رئيس التحرير
عصام كامل

عيون من نحب

قالت: "رغم كل اللي قدمته عمري ما اتشافت حلوة، مع إني أستاهل أتشاف حلوة، ولا أنا أقل من الباقيين ومستاهلش أتحب"، وكانت كلماتها صادقة للدرجة التي جعلتني أفكر ما الذي يمكن أن يجعل أحدهم لا يشعر أنه ليس بالقدر الكافي أو إنه ليس كافيًا في نظر من أمامه ليشعر أنه محبوب ومقبول!
وهنا نقول إن العلاقات تبنى على الحب والقبول، ولا يوجد شخص لا يستحق أن يشعر بأنه محبوب وكافيًا في عين من قدم له الحب وقدم له قلبه بطيب خاطر ودون إنتظار مقابل أو ردًا للجميل، ولكنها أحيانًا أنانية القلوب التي يمكن أن تجعل بعض القلوب تشعر بأنها مازالت في حاجة لما هو أكبر وأكثر حتى يشبع غرورها.

داخل كل إنسان منا جمال لا يرى إلا بعين المحب، الذي بحبه يرى كل جميل فيه قبل أن يراه بعينيه، وبحبه لنا نتغاضى عن أي عيب موجود بل أحيانًا يحبه كونه فينا نحن، لأنه فقط باقيِ علينا وعلى حبنا الذي قدمناه بإخلاص له دون إنتظار مقابل.

قبل أن تنتظر المزيد من الشخص الذي أمامك أو تراه ليس كافيًا، أسأل نفسك وقف مع نفسك وقفة صارمة واسألها هل تحبه أنت أيضًا بالقدر الكافي أم تنتظر منه هو فقط الحب؟، فالعلاقات تبنى على التبادل لا على الآخذ المطلق أو الأنانية المفرطة.

فنحن خلقنا الله لمحبته فينا، بل وخلق كل شيء من أجلنا، لأننا نستحق الحب، فلا تكن أنت يومًا الشخص الظالم والذي يشعر من أمامه بأنه لا يستحق الحب، فكلنا نستحق الحب ونستحق أن نشعر أننا كافيين لمن أمامنا، ولكن لن يتحقق هذا إلا بعيون من نحب فقط.
Twitter: @PaulaWagih

الجريدة الرسمية