رئيس التحرير
عصام كامل

بعد 40 يوم حصار.. معركة ماريوبول الكبرى تبدأ بـ«رسائل وداع»

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

وجه الفوج السادس والثلاثون من قوات البحرية الاوكرانية الموجودة في مدينة ماريوبول الأوكرانية رسائل وداع مخضبة بالدماء إلى الشعب الأوكراني، بعد النقص الحاد في الإمدادات وإصابة أكثر من نصف القوات.. جاء ذلك قبل ما يُطلق عليه «المعركة الكبرى في ماريوبول» والتي قد تأتي بعد أكثر من 40 يومًا من الحصار على يد الجيش الروسي.

 

معركة ماريوبول الكبرى

وكشف عناصر القوات المسلحة الأوكرانية انهم قطع عنهم كل سبل الإمداد سواء كان بالسلاح أو حتى بالطعام والشراب بالاضافة إلى إصابة معظم القوات المرابطة في ماريوبول.

 

وكتب الفوج السادس والثلاثون في البحرية الأوكرانية في بيان على "فيسبوك": "اليوم ستكون على الأرجح المعركة الأخيرة لأن ذخائرنا تنفد. سيكون مصير بعضنا الموت وبعضنا الآخر الأسر. نحن نختفي ببطء".

 

وتابع الفوج متوجهًا إلى الأوكرانيين: "لا نعلم ما الذي سيحصل لكننا نطلب منكم حقا أن تتذكرونا بكلمة طيبة".

 

وجاء في البيان أيضا "طيلة أكثر من شهر، حاربنا بدون إمدادات جديدة بالذخائر، بدون طعام ولا ماء بذلنا ما هو ممكن وغير ممكن".

 

ولفت البيان إلى أن نحو نصف عناصر هذا الفوج مصاب بجروح، وفقما نقلت "فرانس برس".

 

وتابع أنه "طيلة أكثر من 40 يومًا من المعارك الشديدة، صدّنا العدو بشكل تدريجي وحاصرنا، ويحاول الآن تدميرنا"، متأسفا لغياب المساعدة "من قيادة الجيش ومن الرئيس فولوديمير زيلينسكي".

 

وأشار الفوج "تلقينا مرة واحدة فقط 50 قذيفة و20 لغمًا وصواريخ مضادة للدبابات، لم نُزوّد بأي شيء آخر، لم يكن هناك سوى وعود لم يتم الإيفاء بها".

 

وفي سياق متصل، أعلن الجيش الأوكراني أنه يتوقع أن تشن القوات الروسية "قريبًا جدًّا" هجومًا واسع النطاق في الشرق الذي بات أولوية للكرملين بعد سحب جنوده من شمال البلاد ومن محيط كييف.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع أولكسندر موتوزيانيك خلال مؤتمر صحفي: "بحسب معلوماتنا، بات العدو على وشك إتمام الاستعدادات لهجوم على الشرق. سيقع الهجوم قريبا جدا".

 

الرئيس الأوكراني 

في خطابه المسائي يوم الأحد، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الأسبوع المقبل سيكون "عصيبًا".

 

وبرر زيلينسكي توقعه بالقول: "يتزامن خوف روسيا من خسائرها في أوكرانيا، مع خوفها من الاعتراف بالحقيقة".

 

وحذر من أن "القوات الروسية ستنتقل إلى عمليات أكبر في شرق أوكرانيا"، حسبما نقلت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية.

 

وأضاف زيلينسكي: "يمكنهم استخدام المزيد من الصواريخ ضدنا، وحتى المزيد من القنابل الجوية. لكننا مستعدون لذلك وسنرد".

 

وتسببت العملية العسكرية الروسية في نزوح نحو ربع سكان أوكرانيا البالغ عددهم 44 مليون نسمة عن منازلهم، وأحال عددًا من المدن إلى أنقاض، بالإضافة إلى سقوط الآلاف بين قتيل وجريح.

 

وذكرت وسائل الإعلام الأوكرانية، أن سلسلة من الانفجارات القوية سمعت في مدينة خاركيف بشمال شرق البلاد وفي ميكولايف بالقرب من البحر الأسود في القطاع الجنوبي من البلاد.

 

وفي وقت سابق قال فالنتين ريزنيشنكو حاكم منطقة دنيبرو بتروفسك بوسط البلاد إن قصفًا صاروخيًّا أدى إلى تدمير المطار في مدينة دنيبرو.

 

وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن صواريخ عالية الدقة دمرت خلال الليل مقر كتيبة دنيبرو الأوكرانية في بلدة زفونيتسكي.

مناشدة لتقديم أسلحة

ومنذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، يناشد زيلينسكي القوى الغربية تقديم المزيد من المساعدة الدفاعية لبلاده ومعاقبة موسكو بعقوبات أشد صرامة تشمل حظر صادراتها في مجال الطاقة.

 

وذكر زيلينسكي في مقابلة أجرتها معه شبكة "سي. بي. إس"، أنه يثق بقواته المسلحة ولكن "للأسف ليست لدي الثقة بأننا سنحصل على كل ما نحتاجه من الولايات المتحدة".

 

وبيَّن أنه "يجب أن يزودوا أوكرانيا بالأسلحة كما لو كانوا يدافعون عن أنفسهم وشعبهم، عليهم أن يدركوا ذلك، إذا لم يتحركوا بوتيرة سريعة سيكون من الصعب علينا تحمل هذا الضغط"، وفقما نقلت "رويترز".

 

وتمر الساعات عصيبة على قوات الجيش الأوكراني، حيث في ماريوبول، التي تواجه قوات الجيش الروسي الرهيبة بعد حصار دام أكثر من 40 يومًا للمدينة الاوكرانية فيما يسمى بالمعركة الأخيرة تعبيرًا في تعبير عن سقوط المدينة وانتهاء آخر جيوب المقاومة في ماريوبول حال سقطت قوات الفوج السادس والثلاثون من البحرية الأوكرانية.  

الجريدة الرسمية