رئيس التحرير
عصام كامل

وباء كورونا.. وغياب الوعي!

الاستهتار بؤرة انتشار فيروس كورونا، ودائمًا نتوقع أسوأ ما يمكن أن تؤول إليه مثل هذه الأوبئة، بينما الجدية في التعامل مع الوباء ومواجهته بالطرق الوقائية والاحترازية والوعي هو السلاح الأقوى للانتصار عليه والحد من زحفه وتوغله.. الوباء خطير وعلينا إدراك ذلك، وأصبح مثار خوف وفزع لكل دول العالم، خاصة أن بدايته كانت مرعبة، وأسفرت عن وقوع ضحايا وإصابات بالملايين.. 

 

الدول تعاملت في البداية بكل حزم وقوة، وبعدها هدأت العاصفة، وكأن الوباء رحل دون رجعة فبدأت وتيرة الحياة تسير بالشكل الذي كانت عليه قبل ظهور الجائحة، وهذه هي الطامة الكبرى، حيث بدأت جائحة كورونا تعود من جديد، والإصابات تتزايد بالوباء، بالرغم من أن المختصين في مجال الطب الوقائي يؤكدون أن الحالات بسيطة ولا قلق منها، وحرص الأغلبية من الأفراد على التطعيم. 

 

وأهم سبب في انتشار الوباء يرجع في المقام الأول إلى الرعونة في التعامل مع الإصابات وهي في بداياتها وعدم التعامل مع الوباء بجدية المبادرة بالإعلان عن الوباء وتطويقه مبكرا. مصر كانت في مقدمة الدول التي واجهت الأزمة بجدية من خلال قرارات حاسمة لمحاصرة الوباء وتطويق انتشاره، فكانت أقل تضررا من الدول الأخرى التي تكبدت خسائر جمة في الأرواح والإصابات..

 

 

ولكن في لحظة فارقة تم تخفيف الإجراءات الوقائية والاحترازية لأمر غير مبرر، وأصبح المواطنون يتصرفون وكأن الوباء قد تم القضاء عليه كاملًا، فلا كمامات ولا كحولات، والعادات السيئة عادت من جديد، ولا حدود بين المصلين في دور العبادة، والكافيهات زادت عن حدها، والشيش في كل مكان في غياب الرقابة والمتابعة.. المسئولون والمواطنون غاب عنهم جميعا أنه من المحتمل أن يصل الوباء إلى المستوى الكارثي.. من هنا يجب على المسئولين أن يعودوا إلى القرارات الحاسمة مرة أخرى لمواجهة حالة الاستهتار التي كانت عنوانا للشارع المصري.

الجريدة الرسمية