رئيس التحرير
عصام كامل

أول قرار لرئيس الجامعة بعد واقعة فتاة طب طنطا

مجلس جامعة طنطا
مجلس جامعة طنطا

أصدر الدكتور محمود ذكي رئيس جامعة طنطا، قرارًا بتكليف الدكتور لؤي محمد مبروك الأحول، أستاذ ورئيس مجلس قسم أمراض الباطنة العامة بكلية الطب للقيام بأعمال وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب جاء ذلك على خلفية طالبة طب طنطا عقب تنفذ تهديدها وتتناول 25 قرصا خاصا "بالأعصاب" للتخلص من حياتها.

جدير بالذكر، أن الدكتور لؤي الأحوال حصل على بكالوريوس الطب والجراحة جامعة طنطا بتقدير جيد جدا عام 1988، والماجستير من جامعة طنطا عام 1993، والدكتوراه عام 2000، وعين في وظيفة معيد في 1994، وتدرج في الوظائف العلمية حتى وصل إلى درجة أستاذ مساعد في 2006، وأستاذ فى 2011، كما شغل منصب مدير مستشفى أمراض الباطنة الجامعي في سبتمبر 2021.

الواقعة

نفَّذت سارة شريف، الطالبة في الفرقة السادسة بكلية طب طنطا مقيمة بقرية القضابة التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية، تهديدها بالتخلص من حياتها، وتناولت 25 قرصًا مضادًا للاكتئاب خاصًا "بالأعصاب" بعد كتابة منشور على صفحتها الخاصة تهدد فيه بالانتحار  بسبب تعنت عميد ووكيل كلية الطب معها.

وتمكن فريق طبي من مركز السموم بمستشفى طنطا الجامعي من إنقاذ حياة الطالبة، وسارعوا بعمل الفحوصات الطبية والإسعافات الأولية، وما زالت تحت الملاحظة بالرعاية الصحية بالمستشفى.

تلقى اللواء هاني عويس، مدير أمن الغربية، إخطارًا من نقطة شرطة مستشفى طنطا الجامعي، يفيد بوصول طالبة تدعى "سارة.ش" بالفرقة السادسة بكلية طب طنطا، مصابة بحالة إعياء شديد، وجرى نقلها إلى مركز السموم، وتبين تناولها 25 قرصًا مضادًا للاكتئاب ومهدئ، وتم تحرير محضر بالواقعة، وقام ذووها باتهام وكيل كلية طب طنطا بأنه المتسبب في الواقعة بعد أن تعرضت للظلم منه لمدة سنوات.

وهددت أمس الأربعاء "س. ش" الطالبة بالفرقة السادسة بكلية الطب جامعة طنطا بالتخلص من حياتها بتناول حبة الغلة السامة بسبب رفض كلية الطب السماح لها بتأجيل بعض المواد والتعنت المستمر ضدها من قِبل إدارة الكلية على حد قولها.

وكتبت عبر صفحتها الشخصية على "فيس بوك" قائلة: أنا منمتش إمبارح طول الليل من كتر القلق، باخد نفسي طول الوقت بصعوبة، مش قادرة أشيل من دماغي فكرة إنهم هيسقطوني آخر السنة أو على الأقل هيوقعوا تقديري.

وتابعت: "أنا مش قادرة أتحمل الإحساس اللي حاساه دلوقتي، إني مش عارفة أخد نفسي وقلبي بيدق جامد كأنه هيقف، إحساس كأنك بتموت بالظبط، ومكنتش هقدر أكمل بالإحساس دا 9 شهور كمان لحد ما نتيجتي تطلع، كل دا كتير عليا إني أتحمله وأواجه كل الناس دول لوحدي وكأننا في حرب معاهم، وطبعًا اللي داخل الحرب دي خسران بسبب الواسطة".

واختتمت رسالتها: "أنا آسفة إني خذلتكم ومقدرتش أقاوم أكتر من كدا بس حقيقي الموضوع صعب عليا جدًا، وأنا أكيد في مكان أحسن بكتير من دا، هو أكيد أرحم بيا من أي حد في الدنيا، وأنا مش مسامحة أي إنسان وصلني إني أنهي حياتي بالشكل دا وأذي كل الناس اللي بحبهم.. أنا مكنتش طالبة أكتر من حقي والله، خلوا بالكم من قطتي".

