رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا طلب زيلينسكي من بايدن عدم فرض عقوبات على رئيس نادي تشيلسي.. مصادر تكشف السبب

رئيس نادي تشيلسي
رئيس نادي تشيلسي

في بداية مارس الجاري، حضر مسؤولون في وزارة الخزانة الأمريكية مسودة لفرض عقوبات على رومان أبراموفيتش، واحد من أبرز الأوليجارش الروس (النخبة الحكمة) بسبب الهجوم العسكري الذي شنته موسكو على أوكرانيا، وفقًا لما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة.

 

مجلس الأمن الدولي 

وعندما حان الوقت للإعلان عن العقوبات على أبراموفيتش، والتي صممت لتتوافق مع الإجراءات التي اتخذتها بريطانيا والاتحاد الأوروبي، طلب مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض من الخزانة الأمريكية التوقف، لأن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قال في مكالمة مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن رئيس نادي تشيلسي قد يكون أساسيًّا في دفع مفاوضات السلام قدمًا مع روسيا، بحسب ما ذكره أشخاص على علم بالمكالمة للصحيفة الأمريكية.

 

البيت الأبيض 

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، إيميلي هورن: "لن نقرأ محادثة خاصة جرت بين الرئيس بايدن والرئيس زيلينسكي"، في حين رفضت وزارة الخزانة والرئاسة الأوكرانية طلب "وول ستريت جورنال" التعليق.

من جهته، رفض المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، التعليق على المحادثات بين زيلينسكي وبايدن بخصوص فرض عقوبات على أبراموفيتش، إلا أنه ذكر أن الرئيس الأمريكي، الذي توجه إلى بروكسل، الأربعاء، لحضور قمة مجموعة السبع، يعمل "للتأكد سويًا من أنه يمكننا فعل كل ما يمكن لمحاسبة كافة المسؤولين عن هذا النزاع غير الضروري".

وفيما لو كان أبراموفيتش جزءًا من المفاوضات الروسية الأوكرانية، أجاب برايس "هناك عدد من القنوات التي يعمل من خلالها شركاؤنا الأوكرانيون ونظراؤهم الروس بالانخراط في الحوار والدبلوماسية".

وقال متحدث باسم أبراموفيتش للصحيفة الأمريكية: "من أجل المفاوضات، وفي سبيل إنجاحها، لن يكون من المفيد التعليق على سير العملية أو أي مشاركة للسيد أبراموفيتش".

وأضاف: "كما أشرنا سابقا، بناء على طلبات من بينها المنظمات اليهودية في أوكرانيا، فإنه يعمل ما بوسعه لدعم الجهود التي تهدف إلى استعادة السلام بأسرع وقت ممكن". 


انتقاء "حذر" للعقوبات ضد أبراموفيتش

وتزامنًا مع فرض الاتحاد الأوروبي وبريطانيا عقوبات على أبراموفيتش، تقول "وول ستريت جورنال": إن القرار الأمريكي بتأجيل العقوبات عليه تشكل "نقطة تحول غير متوقعة" في جهود الغرب لمعاقبة الأوليجارش الروس الذين تربطهم صلة بالكرملين من أجل الضغط على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

ورغم أن عددًا من أبرز الأوليجارش الروس نددوا بالحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا، إلا إن أبراموفيتش كان الوحيد الذي أعلن محاولاته للعثور على حل سلمي للأزمة.

وأشار مسؤولون أوروبيون تحدثوا للصحيفة أنه لا علم لديهم بأي محادثات بشأن طلب زيلينسكي امتناع الولايات المتحدة عن فرض عقوبات على أبراموفيتش.

وبرز الملياردير الروسي في قطاع النفط ولديه صلة بالكرملين تمتد على مدى عقدين، وفقا للسلطات الأوروبية والبريطانية، ويملك عددا من الأعمال القيّمة من ضمنها نادي تشيلسي الإنجليزي ويخوتا عملاقة وقصورا في الولايات المتحدة وبريطانيا.

وأشار مصدر مطلع على مباحثات وزارة الخزانة الأميركية لـ "وول ستريت جورنل" أن مسودة العقوبات هدفت إلى "شل" ممتلكات أبراموفيتش كي يضغط على بوتين، وذكر أن المسؤولين في الوزارة ناقشوا قائمة العقوبات بحذر خشية انعكاسها على أسعار الفولاذ عالميا، إذ يمتلك أبراموفيتش حصصا في شركة "Evraz PLC" التي تدير مصانع الفولاذ في ولايتي أوريجون وكولورادو الأميركيتين، ونوقشت الإجراءات لتجنيب هذا القطاع آثارها.  

 

مشوار الوصول إلى بوتين

ذكرت "وول ستريت جورنل" أن أبراموفيتش تدخل بعد أن حاولت الحكومة الأوكرانية التواصل مع أشخاص لديهم اتصالات روسية قد يكونون قادرين على توفير جسر يربطهم ببوتين،  أحدهم كان المنتج السينمائي ألكسندر رودنياسكي، والد أحد مستشاري الرئيس الأوكراني، بحسب ما ذكرته الناطقة الإعلامية للمنتج، ليرا باكسيالينا.

وكان رودنياسكي يملك قناة تلفزيونية أوكرانية قامت بعرض العروض التي أنتجها زيلينسكي، رئيس البلاد، عندما كان يعمل في مجال التمثيل.

تواصل رودنياسكي مع أبراموفيتش، الذي أكد لمساعديه أنه يعمل على حل الخلاف، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر، وتأكد ذلك في وقت لاحق، عندما أعلنت المتحدثة باسم الملياردير الروسي مشاركته، وقالت إنه "عرض المساعدة على الحكومة الأوكرانية من أجل تحقيق حل سلمي".

وتقول الصحيفة إن تأكيد أبراموفيتش على توفير المساعدة واستغلال علاقته مع بوتين تتناقض مع تصريحات سابقة للملياردير الروسي رفض فيها ربط نفسه بالكرملين.

فبعد شرائه نادي تشيلسي عام 2003، أكد أبراموفيتش في مقابلة مع "فايننشال تايمز" أنه لا يملك "علاقة خاصة" مع الرئيس الروسي، وفي عام 2010، نفى متحدث باسمه تقارير حول تسريبات من السفارة الأميركية زعمت أن لديه علاقات مالية وثيقة مع بوتين، ووصفها المتحدث باسمه آنذاك "سخيفة كليا".

من جهته، قال شخص مقرب لأبراموفيتش: إن الأخير سيحاول توظيف علاقاته في قطاع الأعمال الروسي لدعم الحوار بين الدولتين، ولم يتضح بعد إن كان الملياردير الروسي قد نجح في التواصل مع بوتين أو ما فعله للتواسط.

الجريدة الرسمية