رئيس التحرير
عصام كامل

ارتفاع حصيلة مصابي التهاب الكبد الغامض لدى الأطفال على مستوى العالم

الالتهاب الكبدي الغامض
الالتهاب الكبدي الغامض

ارتفعت حصيلة ضحايا الالتهاب الكبدي الغامض لـ920 حالة بحسب تقرير جديد أجراه باحثون من موقع بمبيد. 

 

التهاب الكبد الغامض 


وكشف التقرير الجديد لموقع ببميد، ‏الذي يهدف الوصول إلى قاعدة بيانات عن ارتفاع حالات التهاب الكبد الغامض الحاد لدي الأطفال في العالم، وبلغت 920 حالة. 


وفى الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، تم الإبلاغ عن زيادة مفاجئة في عدد حالات التهاب الكبد الحاد والتي لا تزال أسبابه غير معروفة، وكان أعلى معدل إصابة لها بين أكتوبر 2021 ومايو 2022.


وما زال المرض مجهول المصدر، وما لا يقل عن 5% من إجمالي عدد الحالات تتطلب زراعة كبد وتوفي 2%؛ وينتمي الأطفال المصابون إلى الفئة العمرية من 10 إلى 16 عامًا.


وعلى الرغم من أنه يمكن علاجه إذا تم تحديده في الوقت المناسب، فإن التحدي الأكبر لأطباء الأطفال ومقدمي الرعاية لعلاج المرض بشكل فعال لا يزال يتمثل في عدم وضوح مسبباته.

تحقيقات طب الأطفال

وأجرى الدكتور جيتو زوراي، رئيس تحرير تحقيقات طب الأطفال، مسحًا شاملًا للأمراض المتوفرة في الموقع والمواقع الإلكترونية لمنظمة الصحة العالمية ووكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة ومركز السيطرة على الأمراض بالولايات المتحدة والمركز الأوروبي للامراض، الوقاية والسيطرة وجمع المعلومات من أجل فهم طبيعة المرض الغامض.

وفي وقت سابق أعلنت منظمة الصحة العالمية وصول عدد حالات التهاب الكبد مجهول المصدر لدى الأطفال الصغار لـ 650 حالة في آخر تحديث دولي. 
 

منظمة الصحة العالمية


وأكدت منظمة الصحة العالمية أن تلك الزيادة كانت خلال فترة أسبوعين فقط بحسب آخر تحديث مشددًا على أن التحقيق عن الالتهاب الكبد الحاد والمفاجئ ومجهول المصدر لدى الأطفال قيد التحقيق في 33 دولة حول العالم، وتنتظر 99 حالة أخرى التصنيف.


وأبلغ المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، الأسبوع الماضي، عن إجمالي 614 حالة قيد التحقيق في 30 دولة، وذكرت منظمة الصحة العالمية أن ثلث الحالات، أي 222 حالة، موجودة في المملكة المتحدة، وأن 216 حالة أخرى في الولايات المتحدة.


وبحسب أخر إحصائية، أصيب معظم الأطفال الذين يشملهم التحقيق الدولي بالمرض خلال شهري مارس وأبريل الماضيين، وقبل هذا التفشي، لم يكن من الممكن ربط حوالي نصف حالات التهاب الكبد المفاجئ، أو التهاب الكبد، لدى الأطفال الصغار بسبب معروف.


لكن منظمة الصحة العالمية أفادت أنّ الحالات التي يجري التحقيق فيها الآن تبدو مختلفة عن أي حالة عاينها الأطباء من قبل.

 

الفشل الكبدي 


يأتي التهاب الكبد بسرعة ويبدو أنه أكثر شدة من الناحية السريرية، مع إصابة نسبة متزايدة من الأطفال بالفشل الكبدي، وأظهرت بيانات 156 حالة استشفاء، أنّ حوالي نسبة 14% دخلوا إلى العناية المركزة، بينما تطلبت نسبة 12% منهم عمليات زراعة الكبد.


وليس من الواضح إذا كان عدد حالات التهاب الكبد المفاجئ أكبر مما اعتاد الأطباء رؤيته خلال الفترة الزمنية ذاتها، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، ومعظم الأطفال المصابين، أي نسبة 75% منهم، دون سن الخامسة، وكان معظمهم يتمتعون بصحة جيدة قبل إصابتهم بالمرض.


وتم استبعاد الفيروسات الشائعة المعروفة بأنها تسبب التهاب الكبد، مثل التهاب الكبد الفيروسي "أ"، و"ب"، و"سي"، و"د"، و"هـ" لدى هؤلاء الأطفال.


ويبدو أن أقوى ارتباط بين الحالات هو فيروس يسمى  الفيروس الغدي "من النوع 41"، الذي يُعرف بأنه يسبب اضطرابًا في المعدة مثل الإسهال والقيء؛ وأبلغ العديد من الأطفال المصابين عن هذه العوارض قبل إصابتهم بما يعرف باليرقان، عندما يصفرّ بياض العينين وربما الجلد، وهي مؤشر لمشاكل في الكبد.


لكن الخبراء رأوا أنّ الفيروس الغدي "من النوع 41" ليس مسبّبًا واضحًا، لأنه لم يُعرف بأنّه يسبب التهاب الكبد لدى الأطفال الذين لا يعانون من ضعف في جهاز المناعة، في السابق.


المملكة المتحدة 

وأطلقت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة دراسة للحالات والشواهد بهدف محاولة تحديد إذا كان يتم اكتشاف الفيروس الغدي "من النوع 41" في كثير من الأحيان لدى الأطفال المصابين بالتهاب الكبد أكثر من غيرهم.

ولفت علماء بريطانيون إلى أنهم اكتشفوا زيادة بنشاط الفيروس الغدي، الذي ينتشر بالتوازي مع فيروس سارس-كوف-2، المسبب لكوفيد-19، وأفادت منظمة الصحة العالمية أنه تم اكتشاف فيروس سارس-كوف-2 في عدد من الحالات، رغم أن البيانات التي في حوزتها غير مكتملة، ويبحث الخبراء أيضًا في الأسباب المحتملة الأخرى، ضمنًا التعرض البيئي والسموم وربما عدوى من فيروس آخر.

الجريدة الرسمية