رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هيا بِنَا نقتل !

لا أحبذ التسرع فى إطلاق الاحكام النهائية على الأحداث الاجتماعية، وأرى إن ذلك خطأ لأن أى حدث اجتماعى يحتاج لفهمه سبر كل أغواره والإلمام بكل تفاصيله من خلال دراسات وأبحاث تتناول كل ملابساته وظروفه والأسباب التى أدت اليه.. لذلك أرجو أن تحظى حوادث القتل والانتحار الاخيرة بقدر من الاهتمام البحثى من قبل المتخصصين في علم الاجتماع وأمور الجريمة.. واقترح عليهم أن يتسع بحثهم في هذا الشأن ليشمل ما يمكن تسميته بعدوى المحاكاة في حوادث القتل والانتحار الذي شهدها المجتمع مؤخرا.

 محاكاة


فإن قتل فتاة جامعة المنصورة في الشارع بسكين سبقه حادث قتل مشابه لرجل في الشارع وبسكين أيضا.. وحادث دفن مذيعة التليفزيون بعد قتلها في المسكن الخاص سبقه حادث دفن شاب في فيلا القاتل وابنته! وأن انتحار شاب من أعلى البرج تلاه حادث انتحار شاب آخر من أعلى كوبرى في النيل.. وهكذا ثمة ما يشير إلى وجود محاكاة تتم سواء في حوادث القتل أو حوادث الانتحار.. وهذا أمر يمكن أن تؤكده أو تنفيه الدراسة لحوادث القتل والإنتحار التى شهدها المجتمع مؤخرا، ولكنه بالمشاهدة الأولية أمر يستحق الدراسة والبحث.. 

 

لانه إذا ثبت صحته فهذا سوف يفرض علينا كمجتمع اتخاذ اجرءات احترازية، ربما يتصدرها مراجعة ما تتضمنه الدراما من حوادث قتل وانتحار، إن المحاكاة كانت سبيل الانسان للتعلم واستيعاب الأمور.. والعديد من نظم التعليم المتطورة تعتمد المحاكاة آلية لتعليم الاطفال في الصغر ما يراد منهم تفهمه والتعود عليه في الكبر.. ولذلك ليس مستبعدا أن يتعلم بعض الناس فنون القتل من المحاكاة، خاصة محاكاة ما ينشر ويذاع ويكشف عنه من تفاصيل حوادث قتل سابقة.

 


إذن  ما يشهده مجتمعنا من حوادث قتل وانتحار يستحق أن ينال اهتمام باحثينا جنبا إلى جنب مع اهتمام الشرطة واهتمام النيابة والقضاء.. وبالطبع الدراسة ستقدم لنا نتائج مهمة وليس مجرد انطباعات متسرعة لا تستند إلى معلومات سليمة.. وهذه الدراسة سوف تسهم في تقليل هذه الحوادث الصارخة ووقاية مجتمعنا منها.. حتى لا نفاجأ باستسهال البعض القتل والانتحار من خلال تقليد حوادث سابقة أو ما تقدمه الدراما.. أى حتى لا تكون دعوة القتل مفتوحة أمام البعض!   

Advertisements
الجريدة الرسمية