رئيس التحرير
عصام كامل

قبل القبض على متحرشي الأهرامات!

تمتلك أجهزة الشرطة ما يمكنها من القبض علي الصبية المتهمين في واقعة التحرش بالسائحات في منطقة الأهرامات.. لن يفلتوا من العقاب.. ضايقوا ضيوف مصر وأساءوا لسمعة شعبنا وتسببوا - أو سيتسببوا- في متاعب لصناعة السياحة التي تبذل الدولة بمختلف أجهزتها المعنية جهودا خرافية لوضعها في المكانة التي تستحقها عالميا وتستحق بمعايير حقيقية وتاريخية أن تكون في المرتبة الأولي!


لكن قبل عقاب هؤلاء الصبية.. وقد دل الفيديو الذي شاهدناه للأسف علي مواقع اخبارية عالمية غير مصرية.. علي المستوي الهزيل لوعيهم وثقافتهم قبل أن يكون هزيلا لتربيتهم واخلاقهم.. شكلهم وهندامهم.. قصة الشعر المثيرة للقرف التي ليس بينها وبين الذوق أي صلة.. يقلدون بها بعض مطربي هذا الجيل ممن تحتفي بهم بعض القنوات.. وفي ظل غياب كامل وشامل بالوعي السياحي وأهمية كل سائح يأتي لبلادنا وان كل ضيف يزورنا يساهم في توفير فرصة عمل وطريق جيد نسير عليه ومكان في فصل دراسي وسرير في مسشفي عام!

التحرش والسياحة


هاتان الدائرتان.. علاقة الفن بالثقافة والتعليم والذوق.. وعلاقة السياحة بالاقتصاد بالتشغيل والخدمات.. وهما دائرتان في حاجة لكي يصلا ليس إلي صبية التحرش بالهرم فحسب.. بل إلي معلميهم في المدرسة.. وإلي مناهج الدراسة ذاتها.. وإلي أباء هؤلاء -لا يزيدون عن الخمسين عاما أو تجاوزوها بقليل-  ممن حرموا من التعليم والثقافة بعد تدهورهما في النصف القرن الفائت!


دوائر تتصل ببعضها.. وإن كان الأمن بكل أسي "يشيل" أخطاء مستويات عديدة قبله لم تقم بدورها لكن سنظل داخل هذه المأساة الجهنمية أن لم نبحث عن حلول حقيقية وشاملة.. فكرة المحاضر والسجن والتأديب ضرورية للخارجين عن القانون.. وعن أعراف المجتمع.. لكن المجتمع نفسه في حاجة إلي إعادة صياغة تنتشل أمثال هؤلاء من التيه الذي يعانون منه. 

 

فما فعلوه فوق هضبة الأهرام يفعلونه في المولات التجارية والشوارع وأمام دور السينما والمسرح والملاهي والحدائق العامة وعلي شاطئ النيل العظيم.. ويحيلون حياة نساء وفتيات مصر إلي جحيم إن لم يكن بتحرشهم فألسنتهم البذيئة التي لم تعد تفرز العادي وقليل الأدب من الكلام!
 

 

المدارس العسكرية حل رائع.. لكنها لا تستطيع استيعاب الملايين.. الحل إذن في تصور شامل.. لوزارات التعليم والثقافة والشباب والأوقاف.. لم يعد مقبولا أن نتحدث عنه عقب كل حادث ثم تتجاهل الحكومة ومعها الوزارات المختصة الأمر وحتي حدوث حادث آخر.. ثم تتكرر الدورة البشعة المؤلمة الخطرة المأساوية! 
تحركوا.. يرحمكم الله.. ويرحمنا!

الجريدة الرسمية