رئيس التحرير
عصام كامل

زوجة البطل العميد أحمد عبد النبي: هذه هي العلامات الدالة على فراقه قبل استشهاده | حوار

الشهيد العميد احمد
الشهيد العميد احمد عبد النبي


>> عزاؤنا الوحيد أنه في الجنة ونشعر انه مسافر وسوف يعود يوما


>> كان دائما يدعو في صلاته أن يكرمه الله بالشهادة فهي أعلي منزلة يمكن ان يرتقي اليها انسان


>> 7سنوات علي الفراق ورغم ذلك لازال موجودا بيننا


يوم الشهيد الذى يوافق 9 مارس من كل عام، هو يوم عيد عند المصريين لأنه يوم نتذكر فيه الإنسان المصري الذي يعشق تراب هذا البلد ويضحي بكل ما يملك فداء الحفاظ علي وحدة أراضيه، ولم يختلف اليوم عن البارحة  فشهيد اليوم الذي يضحي بنفسه في محاربة الإرهاب هو نفسه الذي كان يتسابق أيام الحروب في الالتحاق بصفوف القوات المسلحة ليدافع عن الوطن ضد الاحتلال.
وبمناسبة يوم الشهيد الذي تحتفل به مصر هذه الأيام حاورت "فيتو" المهندسة مروة قنصوة إحدى المقاتلات في مجال الحياة وزوجة البطل الشهيد العميد احمد عبد النبي قائد الكتيبة 101 حرس حدود التي تعتبر حائط الصد الاول في سيناء وتعرضت أكثر من مرة لاستهداف العناصر الارهابية الخطرة  ، والى التفاصيل.

 

*سبع أعوام علي استشهاد زوجك البطل.. صفي لنا كيف أصبحت الحياة بعده؟ 
لا استطيع القول سوى الحمد لله بعد استشهاد احمد حاجات كتير اتغيرت خصوصا أن أبناءه بنات، والاب دائما هو السند الوحيد للبنت غير الصبيان لكن دائما هناك بصيص أمل، ربنا يعوضنا كل يوم بأشياء كثيرة أهمها الستر والصحة،  لكن توجد مواقف كثيرة مرت علي وعلى البنات كنا نحتاجه فيها وليس ممكن أن يحل أحد محله فيها لكن ارادة الله قبل كل شيء ودائما نتذكر انه في مكان أحسن وروحه تحيط بنا في كل مكان نذهب إليه.

*حدثينا عن أحمد الانسان كيف كان يتعامل معك ومع بناته؟
أحمد عبد النبي الزوج والانسان كان ملاكا يمشي علي الارض في كل تصرفاته، كانت ضحكته تملأ أي مكان يدخله، تزوجنا في 21 اغسطس 2003  كان يعاملني كالحبيب والاب والصديق وحتي بعد انجابي لبناته الاربعة لم تتغير معاملته أبدا فهو أب وزوج حنون، كنا نشعر في صوته بالامان والحنان، والآن نحن نفتقده كثيرا وعزاؤنا الوحيد أنه في الجنة فنحن نشعر انه مسافر وسوف يعود يوما ما.

*كنتم تبدون خوفكم عليه، ماذا كان يقول لكم؟
أحمد كان يحفظ القران الكريم والاحاديث النبوية وكان شديد التأثربسيرة الشهداء من عظماء الاسلام وكان دائما يدعو في صلاته ان ربنا يكرمه بالشهادة فهي أعلي منزلة ممكن ان يرتقي اليها انسان، والكتبية 101 حرس حدود تعتبر حائط الصد الذي يحمي الامن القومي المصري وكانت دائما تتعرض للهجمات الارهابية، وعندما كنت أبلغه بخوفي عليه من الاصابة او الموت، وإن أنا وبناته في حاجه اليه كان يقول انا سأترككم في رعاية الله وهو اعظم مني في الحفاظ عليكم ولو كل واحد فينا نظر لعائلاته فمن سيدافع عن البلد وعنكم، انا أتقي الله في عملي والله وحده يحافظ عليكم.. هذه كانت كلماته عقب كل مناقشه لنا.

*اروي لنا تفاصيل يوم استشهادة؟
يوم استشهاده كانت هناك علامات تدل علي انه مفارق لكن الانسان لا يعرفها الا بعد فوات الأوان، فيوم الاربعاء 27 يناير 2016  قام احمد باعداد دورية للمرور علي المنطقة  المحيطة بالكتبية وقبل خروجه للدورية  قابل المهندس الذي يشرف علي بناء مسجد الكتيبة الذي تهدم بعد الهجوم الارهابي علي الكتبية وقال  له اسرع البناء يا باشمهندس أريد ان اصلي فيه حتي ركعة واحدة قبل موتي، فرد عليه المهندس قائلا خليك متفائل انشاء الله هتصلي فيه مائة مرة ولكن الجنود قالوا لي اثناء الجنازة انه خارج ويعرف انه لن يعود لانه قال للمهندس " لن استطيع الصلاة في المسجد  وستضع عليه  يافطة باسم الشهيد احمد عبد النبي قائد الكتيبة 101 حرس حدود.


وبعدها خرج للدورية  واتصل بي الساعة 3 ونصف وهو علي باب الكتبية وكان يطمئن عليا وعلي البنات ويوصيني بأن آخذ بالي منهم وأرعاهم قلت له "مالك صوتك ماله"  قال لي "برد"، قلت له "خلي بالك من نفسك وخد دواء للبرد لإن درجة الحرارة في سيناء 9 تحت الصفر"، قال "خليها علي الله" واثناء المكالمة سمعته يتكلم مع الجنود ويقول لهم خليكم شداد ومتخافوش من حاجة وانقطع الخط.


مر احمد علي المنطقة بالفعل ولم يجد احد من الارهابيين وبعد انتهاء مروره كما روي لي سائق المدرعة التي كان يستقلها احمد والناجي الوحيد في العمليه انه لم ير قائده يضحك طوال مدة خدمته معه مثل هذا اليوم فكان يجلس في المدرعة يقرأ القرآن ويقول لي أسرع عاوزين نعود الي الكتيبة قبل الغروب فقلت له الدنيا ضباب وشبورة لا اري الطريق فقال لي انا اعرف الطريق 
وكان كل لحظه ينطق الشهادة ويقول لي  انطق الشهادة  وفجاة انفجرت العبوة الناسفة التى وضعها الارهابيون الجبناء بجوار الطريق مما أدي الي سقوط من بالمدرعة بعيدا فاغمي علي وبعد ان أفقت حاولت ان أري واحد من الجنود علي قيد الحياة فوجدتهم كلهم فارقوا الحياة وروح العميد احمد فاضت الي بارئها بعد ان قرأ الشهادة علي نفسه أكثر من مرة طوال الطريق.
 

الجريدة الرسمية