رئيس التحرير
عصام كامل

لا تكسروا خواطر اليتامى

جلس بجوار جدته ينتظر نتيجة الثانوية، هي تدعو له بالنجاح.. وهو يقاوم القلق بالتواصل مع زملائه لمعرفة الموعد الذي تبدأ فيه المدرسة إرسال النتيجة على البريد الإلكتروني، النتيجة وصلت الجميع ولم تصله، إنتظر وجدته ساعات دون جدوى، نصحه زملاؤه بالتواصل مع إدارة المدرسة، ففعل لكن أحدًا لم يستجب، وفي المساء أخبره أحد الموظفين أن النتيجة حجبت لأنه لم يسدد مصروفات المدرسة، فجدد في الطالب اليتيم جراح الفقد والفقر، وأعاد إلى ذاكرته مشهد الحادث الذي راح ضحيته والداه وشقيقه..

أما الجدة فانتابها إحساس بالعجز إلى جانب مرارة الفقد، وراحت تفتش في صندوقها عن الطلب الموقع من رئيس الوزراء والذي يحمل موافقته بإعفاء حفيدها من المصروفات لأنها لا تمتلك ما تنفقه عليه، أرسل الحفيد صورة الطلب لبعض موظفي المدرسة، فتعاطف معه أحدهم وأبلغه بالنتيجة، لكن إدارة المدرسة ما زالت تصر على دفعه للمصروفات ليحصل على بيان رسمي بالنتيجة ويتمكن من اللحاق بالجامعة.

كسر خاطر الطالب اليتيم وتجديد أحزانه وجدته إمتد إلى هذه الأرملة التي عكفت على تربية أبنائها بعد وفاة زوجها، حجبت المدرسة نتيجة إبنيها لأنها لم تسدد المصروفات، وكان رئيس الوزراء قد تعاطف مع حالتها ووقع لها على طلب يتضمن إعفاء إبنيها من دفع المصروفات المدرسية، عاشت السيدة مع الأبناء ساعات عصيبة، فرحة زملاء إبنيها الذين حصلوا على نتيجتهم جددت أحزانها، وضاعفت من شعورها بالعجز والإحباط، وليس أصعب من الشعور بالعجز عن تلبية طلبات الأبناء.

الحالات الثلاثة تتبع مدرسة النيل في مدينة ٦ أكتوبر وهي مدرسة مصرية حكومية بمواصفات دولية. ولأني أعلم أن القائمين على مدارس النيل المفروض أنهم من الكفاءات التي يتم إختيارها بعناية..أتمنى أن يضعوا نصب أعينهم مثل هذه الحالات، وأن يتدخلوا لحسم مشكلة الطلاب الثلاثة مع إدارة المدرسة جبرًا لخواطرهم، وحفظًا لماء وجه أسرهم، وإحترامًا لقرارات رئيس الوزراء.

besheerhassan7@gmail.com

الجريدة الرسمية