رئيس التحرير
عصام كامل

هل الترحم على موتى غير المسلمين حرام.. تعرف على حكم الشرع

دار الإفتاء
دار الإفتاء

حالة من الجدل شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية حول حكم الشرع في الترحم على غير المسلمين، وذلك بعد اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة على يد قوات الاحتلال الصهيوني صباح أمس الأربعاء.

وقال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء: إن الترحم على غير المسلم الذي عُرف عنه الطيبة والأخلاق الكريمة، فإذا أراد المسلم أن يدعو له بالرحمة بالمعنى العام فهذا جائز.

جاء ذلك في وقت سابق خلال إجابته على أحد السائلين عبر صفحة دار الإفتاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، يقول في سؤاله: "معجب ومتعاطف مع شخصية ليست على الإسلام، ومات وخايف أدعو له بالرحمة، فما الحكم في ذلك؟".

 

حكم الترحم على غير المسلم

وأضاف: "الترحم على غير المسلم الذي عُرف عنه الطيبة والأخلاق الكريمة، وأنه لا يُعادي الإسلام ولا يحاربه، فإذا أراد المسلم أن يدعو له بالرحمة بالمعنى العام، فهذا جائز".

وأضاف: إذا رأيت مَن على غير ملتك وبه صفات جميلة لك أن تعجب به، أما عن الترحم فدعنا نفرِّق بين أمرين،: الله سبحانه وتعالى أخذ على نفسه أنه لا يغفر لمَن مات على الشرك، وبالتالى طلب المغفرة غير مشروع، لكن طلب الرحمة هو شيء آخر؛ حيث إن الرحمة أوسع من المغفرة، ونص العلماء أن رحمة النبي تنال كل الخلائق فى الدنيا والأخرة، وفى الأخرة تفزع الأمة للنبي لطلب الشفاعة مؤمنهم وكافرهم، فيشفع فى الأمم للتخفيف عنها، وبالتالى المُنهي عنه الاستغفار، لكن الرحمة بالمعنى الأوسع والأعم ليست كذلك.

وتابع: الترحم على غير المسلم الذى عُرف عنه الطيبة والأخلاق الكريمة، وأنه لا يُعادي الإسلام ولا يحاربه، فإذا أراد المسلم أن يدعو له بالرحمة بالمعنى العام، فهذا جائز. 

 

حكم التهادي بين المسلمين وغيرهم

كما ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول فيه صاحبه "ما حكم التهادي بين المسلمين وغيرهم والمجاملة بينهم؟"، وجاء رد الدار على هذا السؤال كالتالي:

الأصل في العلاقة بين المسلمين وغيرهم هو التعايش والتكامل والتعارف والتعاون، والإسلام هو دين السلام والرحمة والبر والصلة، وقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى الخلق كافة، والتهادي بين الناس هو من أعظم مظاهر الإحسان والبر، ومن أكثر ما يُورث التآلف والصفاء، فهو مستحب على وجه العموم؛ لا فرق في ذلك بين مسلم وغير مسلم، بل هو في حق غير المسلم آكد استحبابًا وأشد مشروعية؛ من جهة أنه إحسان للإنسان، وأنه من السنة، وقد ثبت ذلك بالنصوص الشرعية من القرآن الكريم في التعامل بالبر والصلة، ورد التحية بالتحية، ومقابلة الهدية بالهدية، ومجازاة الإحسان بالإحسان

 وفي السنة النبوية الشريفة من الأمر بمكافأة صاحب الهدية، وقبول النبي صلى الله عليه وآله وسلم الهدايا من غير المسلمين، وأمره بذلك، وإثابتهم عليها، واشتهر ذلك من فعل الصحابة رضي الله عنهم؛ حتى كانوا يقدِّمون حق غير المسلم في الجوار ويبدأون به، ونص الفقهاء على عِظم حق غير المسلم، وأنه ظلمه أشد جرمًا، ونص جماعة منهم على مشروعية رد السلام عليهم، فيُستَحبُّ التهادي وتُشرَع المجاملات الحسنة في الأعياد والأفراح والمناسبات بين المسلمين وغيرهم؛ لما في ذلك من إرساء روابط التآخي والتآلف، وبث روح الوطنية والتكاتف. 

 

الجريدة الرسمية