محمد الجبالي يكتب: لا يجوز " أخلاقيا " قيام محمد بركات باستغلال العمل التطوعي
ظهر الكابتن محمد بركات بالأمس في إحدى القنوات التليفزيونية يتحدث عن أزمة مباراة النهائي الإفريقي بصفته عضوا بمجلس إدارة اتحاد الكرة، وذهب للحديث مع جماهير الأهلي التي هاجمته ، وأقسم بأغلظ الإيمان بأنه لم يكن يعلم أي شيء عن الخطاب الشهير الذي انفردت به " فيتو "..
بركات عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة هو مقدم البرنامج وهو نفسه الذي يملك كافة أخبار اتحاد الكرة حصريا لوجوده في المجلس..!! فهل هذا الأمر يستقيم مع كل ما كان يقال بأن هناك رغبة حقيقية في الإصلاح داخل منظومة كرة القدم المصرية.
ما حدث ويحدث وسيحدث من بركات وحازم إمام وإيهاب الكومي بصفتهم "شغالين" في قنوات فضائية هو نفسه ما كان يحدث في الماضي وعانينا منه كثيرا وطالبنا مع الكثيرين بضرورة الابتعاد عن تضارب المصالح ووضع حل لهذا الموضوع، ولذلك كان الاقتراح بعدم عمل عضو اتحاد الكرة في الفضائيات خلال فترة وجوده بالمجلس .
فهذا الثلاثي مع كامل الاحترام والتقدير لهم سيكونون لسان حال اتحاد الكرة على الفضائيات التي يعملون بها سواء من خلال الأخبار الحصرية أو من خلال الدفاع المستمر عن مجلسهم، فلا يعقل أن يكونوا منتقدين عبر الشاشات لسياسة مجلس هم أعضاء فيه، ولا يعقل أيضا أن يكونوا معدين للبرنامج بشكل احترافي على اعتبار أن المعلومة الأصلية داخل اتحاد الكرة معهم وحدهم ولا أحد غيرهم.
وإذا كانت لائحة النظام الأساسي لاتحاد الكرة تنص صراحة على بند تضارب المصالح ولا أحد يهتم بها ، فهناك بند آخر أكثر أهمية يجب مراعاته وهو البند " الأخلاقي ".. فهل من الناحية الأخلاقية والمهنية يحق أن ينفرد عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة بكل ما هو داخل الاتحاد من أخبار ومعلومات للقناة التي يعمل فيها ؟،، وهنا ندخل في نقطة أكثر خطورة وهي كيفية الاستفادة من العمل التطوعي في العمل بأجر..!! فوجود هؤلاء في اتحاد الكرة عمل تطوعي ولكن وجودهم في الفضائيات بأجر وبالتالي يمكن القول بأن هناك نوعا من " الاستغلال " للمنصب وهذا لا يليق بكل تأكيد بأسماء هؤلاء.
والغريب في الأمر أنه ربما يقوم عضو اتحاد الكرة الذي يعمل مقدم برامج في المساء باستضافة زميل له في مجلس الاتحاد ليحدثه عن مشكلة ما وبالتالي سيكون هذا الحديث مهما كانت مصداقيته مشكوكا فيه لكون المقدم والمذيع والضيف أعضاء بمجلس الاتحاد.
وهنا أتحدث عن هذه الجزئية تحديدا لكونها " مستفزة " ومازالت تلقى "التجاهل" عن عمد من أصحاب القرار رغم اعتراف الجميع بأن هذا الوضع لا يليق تماما وسبق أن عانينا منه كثيرا في السابق عندما كان أعضاء اتحاد الكرة يخرجون من الاجتماعات إلى الفضائيات لينفردوا بالأخبار.
وفي الختام.. أتمنى أن يدرك مجلس ادارة اتحاد الكرة الموجود حاليا بأنهم في عمل تطوعي والخلط بين العام والخاص سيزيد من أوجاع منظومة الكرة المصرية في ظل حالة التخبط المستمرة لهذا المجلس في الكثير من القرارات.
وللحديث بقية طالما في العمر بقية