رئيس التحرير
عصام كامل

الجفاف يفتك بأوروبا.. خطة بريطانيا لمواجهة نقص المياه

موجة جفاف أوروبا
موجة جفاف أوروبا

تعاني القارة العجوز خلال الصيف الحالي ليس فقط من ارتفاع درجة الحرارة إلا أن الأمر تطور إلى موجات جفاف عنيفة ضربت عددًا من أنهار وبحيرات أوروبا أبرزها نهر الراين الأكبر في ألمانيا فضلًا عن معاناة بعض الدول مثل بريطانيا وفرنسا مما دعا إلى اتخاذ إجراءات صارمة لترشيد استهلاك المياه.

 

ترشيد استهلاك المياه

بدايةً من 24 أغسطس ستعتمد لندن قيودًا على استخدام المياه بسبب موجة الجفاف، وفق أكبر مزود بالمياه في البلاد "تايمز ووتر".

 

وبموجب هذا القرار، سيتعذر على حوالي 15 مليونًا في العاصمة وأكسفورد ريّ حدائقهم وملء أحواضهم للسباحة، وتنظيف السيارات والزجاج والباحات الداخلية بخراطيم المياه، وفق ما أفادت "تايمز ووتر".

 

وهي المرة الأولى منذ 10 أعوام التي تشهد فيها لندن الرازحة تحت وطأة جفاف شديد، قيودًا على استخدام المياه.


وأشارت "تايمز ووتر" إلى أن مستوى المياه في الخزانات والأنهار بات أدنى بكثير من العادة، في ظلّ انخفاض التساقطات في الأشهر العشرة إلى الاثني عشر الماضية واشتداد الجفاف.


وأكدت الشركة التي وجهت إليها انتقادات بسبب تسريبات كثيرة في شبكة المياه أنها تعمل على حل هذه المشكلة.


في 12 أغسطس أعلنت حالة الجفاف في جزء كبير من إنجلترا، بما فيها لندن.


جفاف أوروبا

وشهدت مناطق عدة أوروبا ظروفًا أكثر جفافًا من المعدل الطبيعي هذا العام، كما تسببت موجات غير مسبوقة من الحر الشديد في اندلاع حرائق غابات هائلة التهمت عشرات الآلاف من الأراضي.

 

وضرب الجفاف قلب أوروبا، متسببًا في انخفاض مستويات أنهار كبرى إلى مستويات قياسية، لكن الجريان توقف بشكل شبه تام في نهر لوار الذي يمر في الأراضي الفرنسية حصرًا، في أحدث مشهد يذكّر بخطورة أزمة التغير المناخي.

 

وينبع نهر لوار من جبال إقليم الأرديش جنوب شرقي فرنسا ويمتد مساره حتى يصب في المحيط الأطلسي.

 

ويقول موقع "thelocal"، الذي يروي أخبار فرنسا باللغة الإنجليزية، إن الجفاف يشتد في فرنسا، وهو ما أدى إلى انتفاء المياه من النهر تقريبًا.

 

وأضاف الموقع أن فرنسا تواصل تسجيل أرقام قياسية على صعيد الجفاف، وأفضى هذا الأمر إلى تضاءل كميات المياه الجارية في "أنهارها العظيمة"، مثل لوار ودوردون، واختفت المياه كليًّا في بعض المناطق مثل البحيرات الإقليمية والخزانات.

 

وأشار إلى أن فرنسا، التي كان يضرب المثل بها في وفرة المياه، صار أغلب مواطنيها يخضعون لنوع من القيود على استخدام المياه.

 

ومن ناحية أخرى قالت الحكومة البريطانية، إن أجزاء من جنوب ووسط وشرق إنجلترا انتقلت رسميًّا إلى حالة الجفاف بعد فترة طويلة من الطقس الحار الجاف.

 

وقال وزير المياه ستيف دوبل في بيان "طمأنتنا جميع شركات المياه بأن الإمدادات الأساسية لا تزال آمنة. نحن مستعدون بشكل أفضل من أي وقت مضى لفترات الطقس الجاف، لكننا سنواصل مراقبة الوضع عن كثب، بما في ذلك الآثار المترتبة على المزارعين والبيئة، واتخاذ المزيد من الإجراءات حسب ما تقتضي الحاجة".

 

111 عامًا

وكان مكتب الأرصاد الجوية البريطاني قد أعلن أن شهر يوليو الماضي يعد الشهر الأكثر جفافًا على إنجلترا منذ 111 عامًا.


وأوضحت بيانات مكتب الأرصاد أن إنجلترا شهدت فقط 24% من كمية الأمطار المتوقعة هطولها في شهر يوليو الماضي.

 

وتظهر الأرقام أيضًا أن إنجلترا شهدت فترة جفاف امتدت ثمانية أشهر، من نوفمبر 2021 حتى يونيو 2022. وفي جميع أنحاء المملكة المتحدة، كان شهر يوليو هو الشهر الأكثر جفافًا منذ عام 1984، والثامن في السجلات التي يعود تاريخها إلى عام 1836.

 

وأوضح رئيس المركز القومي للمعلومات المناخية التابع لمكتب الأرصاد الجوية مارك مكارثي، أن شهر يوليو لم يكن وحده الشهر الجاف، فمنذ بداية العام، كانت جميع الأشهر - باستثناء فبراير - أكثر جفافًا من المتوسط المعهود في المملكة المتحدة.


وسجلت بريطانيا الشهر الماضي درجة حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية، لأول مرة في البلاد.

وقال وزير النقل جرانت شابس: إن الأمر سيستغرق سنوات عديدة قبل أن تتمكن بريطانيا من تحديث بنيتها التحتية بالكامل للتعامل مع درجات الحرارة المرتفعة، بعد أن ظهرت علامات الأضرار على مدرجين على الأقل والتواء بعض قضبان القطارات.

الجريدة الرسمية