رئيس التحرير
عصام كامل

بعد اختراق موسكو بعملية اغتيال دوجينا.. دور جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في مكافحة الإرهاب والتجسس

الأمن الفيدرالي الروسي
الأمن الفيدرالي الروسي

أثارت عملية اغتيال الصحفية الروسية البارزة داريا دوجينا، ابنة الفيلسوف ألكسندر دوجين الذي يعرف بـ"دماغ بوتين"، داخل الأراضي الروسية، جدلا كبيرا حول أجهزة الأمن في موسكو، وعلى رأسها جهاز الأمن الفيدرالي الروسي.


اغتيال داريا دوجينا 


ولقيت داريا دوجينا مصرعها، إثر انفجار سيارتها واشتعال النيران بها، أثناء مرورها بشوارع موسكو، ولم تكن هي المقصودة بتلك الحادث الذي كان يهدف إلى اغتيال والدها الفيلسوف ألكسندر دوجين حيث كانت تستقل السيارة الخاصة به.


ويصنف جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، ضمن أقوى 10 أجهزة استخبارات عالمية، حيث يعتبر هو الخلف الرئيسي للجنة أمن الدولة التي تعود إلى حقبة الاتحاد السوفيتي.


وتقع المسؤوليات الرئيسية للجهاز  ضمن حدود الدولة وتتضمن مكافحة التجسس، وأمن الحدود الداخلية ومكافحة الإرهاب والمراقبة بالإضافة إلى التحقيق في أنواع أخرى من الجرائم الكبرى وخروقات القانون الاتحادي. يقع مقرها في ميدان لوبيانكا وسط موسكو، في المبنى الرئيسي للجنة أمن الدولة السابقة. 


الأمن الفيدرالي الروسي


ويعتبر القانون الروسي، أن الخدمة في جهاز الأمن الفيدرالي ضمن الخدمة العسكرية مثل القوات المسلحة، ووزارة الشؤون الداخلية وخدمة الحماية الاتحادية.
ويتمتع جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، بصلاحيات كبيرة، داخل روسيا، ويتم الاعتماد عليه بدرجة كبيرة في التصدي لعمليات التجسس واصطياد الجواسيس.
وكان لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي دور كبير في الحرب الروسية الأوكرانية، والتي دارت رحاها في ال24 من شهر فبراير الماضي.


دوره في الحرب الأوكرانية 


وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في تقرير لها حول دور أجهزة الاستخبارات الروسية في التخطيط والإعداد للحرب، أن أجهزة الاستخبارات أخطأت في حساباتها بشأن أوكرانيا وزودت موسكو بمعلومات غير دقيقة أدت إلى عدم تحقيق الأهداف العسكرية بإزاحة الحكومة الأوكرانية وإقامة نظام موال للكرملين.


وأضافت الصحيفة الأمريكية في تقريرها، أنه قبل أيام من بدأ الحرب بين الجارتين الأوروبيتين، بدأ عناصر الأمن الفيدرالي الروسي في إرسال تعليمات مشفرة إلى المخبرين الذين يشتغلون معهم في كييف، يطلبون منهم جمع أغراضهم ومغادرة العاصمة مع ترك مفاتيح منازلهم خلفهم.


وأكد تقرير الصحيفة الأمريكية أن ضباط كبار في وحدة داخل جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (الاستخبارات) تحمل اسم قسم المعلومات الميدانية، أبلغت عملائهم في أوكرانيا بتعليمات مغادرة البلاد، وكان هدف تلك الوحدة هو إسقاط الحكومة الأوكرانية.


وأوضح تقرير صحيفة واشنطن بوست أن خطط جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، فشلت في السيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف وإسقاط الحكومة، وذلك بعد انسحاب القوات الجيش الروسي من العاصمة كييف بعد أيام قليلة من بدأ الحرب.


وحملت الصحيفة الأمريكية جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، المسؤولية عن الخسائر الكبيرة التي تكبدها الجيش الروسي في الأيام الأولى للحرب أثناء محاولة اقتحام العاصمة الأوكرانية كييف.


ونوهت الصحيفة إلى المهام المكلف بها جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، والتي من بينها تضم السهر على الأمن الداخلي لروسيا، وكذا التجسس على دول الاتحاد السوفييتي السابقة على غرار أوكرانيا، مضيفة أن الجهاز أمضى عقودًا في مراقبة ما يجري هناك، وبذل جهودًا وزرع عناصره داخل المؤسسات الأوكرانية، وعمل كذلك على شراء ولاء المسؤولين والسهر على تقويض أي توجه محتمل لكييف نحو الغرب.

 

 

الجريدة الرسمية