رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أقدم قفاص ببني سويف.. عم حسان 60 سنة في تشكيل جريد النخيل| فيديو

عم حسان القفاص
عم حسان القفاص

 مهنة "القفاص" من أقدم الحرف اليدوية، التي قاربت على الانقراض بسبب مشقتها وعدم إقبال الشباب عليها، خاصة مع وجود البدائل لمنتجاتها المتنوعة كأقفاص الخضروات والفاكهة، والخبز، وأقفاص الدواجن، التي استبدلها مستخدموها بمثيلاتها المصنوعة من البلاستيك.

التقينا بـ عم حسان، الذي يبلغ من العمر سبعين عامًا، ويعد أحد أقدم من امتهنوا مهنة "القفاص" في صعيد مصر وبالتحديد محافظة بني سويف، حيث وجدناه جالسًا أمام منزله بمنطقة "الفاوريقة" بمدينة الفشن، جنوب محافظة بني سويف، يحاول جاهدًا التعامل مع ما تبقى من أدوات المهنة لإنتاج أقفاص الدواجن والخبز.

 

عم حسان القفاص

 

وقال "عم حسان" إنه من مواليد عام 1953 وقارب على السبعين من عمره، وامتهن حرفة "القفاص" منذ السابعة من عمره، تعلمها على آيدي أحد جيرانه واتخذها مهنة لكسب قوت يومه، ووسيلة لتوفير قوت أسرته المكونة من زوجته "التي توفيت منذ 14عامًا" وأبنه وأبنته، وعدد ثمانية أحفاد.

 

وأضاف عم حسان، أن مهنة "القفاص" كانت في أبهى عصورها خلال فترة السبعينات حتى نهاية الألفية الثانية، ومع بداية الألفية الثالثة بدأت تتلاشى رويدًا رويدًا، بسبب إقبال التجار والأهالي على بدائل المنتجات كأقفاص الخضروات والفاكهة، والخبز، وأقفاص الدواجن، التي أُستبدلت بمثيلاتها المصنوعة من البلاستيك، وهو ما تسبب في هجر معظم من يمتهنونها لحرفتهم، إلى حرف يدوية أخرى كـ"النجارة" ورفض الشباب تعلمها كونها لم تعد إحدى الحرف المطلوبة في سوق العمل.

 

 

وواصل عم حسان، الحديث عن مهنته، قائلًا: المهنة فى طريقها للإنقراض، بسبب ظهور الأقفاص البلاستيك والكراتين، و"عايشين اليوم بيومه والرزق بتاع ربنا"، موضحًا أنه صحيًا أقفاص الجريد أفضل من الأقفاص المعدة من البلاستيك، لرخص سعرها مقارنة بالبلاستيك، كما يمكن إصلاحها بسهولة في حال تفككها أو تهشمها، فضلًا عن أنها بدرجة حرارة مناسبة صيفًا وشتاءً ما يجعل الفواكه والخضراوات الموضوعة بها لا تفسد بسرعة على عكس أقفاص البلاستيك التي تصدر منها سخونة تؤدي لفساد محتوياتها.

 

وأشار العم "عم حسان" إلى أن نجله "أحمد" رفض تعلم المهنة، بسبب مشقتها، ولأنها تحتاج إلى الصبر وقوة التحمل، ومن مساوئ المهنة أنها تسبب لصاحبها أمراضًا كثيرة في الظهر؛ لأن طبيعة المهنة تتطلب أن يظل صاحبها جالسا لساعات طويلة، ومنكبا على الأرض، من أجل إنتاج 8 أقفاص يوميا أو كرسين من الجريد.

 

 

وتابع: في السابق كنا نأخذ جريد النخيل من أصحابه بدون مقابل "ببلاش" حيث كان صاحب النخيل يرغب في التخلص من الجريد فقط، إلى أن تحول الأمر لنشتريه بمقابل مادي تسبب في زيادة سعر منتجات الجريد، لافتًا إلى أنه يستخدم بعض الأدوات صناعة المنتجات، منها السكين التي تستخدم فى تنظيف الجريد من سعف النخيل، والمسندة والبلطة للتكسير والتقشير.

 

 

وقال "عم حسان" إن فترة عهد الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، كانت فترة مليئة بالعمل والحراك "كانت بحق فترة الإنفتاح" وازداد فيها الرزق مع زيادة حركة التجارة والبيع والشراء، والآن المهنة تقترب من الانقراض، فهو يبدأ عمله أمام منزله فى التاسعة صباحا حتى نهاية اليوم، يقوم خلالها بعمل بعض الأشكال من الأقفاص التي مازال يقبل عليها الزبائن وأهمها أقفاص الخبز والطيور، أما منتجات الكراسى والترابيزات، فيتم تصنيعها حسب الطلب.

Advertisements
الجريدة الرسمية