبسبب مخاوف من تكرار كارثة تشيرنوبل، أوقفت بناء وحدات نووية جديدة، فتعطل بناء في الوحدة 6، لكن سرعان ما دفع زيادة الطلب على الكهرباء، إلى الإسراع فيها، لتدخل الخدمة عام 1995، لتصبح أول وحدة مفاعل نووي في أوكرانيا المستقلة.
 

الجريدة الرسمية