رئيس التحرير
عصام كامل

حسني عبد ربه!

كانت كوارث لاعبي كرة القدم التي تضع حدا لاستمرارهم في الملاعب وتكتب نهايات مشوارهم تدور في مساحات محددة.. الإصابة القاتلة المانعة من العودة للملعب كما حدث مع نجوم كبار خسرناهم وخسرتهم الرياضة ربما أبرز مثال مختار مختار وشريف عبد المنعم! الجريمة كانت من بين هذه المساحات والمخدرات في قمة هذه الجرائم مثلما حدث مع نجم الأهلي الأسبق محمد عباس رغم خلقه وموهبته!


الخلاف مع النادي.. تعاطي المنشطات.. عقوبات الاتحادات الرياضية.. كلها حدود عليا يكتب الفصل الأخير لنجوم الرياضة.. إلا أن شاء الله أن يتعرض نجم مصر والنادي الاسماعيلي لاختبار من نوع آخر.. أول فرحته.. حلم أحلامه.. زهرة حياته كلها.. ابنته التي عاش لها ومعها أجمل سنوات عمره.. تشهد عشرات بل ومئات الصور بذلك وهو يصطحبها متفائلا معها فخورا بها إلي ستادات الكرة خصوصا إستاد الإسماعيلية.. ودون أن نعرف فربما كان الشبه الكبير بين ابنته وبينه سببا في إشاعة أجواء الفكاهة والمرح لطفلة حملت ملامح أبيها.. لكن وإن كان ذلك صحيحا لكنها للأسف لم تحمل جوهره ولا خلقه ولا قيمه ولا سلوكه..

شيطان التكنولوجيا


الابنة هاجمت أبيها عبر بث مباشر بشكل يشي بأن سرا في الموضوع.. تطاول لا مبرر له.. تجاوز لا تفسير له.. أسلوب جارح وخروج عن السلوك القويم في الحديث عن الآباء والأمهات.. وكله بلا أي دليل حقيقي ومقنع عن كابتن مصر الذي اشتهر بالأدب الجم والخلق الطيب والهدوء الشديد والحياء إلي حدود الخجل الملحوظ الذي يندر أن يتسم به لاعبي كرة القدم!


الاتهامات وبعيدا عن الأسلوب مادية في الأساس.. وسخرية من عشرين ألف جنيه مصروف شهري للابنة وأمها! بما يحسب لعبد ربه وليس العكس!


كابتن مصر والاسماعيلي لم نعرفه ماديا. العكس التام هو الصحيح.. رفض عبد ربه ترك ناديه مقابل أموال أضعاف أضعاف ما يحصل عليه واكتفي بحب أبناء الاسماعيلية فكان من القلائل ممن هزموا سطوة الفلوس التي هي كل شيء عند آخرين.. ومن دخله الذي هو حر ماله تماما يقولون شيد مسجدا فخيما تكلف مليونين ونصف المليون جنيها دعي عشرات النجوم والشخصيات المتنفذة والعامة للمشاركة في حفل افتتاحه.. وفعل الخيرات مما اشتهر به!


حسنى عبد ربه لا نعرف أسباب ولا تفاصيل زواجه الثاني.. ولا نحب ولا يصح أن نعرف.. حياته الخاصة وهي ملكه وحده.. ولولا ما جري وصار حديث الملايين بكل أسف ما تناولناه ولا اقتربنا منه.. إنما ما يعنينا الآن ليس الأزمة بصورتها المباشرة حيث الثقة في تجاوز نجم الإسماعيلى لها.. إنما أيضا نتخذ من الحادثة مدخلا لفتح ملف شيطان التكنولوجيا الذي أفسد العقول.. نجده اليوم يخرب البيوت.. ويفتح المجال لجرائم قد لا نجد عقوبات لها.. ولجراح قد لا تشفي ولا ولن تلتئم أبدا!

 


ما الحل؟ التشريعات؟! وماذا ستفيد في الحالة المذكورة؟ هل سيسجن الأب "حتة" منه تمشي علي الأرض؟! وكيف نحاكم من بلغوا الحلم لكن فقدوا الرشد وفقدوا الصواب أيضا؟! ما الحل؟ اشيروا علينا أيها الناس.. أشيروا علينا يا مؤسسات التربية والسلوك.. قد بلغت تحدياتنا مبلغا! 

الجريدة الرسمية