رئيس التحرير
عصام كامل

الحكومة.. والسكوت على هذه الأخطاء!

الإصرار على صغائر الأخطاء ينقلها دون أن ندري إلى خانة الكبائر، فترك حفر في الشوارع مثلًا يعرض المواطنين لخطر جسيم خاصة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.. فهل يحتاج إصلاح مثل تلك الحفر والمطبات لميزانية ضخمة.. ظاهرة تكرار تسريب الامتحانات، رغم جهود الوزارة لمنعها بالتعاون مع الداخلية، أمر مخجل.. 

 

والأكثر سوءًا أن يقبل به ضمير أولياء الأمور ويرتاح له الطلاب؛ وتلك آفة حقيقية تهدر مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة في اكتساب الدرجات كما ينبيء بدلالات ومؤشرات أشد خطورة أهمها أن ضمير المجتمع في أزمة حقيقية وأن القائمين عليه يريدون تكريس حالة الخلل التربوي في نفوس طلابنا وهو ما يفضي لنتائج سلبية وخيمة على أبنائنا ومجتمعنا أقلها الدرجات الوهمية التي اكتسبها دون حق الطلاب الغشاشون؛ وهؤلاء لا يدركون قول نبينا الكريم "من غشنا فليس منا".

ظاهرة الإهمال


سقوط السيستم آفة أخرى لا تقتصر على امتحانات المدارس فحسب بل تنسحب أيضا على البنوك وشركات الاتصالات وغيرها من الجهات ذات الصلة بخدمات الجمهور.. فكثيرًا ما نسمع عبارة "السيستم وقع فانتظروا حتى يعود".. فهل من نهاية لتلك الظواهر الخطيرة التي أرى أن يد الإهمال ضالعة فيها.. أمر آخر يحدث كثيرا هذه الأيام عند إجراء تحاليل وأشعة تهمل المعامل والمراكز في إجراء اختبار حساسية لبعض المرضى وتكون نتيجة تعاطي أدوية معينة كارثية.. فهل من نهاية لتلك الظاهرة؟!
 

الإهمال عدو التقدم والتطور والبناء.. وهو المتهم الأول في جرائم وكوارث لا حصر لها.. به تتعطل المصالح، وتهدر الأموال ويتراجع الإنتاج ويضعف الاقتصاد وتتعرض النفوس للمخاطر.. ولا مناص إن أردنا مجتمعًا عفيًا يقظًا من تعليم أبنائنا منذ نعومة أظافرهم كيف يتحملون المسئولية والأمانة لقول سيد المرسلين من رواية عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) متفق عليه.

 


إذن كلنا مسئولون لكن بدرجات مختلفة، فالمواطن المكلف بمسئولية هو مسئول عن كل شيء وهي مسئولية لا يشاركه في حملها أحد غيره: "فَوَرَبِّكَ لَنَسۡـَٔلَنَّهُمۡ أَجۡمَعِین عَمَّا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ" (الحجر:93).

الجريدة الرسمية