رئيس التحرير
عصام كامل

تونس والجزائر.. عودة دبلوماسية هادئة تنهي سنوات الأزمة الصامتة

تونس والجزائر
تونس والجزائر

بعد نضال شاق نجحت مساعي سكان المناطق الحدودية في مدينة "نفطة" التونسية ومواطنين من بلديتي "الطالب العربي" و"حاسي خليفة" الجزائريتين لفتح الحدود بين الدولتين والتي ظلت مغلقة لأكثر من سنتين بسبب جائحة كورونا. 

 

فتح الحدود بين الجزائر وتونس 

فبعدما بات تنظيم وقفات احتجاجية على مستوى الشريط الحدودي بين الجزائر وتونس، عادة دأب عليها السكان من الجانبين للمطالبة بفتح الحدود تحقق الحلم اخيرا بفتح الحدود البرية بين تونس والجزائر. 


ومثل قرار فتح الحدود تعزيز للآمال بانتهاء الأزمة الصامتة التي شهدتها العلاقات بين البلدين، خلال الأشهر الأخيرة، عقب تصريحات للرئيس الجزائري تحدث فيها عما قال إنه "مأزق تواجهه تونس"، وفقًا لتعبيره.


وأعلنت الرئاسة الجزائرية، في بيان لها، أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تلقى مكالمة هاتفية من نظيره التونسي قيس سعيّد.


وبحسب البيان، ”تبادل الطرفان الآراء حول مختلف القضايا المشتركة بين البلدين الشقيقين، وأكدا على مواصلة دفع العلاقات الثنائية، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، كما أعربا عن ارتياحهما مجددًا، للقرار المشترك بإعادة فتح الحدود أمام المسافرين بين الجزائر وتونس“.


وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أعلن عند توديعه لنظيره التونسي قيس سعيّد بعد زيارته الجزائر للاحتفال بذكرى استقلالها، في الخامس من يوليو الجاري، عن إعادة فتح الحدود البرية بعد إغلاق دام لأكثر من سنتين ونصف.


ويثير ذلك تكهنات حول ما إذا كانت الخلافات قد انتهت بين البلدين، لاسيما في ظل التحديات المشتركة التي يواجهانها على غرار القمة العربية التي ستستضيفها الجزائر، في نوفمبر المقبل، والأزمة الاقتصادية الخانقة في تونس.


إذابة الجليد

وفي ذلك الصدد قال بدر الدين القمودي النائب في البرلمان التونسي المنح: "هذه الحدود الوهمية يجب أن تبقى مفتوحة مهما كانت الظروف وطبيعة العلاقات بين الدولتين، ونؤكد أننا شعب واحد مجزأ في دول متعددة، وهذه الحدود فرضها الاستعمار وما زالت الدولة الإقليمية ترعاها".


وأكد القمودي في تصريحات صحفية، أن "الأصل أن تظل الحدود مفتوحة، لذلك نبارك عملية فتحها، ونرجو ألا تتأثر بأي خلافات، ونقدّر أن زيارة الرئيس قيس سعيّد إلى الجزائر قد تكون دفعت في اتجاه إذابة الجليد".


وتابع: "الحقيقية أنه لا توجد معطيات حول الخلافات بين الحكومتين التونسية والجزائرية، ونثمن هذه العودة، ونرجو أن تتعزز العلاقات مع الشعب الجزائري باعتبار المصالح المشتركة والمتشابكة".


وحول آثار فتح الحدود، قال القمودي إن "هذا سيساهم بتوفير العملة الصعبة، وتونس تتنفس برئتين اقتصاديتين، واحدة في الجزائر، والثانية في ليبيا، لذلك فتح الحدود سيساهم في ازدهار الاقتصاد التونسي، عبر تدفق السياح الجزائريين الذين يقدّرون بمليوني سائح سنويًّا".


موقف آخر من السفير التونسي السابق 

ومن جانبه القى الدبلوماسي والسفير التونسي السابق عبد الله العبيدي باللوم على السياسات المتبعة في تونس، وعدم تمكنها من السيطرة على حدودها ما جعل المخاوف الجزائرية مشروعة.


وقال العبيدي: "هناك مسائل موضوعية جعلت الجزائر تشعر بأنها مستهدفة، وهو ما جعلها تقوم بإغلاق حدودها، كما نعرف في هذا الجانب أن 40% إلى 50% من الاقتصاد التونسي مواز، على غرار التهريب وغيره، ما يعني أن تونس غير متحكمة في حدودها".

تاريخ العلاقات بين الجزائر وتونس 

وعبر التاريخ حظيت العلاقات بين الجزائر وتونس بتميز حقيقي فتونس أول دولة توقع معاهدة الأخوة والوفاق مع الجزائر، عام 1983. 

الجريدة الرسمية