رئيس التحرير
عصام كامل

"صديق المنشاوي".. الصوت الباكي الذي رفض دعوة عبد الناصر لقراءة القرآن أمامه

محمد صديق السيد المنشاوي
محمد صديق السيد المنشاوي

الشيخ محمد صديق السيد المنشاوي، واحد من رواد التلاوة في مصر والعالم العربي، كان صاحب أسلوب متميز وحزين بتلاوته الذي لقب بالصوت الباكي وهو من أوائل الشيوخ الذين سجلوا قراءاتهم في الإذاعة.


ولد الشيخ محمد بقرية المنشأة التابعة لمحافظة سوهاج في جمهورية مصر العربية وأتم حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره حيث نشأ في أسرة قرآنية عريقة، فأبوه الشيخ صديق المنشاوي هو الذي علمه فن قراءة القرآن الكريم، وقد وضع والده الشيخ الجليل صديق المنشاوي هذه المدرسة العتيقة الجميلة والمنفردة بذاتها، وبإمكاننا أن نطلق عليها (المدرسة المنشاوية)؛ فأخذ منها الشيخ محمد أسلوبه وطوره بما يناسبه فصار علمًا من أعلام خدام القرآن.

وللشيخ المنشاوي تسجيل كامل للقرآن الكريم مرتل وله أيضا العديد من التسجيلات في المسجد الأقصى والكويت وسوريا وليبيا، كما سجل ختمة قرآنية مجودة بـالإذاعة، وله كذلك قراءة مشتركة برواية الدوري مع القارئين كامل البهتيمي وفؤاد العروسي.

تزوج مرتين وأنجب من زوجته الأولى أربعة أولاد وبنتين، ومن الثانية خمسة أولاد وأربع بنات وفي عام 1966 أصيب بمرض دوالي المريء ورغم مرضه ظل يقرأ القرآن حتى توفى في يوم الجمعة 5 ربيع الثاني 1389 هـ الموافق 20 يونيو 1969م.

وواجه الشيخ الكثير من المتاعب فكان يحضر إحدى السهرات القرآنية وعندما جاء دوره عطل أحد القراء الحاقدين عليه جهاز المايكرفون ليذيع إشاعة بين الناس أن الشيخ المنشاوي ذات صوت ضعيف يعتمد صوته على المايكرفون فقام الشيخ وترك مقعده والمايكرفون وأخذ يمر بين الحضور وهو يقرأ ويشجي الحاضرين بصوته العبقري الجميل.

وحادثة أخرى عام 1963 وبعد الانتهاء من السهرة القرآنية دعاه صاحب السهرة لتناول طعام العشاء وبعد إلحاح وافق وقبل أن يبدأ بتناول الطعام جاء إليه الطباخ وهو يرتجف وهمس في أذن الشيخ وقال له إن طعامك مسموم ولا تفضحني فينقطع رزقي ووصف له الطبق الذي سيقدم له.

وقال: إن أحد الأشخاص دفع لي كي أضع السم في صحنك فلم يأكل الشيخ منه وأكل خبزا كي يبر قسم صاحب المائدة الذي لا يعلم بوجود السم في طبق الشيخ وقد علم الشيخ محمد صديق أن أحد المقرئين هو الذي دفع للطباخ ليسممه.

ويذكر أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قام بإرسال أحد الوزراء إلى الشيخ لدعوته بحضور حفل يحضره الرئيس ففاجأه الشيخ بقوله: (ولماذا لا يكون هذا الشرف لعبد الناصر نفسه أن يستمع إلى القرآن بصوت محمد صديق المنشاوي)، ورفض أن يلبي الدعوة قائلًا:(لقد أخطأ عبد الناصر حين أرسل إلى أسوأ رسله كان الشيخ يحب عبد الناصر وكان يدعو له ولكنه كان لا يحب المرسال الذي جاء إليه لسمعة المرسال السيئة".
الجريدة الرسمية