رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تذكرة انتخاب بالدم الفلسطيني

يمكن بقليل من الجهد البحثى، استعادة أحداث المعارك بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، التى جرت عبر السنوات العشر الأخيرة، لنخلص منها إلى أنها جميعها ذات مقدمات واحدة ونتائج واحدة، أما التفاصيل فتتعلق بعدد الضحايا من الشباب والأطفال الفلسطينيين، حجم الدمار، والأخير هائل علي أية حال، يمكن إذن إعادة بث المشاهد ذاتها، بل والادانات العربية والاسلامية ذاتها، بل والشجب الدولى، بل والبيانات المخزية الممجوجة لإدارة واشنطن وإدارة لندن: ل إسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، وندعو لوقف العنف!
 

مجتمع عربي ودولى منافق، لأن الفلسطينيين هذه المرة لم يبدأوا الضرب، بل رصدت إسرائيل قادة الجهاد وصفت رئيسهم الجعبري، وقتلت حراسه السبعة، وبعدها انفتحت سماوات الليل بشهب متبادلة بصواريخ من غزة تضئ ولا تحرق، تفزع ولا تقتل، وصواريخ من تل أبيب وغلاف غزة تدمر وتنسف، فضلا عن غارات الطائرات الحربية الاسرائيلية.


وقد تنتهى الجولة الحالية من الضرب الاستعراضي والضرب التدميري على الجانبين غدا أو تمتد أسبوعا وربما تفلح جهود مصر اللية في وقف إطلاق النار مع إشارات إستجابة من تل أبيب للقاهرة، ونظن أن تقاعس حماس عن المشاركة في الجولة -بضغوط أو بغير ضغوط اقليمية- مكسب ل إسرائيل تتباهي بأنها شقت المقاومة الفلسطينية. حتى صباح اليوم، السجال دائر بين فصائل الجهاد وأذرع مناصرة له، ولم تشترك حماس، لأن تداعيات اشتراكها هى الدمار الضخم كما رأينا في جولات سابقة.

حكومة جديدة


على أية حال، فإن مواعيد مثل هذه العروض المتكررة صارت ثابتة، مع الرصد العلمى، فهى تبدأ كلما أرادت إسرائيل انتخابات جديدة للحصول على حكومة جديدة، فعندئذ يتبارى كل مرشح من الليكود أو العمل في إراقة الدم الفلسطيني، ومن قتل أكثر فاز بأصوات أكثر وتولى الحكم ليقتل أكثر. هذه هى الصورة الجلية. الدم الفلسطيني يشارك بغزارة في التصويت على إختيار الحكومة الجديدة.


لم تشارك حماس وحسنا فعلت، لأن اشتراكها أو عدمه، ثبت أنه لن يحقق شيئا، ولم يحقق شيئا، مادام الإنقسام عميقا بين الضفة حيث محمود عباس قابع يتابع، وغزة حيث هنية، والجعبرى الذي كان وغيرهما ممن يكونون أو بحكم الإغتيال الدورى.. سنقول كانوا. لن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة ما لم يحترمهم العالم ويصدق أنهم جادون، ويحترمون تضحيات الآلاف من ابنائهم، بدلا من الولاءات الخارجية، لإيران وغيرها.


المرشح الإسرائيلي يائر لابيد يقدم أوراق اعتماده الملطخة بالدم الزكي للأبرياء في غزة إلى ناخبيه، ليفوضوه رئيسا بلا منازع، على حكومة كاملة لدورة كاملة، وليس نصف المدة، مع شريك ينازعه فراش القرار. يلفت النظر، فضلا عن غياب حماس، فعالية الدرع الصاروخية الاسرائيلية، ما يسمى بالقبة الحديدية، في صد رشقات متتاليات من صواريخ محدودة الفعالية ترسلها إيران مفككة ويعاد تركيبها مجمعة في أنفاق تحت غزة!

 

فعالية القبة جاءت سريعة، بعد تمويل أمريكي بثلاثة مليارات دولار منحها بايدن في زيارته الأخيرة لمطار بن جوريون حيث شاهد مشروع الدرع، ولقد جاء التطوير سريعا، ولا ريب أن المؤسسة العسكرية الأمريكية ساهمت فيه بالخبرة والمعرفة، وبالتالي فإن هذه الجولة تعد ميدان اختبار عملى لمدى الفعالية بعد التطوير.


هل تتوقف الضربات؟ مصر تبذل جهودا حثيثة مع الشركاء المؤثرين، ومن الواجب الإشادة بعدم إشتراك حماس حتى لا يتفاقم الدمار بلا عائد سياسي حقيقي، لكن سيترتب على ذلك المزيد من الانقسام العميق، وتفاقم الضغينة بين الفصائل الجهادية والحماسية!


اجمعوا جهاد علي حماس علي عباس وكونوا رجلا واحدا وراية واحدة يحترمكم العالم وتفرضون كلمتكم على الظلم الأمريكي لقضيتكم. ونحن فى انتظار جولات تالية بنفس المناظر والتصريحات.. سيناريو مكرر.

Advertisements
الجريدة الرسمية