رئيس التحرير
عصام كامل

بأمر من معالي الوزير.. كليات الطب ممنوعة للمصريين!

الدكتور أسامة حمدي أستاذ أمراض الغدد بجامعة كامبريدج، والمقيم في أمريكا منذ سنوات طويلة وواحد من أشهر الأطباء هناك، أكد أن ٧ من كليات الطب في أعرق الجامعات الأمريكية قررت جعل تعليم الطب مجانا فيها، وذلك بعد أن استشعرت أن واجبها تجاه المجتمع اتخاذ هذه الخطوة، بعد عزوف الطلاب الأمريكيين عن دخول كليات الطب بسبب ارتفاع مصروفاتها، والتي تتراوح مابين ٨٠ إلي ٩٠ ألف دولار، كما تلاحظ انصراف الطلاب عن التخصص في فروع الطب الصعبة وغير المربحة وتوجههم لتخصصات التجميل، والجراحة وغيرها من التخصصات المربحة..

 

وهنا شعرت الجامعات العريقة هناك بالخطر علي مستقبل المجتمع الأمريكي، وعلي مهنة الطب في الولايات المتحدة ومستقبلها، فجاء قرارها بفتح باب التعليم فيها مجانا لطلاب الطب حفاظا علي مستقبل المجتمع والمهنة معا.. واحتراما لرسالة الجامعات تجاه البشرية. تأملت موقف جامعات أمريكا العريقة، واحترامها لقدسية رسالتها وتقييمها للأمور لصالح مجتمعها، وشعورهم بالخوف علي مستقبل مهنة الطب، وقراراهم المحترم، وقارنت بينهم وبين ما يعانيه طلابنا المتفوقين الذين عاشوا طوال سنواتهم يحلمون بدراسة الطب..

 

وتحمل آباءهم ما لا يطيقه بشر من مصروفات واستنزاف مادي سواء من مصروفات المدارس، أو بسبب نفقات الدروس الخصوصية التي لا ينجح طالب دون الاستعانه بها بسبب تردي أوضاع التعليم في مدارسنا، وأخيرا قرارات وزير التعليم العالي السابق خالد عبد الغفار، بفتح أبواب كليات الطب الحكومية علي مصرعيها أمام الطلاب الوافدين من دول عربية، من أصحاب المجموع الضغيف بتوع ٧٠٪!  بينما ضيق الخناق، وغلق الأبواب كلها أمام طلابنا المصريين المتفوقين والحاصلين علي مايزيد عن ٩٥ ٪!  ليه ؟؟ لأنهم خريجو ثانوية بريطانية وأمريكية! 

مستقبل مهنة الطب

 

يعني بيتكلموا انجليزي أحسن منه هو شخصيا، وإتعلموا في مدارس لغات، وجابوا مجاميع عالية، ولكن معالي الوزير قرر إن المصري الحاصل علي الثانوية الانجليزية والامريكية، لازم يجيب مجموع ١٠٠٪ ليحظي بفرصة دخول أي كلية طب في جامعة حكومية، ليس هذا فقط، بل أنه قد أرسل قرارا للجامعات الخاصة أيضا، يمنعهم فيه من قبول الطلاب الحاصلين علي الثانوية الانجليزية والامريكية، لا لشئ إلا لأنه تلاحظ أنهم يقبلون منهم أعدادا كبيرة! رغم أنهم داخلين بمجاميع مرتفعة، وكمان بفلوسهم!!  يحاربهم الجميع! ليه؟ ماعرفش!!


ورغم إعتراف وزارة الصحة باستقالة آلاف الأطباء من العاملين في مستشفياتها، نظرا لسوء المعاملة وضعف الرواتب، إلا أن أحدا من المسؤلين لم ينتفض ولم يهتز له جفن خوفا علي مستقبل المجتمع المصري، وقلقا علي مستقبل مهنة الطب فيه، بعد محاربة الجميع لكل من يرغب في تعلم الطب في جامعات مصر الحكومية العريقة، حتي وصل الأمر لقيام ١٢١ طالب وولي أمر من طلاب الثانوية البريطانية بتقديم إلتماس لوزير التعليم العالي الجديد، بأن يرحمهم ويسمح بدخولهم كليات الطب الحكومية بمقابل مادي تحدده الكليات، علما بأن مجاميعهم فوق ال ٩٥٪، يعني طلاب متفوقين جدا، ورغم ذلك يرفض المسؤلون عندنا قبولهم، ويرحبون بطلاب الدول الاجنبية من ذوي القدرات المحدودة والحاصلين علي مجموع٧٠ ٪.  فقط، ومن ٣ سنين فاتوا!!


طيب ومستشفيات مصر هتجيب دكاتره منين بعد كل ده! ومين هيعالج المرضي المصريين! طيب بلدنا استفادت إيه من القرارات دي! ومستقبل الطب في بلدنا هيكون شكله إيه! كل هذه الأسئلة التي لا تجد من يجيب عليها وأكثر، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن هناك خطة ممنهجة لتدمير مهنة الطب في مصر، وتعمد القضاء علي سمعة الأطباء المصريين، بل وتدمير المجتمع المصري بالكامل، مع سبق الإصرار والترصد. بغلق كل منافذ التعليم في مجال الطب أمام اولادنا، وسلبهم حقهم المشروع في دخول كليات الطب الحكومية، بوضع شروط تعجيزيه أمامهم.

 


تري هل سينتفض أحد المسؤلين خوفا علي مستقبل المجتمع المصري ويصحح هذه القرارات الخاطئة وغيير المسؤولة لوزير جعل دراسة الطب عقوبة يستحق عنها الطلاب المصريون عقوبة قاسية، أم أن من يراجعون أنفسهم وضمائرهم هم جامعات أمريكا فقط!

الجريدة الرسمية