الاختيار الموازي (1)
إنها الفترة الأهم في تاريخ مصر الحديث، تلك التي يتناولها مسلسل الاختيار ٣ أحداث كثيرة ومثيرة ومتلاحقة أرهقت من عايشوها، وأتعبت من شاركوا فيها، وأمامها توقف العالم وحبس الساسة أنفاسهم، المسلسل تناول أحداثًا عايشها البعض، وأخرى دارت في غرف مغلقة وأزيح عنها الستار لأول مرة..
وهنا لن أتوقف أمام ما عايشته من أحداث، أو ما تابعته، أو ما دار في الغرف المغلقة وكشف المسلسل النقاب عنه، لكني سوف أتوقف أمام ما عشته، وما عشته يحتاج لأكثر من إختيار، فالأحداث في مدينة الإنتاج الإعلامي في هذا التوقيت كانت ثرية، ومطمعًا لمنتجي الدراما وكتاب السيناريو.
بعض المشاهد في مسلسلنا الإختيار الموازى الذي دارت أحداثه بمدينة الإنتاج الإعلامي في نفس التوقيت الذي دارت فيه أحداث مسلسل الإختيار ٣ كانت ثرية هي الأخرى ومتلاحقة.
كواليس اللقاءات
المشهد الأول كان لبعض رجال الأعمال، الذين تواصلوا من خلال إجتماعات مغلقة في بعض القنوات، أو من خلال إتصالات هاتفية، حيث كان الإتفاق على تشكيل مجموعة تنوب عن كل رجال الأعمال لفتح قنوات إتصال مع كل المرشحين، والإتفاق جاء بعد أن فشل الجميع في توقع من سيصبح رئيسًا من المرشحين الخمسة (عمرو موسى وأحمد شفيق ومحمد مرسي وحمدين صباحي وعبدالمنعم أبو الفتوح)، وبالفعل تم التواصل مع الخمسة، وتمت إستضافتهم واحدًا تلو الآخر في أحد الفنادق الكبرى لمناقشتهم في برامجهم ودعمهم ماديًا وإعلاميًا، وعرضت اللقاءات في بعض القنوات، وتمت تغطيتها صحفيًا، وفيها تحدث رجال الأعمال عن التسهيلات التي ينتظرونها، وعن مخاوفهم على الإستثمار.
في كواليس هذه اللقاءات.. كان كل رجل أعمال ينفرد بالمرشح المستضاف، ليعلن ولاءه له، وثقته في نجاحه، ودعمه الخاص بالمال، ورغبته في زيادة إستثماراته، وبعض رجال الأعمال كانوا يرسلون دعمًا ماليًا لمرشح على أنه الوحيد الذي تم تمييزه بهذا الدعم، مع أنهم كانوا يرسلون نفس الدعم لكل المرشحين، حتى يضمنون التقرب إلى من ينجح منهم.
المشهد الثاني كان لمدينة الإنتاج الإعلامي نفسها، حيث شهدت أروقاتها وستديوهاتها حراكًا غير مسبوق، وبدأت القنوات الدينية توجد لها مكانة، مسنودة على قوة جماعة الإخوان ومرشحهم الرئاسي محمد مرسي، وقوة عبدالمنعم أبو الفتوح الذي لم يفصله العاملون في مجال الإعلام عن جماعة الإخوان رغم تأكيده إنفصاله عنهم، أما الملتحين وأصحاب الجلاليب البيضاء فقد إنتشروا على الشاشات، يخطب ودهم الجميع، ويتقرب منهم الكبير والصغير.
المشهد الثالث كان للمذيعين، حيث تساوت إهتماماتهم بكل المرشحين بعد أن فشلوا مثل رجال الأعمال في توقع المرشح الفائز.
ظل الوضع هكذا، إهتمام بالجميع، وفشل في توقع الفائز، وتودد لهذا، وانحياز في الغرف المغلقة لذاك، حتى أعلنت النتيجة، وكانت الإعادة بين أحمد شفيق ومحمد مرسي، فغسل الجميع أياديهم من المستبعدين، وإنصب الإهتمام على أحمد شفيق ومحمد مرسي، وبعد إعلان النتيجة وفوز مرسي.. تبدأ مشاهد أخرى مليئة بالمفاجآت نسرد تفاصيلها الأسبوع المقبل. besheerhassan7@gmail.com