ومن جانبه أكد الدكتور محمود زكي رئيس جامعة طنطا أن الجامعة لن تتوان في رد الحقوق لأصحابها أي كانوا حال ثبوت أحقيتهم واتخاذ الإجراءات القانونية حيال من يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي في التشهير ضد الجامعة والكليات، وذلك من خلال وسائل لكتابة تدوينات، وعمل هاشتاجات تهدد بالانتحار للضغط على الكلية لاتخاذ قرارات غير قانونية لصالحهم، مؤكدًا أن جامعة طنطا تتعامل مع كل هذه الوسائل بجدية.

أكد ‏الدكتور أحمد غنيم، عميد كلية الطب بجامعة طنطا، أن الطالبة التي نشرت بوست على صفحتها الخاصة، طالبت إدارة الكلية بتأجيل الامتحان النهائي للجزء العملي لمادتي "التخدير والعظام" والذي تبلغ درجات كل منهما من ١٠ إلى ٢٥٪؜ من الدرجة الكلية

وأضاف أنه وفقًا لما هو منصوص عليه في القانون يتحتم على الطالبة التوجُّه لشئون الطلاب للحصول على طلب لتوقيع الكشف الطبي عليها بمعرفة الإدارة الطبية بالجامعة والتي من شأنها مخاطبة إدارة الكلية رسميًا بالموافقة على اعتماد العذر الطبي لتأجيل الامتحان من عدمه بعد توقيع الكشف، وبعد الدراسة من إدارة شئون الطلاب تبين لإدارة الكلية عدم قيام الطالبة بأي من الإجراءات السابقة حيث لم تتوجه للإدارة الطبية بالجامعة لتوقيع الكشف الطبي عليها.

وأفاد عميد الكلية بأنه وجَّه الطالبة حرصًا منه على مستقبلها بضرورة تقديمها طلبًا رسميًّا لإدارة الكلية لتأجيل امتحان الأند راوند للمادتين السالف ذكرهما حيث تم عرض الطلب على لجنة شوون الطلاب تمهيدًا لعرضه عل مجلس الكلية لاتخاذ الرأي القانوني، مشيرًا إلى أن الحد الأدنى لاستقبال طلبات الأعذار المرضية يجب أن يكون في يوم الامتحان أو بحد أقصى ٤٨ ساعة بعد موعد الامتحان وفقًا لنص القانون، مؤكدًا أن قرار التأجيل يرجع للإدارة الطبية في المقام الأول والتي تقوم بتوقيع الكشف الطبي، والكلية جهة تنفيذ فقط لما تقرره الإدارة الطبية.

وأضاف "غنيم" أن الطالبة لم تتقدم للامتحان النهائي للجزء العملي لمادة "الصحة العامة" وهي مقيدة بالفرقة الرابعة والذي تبلغ درجاته ١٠ درجات، ورغم نجاحها في ذات المادة وحصولها على تقدير جيد جدًا، إلا أنها طالبت إدارة الكلية الآن بعد مرور أكثر من عامين بالحصول على درجات الجزء العملي بدعوى رفض الإدارة الطبية طلبها في ذلك الوقت في توقيع الكشف عليها للحصول على العذر الطبي.

وتابع: "بالفحص تبين توجهها للإدارة الطبية بعد انقضاء شهر ونصف على تاريخ الامتحان، والتي أقرت عدم أحقيتها لتجاوز الفترة المحددة قانونًا، ومع ذلك وجهت الطالبة بكتابة طلب، وعلى الفور تم عرضه على نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والذي أوصى بعرض الموضوع على مجلس شئون الطلاب ومجلس الكلية للإفادة.

وأوضح أنه حاول احتواء الطالبة في وجود وكلاء الكلية ومجموعة من رؤساء الأقسام تم اختيارهم في مجلس الكلية، وأكد لها على عدم اتخاذ إدارة الكلية أي إجراء قانوني حيالها حفاظًا على مستقبلها رغم ما نشرته على منصات التواصل الاجتماعي، داعيًا أبناءه الطلاب ضرورة الالتزام بالقيم الجامعية الرصينة والالتزام بصحيح القانون المنظم للعمل الجامعي والذي لا يمكن لأحد مخالفته.

الجريدة الرسمية