رئيس التحرير
عصام كامل

سقط من ذاكرة الفيوم السياحية.. سوق المغاربة يحتاج إلى تنشيط

سوق المغاربة بالفيوم
سوق المغاربة بالفيوم

اختص الله نبيه يوسف عليه السلام ليكون أمينا على خزائن الأرض، وتقول بعض الروايات أنه في السبع سنين العجاف خزن المصريين القمح في صوامع منخفض الفيوم، وكان كل من يحتاج الي قمح يتوجه إلى مخازن الفيوم ليكتال ما يسمح له به، ومنذ ذلك الوقت تحولت الفيوم الي سوق تجاري دولي يربط بين الشرق والغرب، واستراحة كبيرة لتجار المغرب العربي المتوجهين إلى الشام، ومن هنا نشأت أسواق لتبادل المنتجات بين أبناء مصر وتجار المغرب العربي في كل مكان كانوا يتخذون منه استراحة لهم، ومن بين المدن التي اتخذها المغاربة مكانا لراحتهم كانت الفيوم، وانشأوا بها سوقا لتبادل المنتجات مع اهلها أطلقوا عليه اسم سوق المغاربة، حال كل الأسواق التي إنشاؤها في طوال طريقهم منذ دخول الحدود المصرية، فنجد في السلوم ومرسي مطروح والإسكندرية أسواقا بهذا الاسم منها ما اختفي وتغير اسمه ومنها ما تحول من تجارة الأقمشة المغربية الي تجارة المنتجات الحديثة أو الصيني.

المغاربة في الفيوم 

وأنشأ تجار المغرب سوقا وسط مدينة الفيوم عبارة عن شارع مسقوف بالخشب ومقسم إلى حانات لتجارة الأقمشة والمنسوجات، منها ما تخصص في تجارة الحرير أو الاقطان أو التيل والكتان وغيرها من أنواع المنسوجات، كما كان يباع في سوق المغاربة  قديما الصناعات اليدوية سواء كانت تستخدم في الحياة اليومية منها (الملابس - منتجات الجلود - الأثاث المنزلي - منتجات النحاس- المصوغات- الأحذية).
 

 

ولم يتبقي من سوق  المغاربة في الفيوم سوي عدة حانات لتجارة الملابس والأدوات المنزلية وأدوات التنجيد وبعض الاثاث الشعبي، وقد تغير اسمه من سوق المغاربة الي القنطرة، وكثيرا من أهل الريف يطلقون علية شارع القصبة أو سوق القصبة.

 

نشأة سوق المغاربة 

وقال الخبير السياحي الدكتور نبيل حنظل إن سوق المغاربة نشأ في فترة الحكم المملوكي، ويعرف حاليا باسمين مختلفين، شارع القصبة، أو القنطرة، ولم يتبق منه اليوم سوى بقايا مدخله الذي ضاعت معالمه، حيث كان مبنيا بالحجر الأبيض المطعم بالأحمر ويوجد عقد نصف دائري على جانبيه مطعم بالخشب ويزينه شريطان من النحاس.

 

كما كان على جانبى مدخل السوق مكسلتان حجريتان كان أحد تجار النعال المغربية والأحذية القديمة يتخذهما معرضا لبضاعته، وكان اسمه ' همسة " وكان يحول الأحذية القديمة إلى جديدة ليقبل عليها الفقراء.
أما السقف الخشبى فلا يزال باقيا ولا تزال محال الوكالة التجارية باقية، وإن اختفت منها البضائع اليدوية لتتوافق مع متطلبات مرتادى المنطقة الآن، وأصبحت المخازن ومرابط الخيل محال تجارية تعرض الأجهزة الحديثة، ودخل العمران الحديث بقوة ليغير معالم السوق تماما، ويضيع معلم من معالم التاريخ الإسلامي في الفيوم.
سلع سوق المغاربة
 ويضيف الخبير السياحي، أن السوق كانت متخصصة في توفير احتياجات القبائل المغربية التي مرت أو استوطنت الفيوم عبر العصور الإسلامية بدءا من العصر الفاطمي، وحتى القرن الماضى كما رحبت بالقبائل التي نزحت إلى الفيوم إبان الاحتلال الإيطالي لليبيا ووفى فترة مقاومة شيخ المقاومين عمر المختار للمحتلين الأوروبيين.

ويشير حنظل الي أن سوق المغاربة تخصصت لمئات السنين في توفير كل ما يتطلبه عرب الفيوم وبدوها من احتياجات يومية وتجهيز العرائس، وبرز في بيع الأحزمة والسجاد والعبايات الصوف.

ويوضح أن فكرة السوق تعود إلى العصرين المملوكي والعثماني ولها مسميات منها ''الخان'' و''الفندق'' و''الرباط''، وكانت تتكون من عدة طوابق، الأرضي لتخزين البضائع وإسطبلات الدواب والعلوية لسكن التجار، وتقع الحوانيت في صدارتها لبيع السلع، وهكذا كانت سوق المغاربة بالفيوم.

الجريدة الرسمية