رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

زي النهاردة.. المأمون يستولى على سلطة الخلافة العباسية بعد صراع مع أخيه "الأمين"

 المأمون ابن هارون
المأمون ابن هارون الرشيد

في مثل هذا اليوم من عام 813 - المأمون ابن هارون الرشيد يتولى الخلافة في الدولة العباسية بعد مقتل أخيه الأمين، وتميز عهد المأمون بتشجيع مطلق للعلوم من فلسفة وطب ورياضيات وفلك واهتمام خاص بعلوم اليونان. 

 

عن نشاته 

 

هو أبو العباس عبد الله بن هارون الرشيد سابع خلفاء بني العباس، ولد عام 170 هـ ـ 786 م، في نفس اليوم الذي ولي فيه والده هارون الرشيد الخلافة، وكانت أمه فارسية اسمها مراجل وماتت خلال ولادته.

 

ولاّه والده ولاية العهد وهو في الثالثة عشرة من عمره، وعهد له بالخلافة بعد أخيه الأمين كما أوصى للمأمون بحكم خراسان، وأخذ منهما العهد خلال تأدية فريضة الحج وشدد عليهما بأن يخلص كل منهما لأخيه وأن يترك الأمين للمأمون كل ما عهد إليه من بلاد المشرق، وسجل الرشيد هذه المواثيق على شكل مراسيم وعلقها في مبنى الكعبة لتزيد في قدسيتها ويؤكد تنفيذها، كما كتب منشورًا عاما بهذا المعنى للآفاق، وبذلك ضمن العرب الخلافة للعربي النسب والعجم بزعامة البرامكة الذين ضمنوا الخلافة لرجل أخواله من العجم.

 

النزاع بين الأمين والمأمون 

 

بعد وفاة هارون الرشيد بدأ النزاع يتزايد بين الشقيقين، فالمأمون يرى التمسك بنصوص هذا العهد الذي يقضي بالاستقلال بشؤون خراسان خلال حكم أخيه الأمين، أما الأمين فيرى نفسه خليفة للمسلمين ويستطيع التصرف في أمور خراسان كما تقضي بذلك المصلحة العامة وأن النص على ولاية المأمون لخراسان لا يعني استقطاع هذه الولاية من الخلافة نهائيًا.

 

بل ينبغي أن يكون للخليفة شيء من النفوذ وذلك بأن يضع على خراسان بريدًا، لهذا طالب الأمين بوضع نظام للبريد تابع له في خراسان لكن المأمون رفض.

 

كانت مطامع رجال الحاشية في بلاط كل من الأمين والمأمون من العوامل التي زادت في اتساع الخلاف بين الأخوين، وفي النهاية غضب الأمين من رفض المأمون لمطالبه وأرسل إليه رسالة يخيره فيها بين الإذعان لشروطه أو التعرض لنار لا قبل له بها، ولكن المأمون لم يأبه لهذا التهديد ورد عليه بأنه لا يخشى في الحق لومة لائم.

 

الصراع المسلح 

 

فشلت المفاوضات السلمية مما جعل الطرفين يلجئان للحرب، وفي أوائل سنة 195 هـ أعلن الأمين البيعة لابنه موسى ولقبه بالناطق بالحق، ونقش اسمه على السكة وكان هذا بمثابة خلع المأمون، ثم بعث من سرق الكتابين بالكعبة وحرقهما.

 

 أمام هذا الإعلان رأى المأمون أن يستعد للحرب فجهز جيشًا كبيرًا وحشده على حدود خراسان في منطقة الري، وولّى عليه قائدين من أتباعه المخلصين وهما طاهر بن الحسين، وهرثمة بن أعين الذي يرجع إليهما الفضل في إعداد جيش المأمون إعدادًا قويًا.

 

أما الأمين فقد اختار علي بن عيسى بن ماهان أحد كبار رجال الدولة الذي كان واليًا على خراسان في عهد الرشيد، وتقدم بن ماهان نحو الري لقتال طاهر بن الحسين دون أن يستعد له استعدادًا كافيًا وذلك لأنه كان يستهين بشأن طاهر لحداثته.

 

انتهت المعركة بانتصار جيش طاهر بن الحسين ومقتل علي بن عيسى بن ماهان سنة 195 هـ، أرسل الأمين جيوشًا أخرى عديدة إلى الري ولكن مصيرها كان الهزيمة وقد استنفذت هذه الجيوش موارد الأمين فلم يستطع تحريك جيوش أخرى وهنا تحولت الحرب من مداخل خراسان إلى مداخل العراق.

 

تقدم الجيش الخراساني نحو بغداد، وتقدم الجيشان حتى بلغا أرباض بغداد وحدثت معارك مختلفة بين قوات الأمين وقوات المأمون، ولم يكن جيش الأمين قويًا، كما لم يكن قواده في حالة معنوية عالية، وحدث أن استمالت قوات المأمون بعض قادة جيش الأمين بالهدايا والهبات فانضموا إليه واحدًا بعد الآخر.

 

ضربت جيوش المأمون حصارًا حول بغداد، فاشتد الجوع بالأهالي لدرجة أن الأمين صرف كل ما لديه من أموال على جنوده واضطر إلى طلب الأمان والتسليم، وفضل الأمين أن يسلم نفسه وخرج وأتباعه عابرين نهر دجلة في سفينة صغيرة لم تلبث أن انقلبت واستطاع الأمين أن يسبح إلى الشاطئ وهناك أسره الجنود الخراسانيون وقتلوه لتنتهي خلافة الأمين ويتولى المأمون الخلافة.

Advertisements
الجريدة الرسمية