رئيس التحرير
عصام كامل

قرينة مادية قاطعة.. كيف تعمل البصمة الوراثية على كشف الجرائم الغامضة؟

البصمة الوراثية
البصمة الوراثية

البصمة الوراثية لها دور كبير ومهم في الجرائم الجنائية فعندما يتم العثور على جثة متحللة أو جثة مجهولة الهوية فتطلب جهات التحقيق تحليل البصمة الوراثية في حالة ظهور هوية الجثة فيتم أخذ عينة لإجراء تحليل البصمة الوراثية لمضاهاتها ومطابقتها لذويها مثل ما حدث مؤخرا في قضية الإعلامية شيماء جمال وإجراء التحاليل اللازمة لبيان عما إذا كانت الجثة للمذيعة من عدمه حيث ظلت 8 أيام في المشرحة للانتهاء بإجراء تصريح الدفن. 

 كشف مرتكبي الجرائم

وأوضح المستشار محمد عبد السلام قاض سابق بالجنايات أنه يمكن أن يكون للبصمات الوراثية دور حاسم في كشف مرتكبي الجرائم، وأدى التطور الكبير في طرق الإثبات الطبية إلى التخلي عن الطرق التقليدية التي كانت تعتمد على تحليل فصيلة الدم وفحص بصمة الأصابع، تفسح المجال إلى البصمة الوراثية التي تتميز بطابع التأكيد، ولا تفتح باب الاحتمال كما هو الحال في تحليل فصيلة الدم، كما أن فحص بصمة الأصابع ليست متاحة دائمًا، حيث يحاول الكثير من الجناة استخدام قفاز لكى يخفى معالمها، بالإضافة إلى حساسيتها فى وسائل الرفع وسهولة إزالة آثارها.

وأكد أنها تتيح الربط بين سلاسل من الجرائم أو تحديد وجود الشخص المشتبه به في مسرح الجريمة، ومما يتصف بأهمية مماثلة أن البصمات الوراثية يمكن أن تساعد في إثبات براءة مشتبه به. أما فى حالة تحليل البصمة الوراثية ابتداء من بقعة الدم، فإنه يكفى وجود بقعة صغيرة، كما أن تلك البقعة تصلح لتحليل البصمة الوراثية حتى ولو كانت قد جفت ومضى عليها عدة أشهر، ولا يحول دون دقة الفحص أن تختلط عينة شخص بعينة شخص آخر، كما لو اختلط دم القاتل بدم القتيل فى بقعة واحدة من الدم أثناء التماسك بينهما قبل ارتكاب الجريمة.

 قرينة مادية قاطعة

تعد البصمة الوراثية قرينة مادية قاطعة على اتهام الشخص بارتكاب الجريمة لاتصالها بالركن المادى للجريمة، كما تنقل عبء الإثبات من الادعاء إلى المتهم فى القانون الوضعى، لذلك فهى تنقض أصل البراءة للمتهم، وعليه أن ُيثبت أن تواجده كان لسبب مشروع أو وجود مانع من موانع المسئولية، بالإضافة إلى ذلك فإن للبصمة الوراثية دورًا إيجابيًا وهام فى الكشف عن بعض الجرائم الغامضة والوصول إلى مرتكب الجريمة منذ اكتشافها، بالإضافة إلى أنها ساهمت فى الكشف عن جرائم وقعت قبل اكتشافها.

وأضاف عبد السلام بأن أول خطوة للحصول على البصمات الوراثية للمقارنة هي أخذ عينات من ساحة الجريمة وعينات مرجعية من المشتبَه بهم.. وتؤخذ العينات عادة من الدم أو الشعر أو سوائل الجسم.

وأشار عبد السلام إلى هناك تقنيات للبصمات الوراثية يتيح أخذ عينات من أبسط أثر يُعثر عليه في مسرح الجريمة، وتحلل العينة باستخدام علوم الأدلة الجنائية للحصول على بصمة وراثية يمكن مقارنتها بالبصمات الوراثية الأخرى ضمن قاعدة البيانات.

وأكد أنه من خلال الآثار التي يتركها الجاني في مسرح الجريمة، ويمكن سحب هذه العينات من الشعر، اللعاب، الدم، خلايا البشرة، السائل المنوي، العظام، الأسنان، الأظافر، التعرّق الجلدي، والأنسجة، موضحا أنه تكثر الخيارات أمام الباحث الجنائي عند استخدام مخيلته لجمع الأدلة الخاصة بالـ"DNA"، علمًا بأن عددًا كبيرًا من القضايا الجنائية قد تم حلها عبر تحليل اللعاب الموجود على عقب السجائر والطوابع البريدية. 

الجريدة الرسمية