رئيس التحرير
عصام كامل

أبونا بريء

انتقل بالأمس راعي كنيسة الشهيد العظيم أبو سيفين الأب عبد المسيح بخيت جراء الحادث الآليم الذي أصاب قلب مصر قبل أن يعصر قلوب أقباط مصر. ولكنني وجدت بعدما انتشر فيديو للحظات إندلاع الحريق بالكنيسة بأن أبونا كان يصلي صلوات القداس الإلهي ومتمسكًا بالمذبح لآخر لحظة في حياته كالراعي الأمين وكاهن حقيقي مستحقًا لكرامة الكهنوت ومدركًا للسر العظيم الذي ناله بوقوفه أمام المذبح والذبيحة.


ولكن هناك من وجه لومًا وألقى بمسئولية وحمل كبير على عاتق المتنيح أبونا عبد المسيح كونه لم يخبر الناس أن يهربوا أو يخرجوا بمجرد اندلاع الحريق، رغم أن الفيديو المنتشر يوضح إن حتى شمامسة المذبح الذين كانوا بجوار أبونا المنتقل يتحركون ويستعدون للخروج بحثًا عن النجاة والحياة.
والحقيقة أن الفيديو ولقطة الشورية -أي المبخرة- وتقديمها للأب الكاهن، تعني أن أبونا كان في بدء تقديس الذبيحة أي تحويل الخبز وعصير الكرم إلى جسد ودم المسيح أو ربما في صلوات المجمع والترحيم أي تحول بالفعل الخبز وعصير الكرم إلى جسد ودم حقيقي.


وفي كلتا الحالتين لا يمكن أن يترك الذبيحة ويخرج، بل يظل متمسكًا بهم حتى آخر لحظة سواء في المشكلة أو حتى في حياته إن تكلف الموضوع. وربما من المواقف الشهيرة والموثقة بالفيديو أيضًا، لحظة نياحة مثلث الرحمات الأنبا مكاريوس أسقف قنا الذي تنيح وهو ممسكًا بالحمل بل وأيضًا ملاك الذبيحة حمى الجسد من الوقوع لحظة سقوط الأنبا مكاريوس وأعاد الحمل إلى الصينية الذي يوضع فيها.

وحتى لا تتوه مني عزيزي القارئ، كل ما أقصده من كلامي هذا أن أبونا لم يخطيء ولا من اللائق أن نوجه له اللوم بعدما انتقل من عالمنا الفاني إلى أورشليم السمائية ليقف مع الأربع والعشرين قسيسًا يسبحون لرب المجد.

بل كان القرار قرار الشعب أن يهموا بالخروج، وليس من المنطقي أن يترك الأب الراعي ذبيحته كالجندي الذي لا يتسنى له أن يترك سلاحه وقت خدمته، وفي النهاية نطلب نياحًا لروح أبينا أبونا عبد المسيح بخيت وكل المنتقلين آثر الحادث الآليم، وشفاءًا لكل المصابين وعزاءً لكل ذوي المنتقلين.
Twitter: @PaulaWagih

الجريدة الرسمية