رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

د. هاني عبد الجواد: الأزهر لا يخرج علماء دين فقط.. وهذا سبب خطورة أمراض العمود الفقري (حوار)

الدكتور هانى عبد
الدكتور هانى عبد الجواد

أجرى فى بعض الأيام جراحتين خطيرتين ويكتب الله لهما النجاح غير المتوقع
الدراسة الأزهرية أحد عوامل بناء شخصيتى كطبيب فى مجال دقيق للغاية

 

يعد الدكتور هانى عبد الجواد واحدًا من أبرز الكوادر الطبية فى جامعة الأزهر الشريف، ذاع صيته خلال السنوات الماضية فى تخصص تشوه واعوجاج فى العمود الفقرى، حيث تم تكريمه من قبل مجلس جامعة الأزهر فى أكثر من مناسبة تقديرًا لتميزه العملى فى تخصصه وحصوله على عدة جوائز دولية فى هذا المجال.


نجح "عبد الجواد" فى الحصول على عدد من الجوائز العلمية المحلية والدولية منها جائزة المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط من مجموعة العمود الفقرى السويسرية عن أحد أبحاثه فى تشوهات العمود الفقرى للشباب، وجائزة من المنظمة الأمريكية لتشوهات العمود الفقرى، وجائزة أفضل بحث فى جراحات اعوجاج العمود الفقرى من جامعة مونتريال بكندا فى وقت سابق.

 
"فيتو" بدورها التقت الدكتور هانى عبد الجواد، وأجرت معه حوارًا مطولًا عن أبرز المحطات فى تخصصه الدقيق، وفتحت معه نقاشا حول دراسات تشوهات العظام فى مصر، وكذلك الحال البحث العملى وما يحتاج إليه من تغيير، وإلى نص الحوار:

 

*فى البداية هل يمكن أن تعطينا لمحة مختصرة عن المحطات الرئيسية فى مسيرتك البحثية والعلمية؟
أنا أستاذ مساعد جراحة العظام بجامعة الأزهر، حصلت على الماجستير والدكتوراه من جامعة الأزهر، ومتخصص فى جراحات العمود الفقرى للأطفال والكبار، مسيرتى بالعمود الفقرى مرت بمحطات عديدة، وكانت البداية عندما كنت نائبا لجراحة العظام، وكان كل اهتمامى يصب فى جراحة العمود الفقرى والعظام.

وفى ذلك الوقت حصلت على عدة زمالات علمية منها زمالة جراحة العمود الفقرى للأطفال والكبار من جامعة مونتريال بكندا وهى زمالة فريدة من نوعها وذلك للتدريب على تشوهات العمود الفقرى للأطفال والكبار وجراحات العمود الفقرى، ومنحة دراسية من مؤسسة سان جوستين بكندا عام ٢٠١٣، كما فزت بزمالتين فى مؤسسة كليفلاند بالولايات المتحدة الأمريكية الأولى عام ٢٠٠٧ والثانية فى ٢٠١٢م، وسبق تكريمى فى مجلس جامعة الأزهر.

خلال تكريم الدكتور هانى من جامعة الأزهر 

*هل تتذكر تفاصيل أول بحث علمى تقدمت به؟
أول بحث لى كان فى مرحلة الماجستير، وكان عن جراحات العمود الفقرى والقطوع الإصلاحية.

*ما هى أبرز الجوائز العلمية التى حصلت عليها مؤخرًا؟
حصلت على العديد من الجوائز العلمية المحلية والدولية منها جائزة المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط من مجموعة العمود الفقرى السويسرية عن أحد الأبحاث فى تشوهات العمود الفقرى للشباب، وجائزة من المنظمة الأمريكية لتشوهات العمود الفقرى فى ٢٠١٨ عن جراحى العمود الفقرى بأفريقيا، وجائزة أفضل بحث فى جراحات اعوجاج العمود الفقرى من جامعة مونتريال بكندا فى ٢٠١٦، بل وتم التدرب على رئاسة المؤتمرات فى سويسرا وتراست مؤتمر جراحات العمود الفقرى للمجموعة السويسرية فى ٢٠١٦، كما عملت كمراجع أبحاث لأحد أكبر مجلات جراحة العمود الفقرى بالعالم  (Spine Journal)

*ذاع صيتك فى الفترة الأخيرة فى جراحات اعوجاج العمود الفقرى.. حدثنا أكثر عن هذا التخصص وبعض النجاحات التى قمت بها؟
جراحات العمود الفقرى من أخطر الجراحات وعلى الرغم من ذلك تعتبر من الجراحات الشائعة جدا، ويوجد فى مصر أخطر الحالات المرضية بالعمود الفقرى فى العالم وهذا نتيجة للإهمال، وعدم اللجوء إلى الطب إلا فى مراحل متأخرة من المرض، ويوجد عدد كبير من المرضى يعانون من تشوهات شديدة فى العمود الفقرى.

وتنقسم جراحات العمود الفقرى إلى شقين، الشق الأول الخاص بالأطفال وهى تكون عبارة عن تشوهات؛ لأنه عندما يكون هناك نمو يكون هناك دائما فرصة لحدوث تشوهات ونسبة شيوعه بين الأطفال تصل لـ 4%، أما الشق الثانى خاص بالكبار ويكون هنا الأمر مختلفا قليلا ويكون عبارة عن انزلاق غضروفى وقصور الفقرات والأورام.


*كيف وصلت إلى هذه المرحلة من التميز والدقة؟
كل مرحلة مرت فى حياتى أخذت جهدًا غير عادى، وكل يوم يمر على أتعلم فيه جديدًا ويغير من أدائى للأفضل، وهذا ينعكس على المرضى وعلى أنا كطبيب، فمن أجل حصولى على الزمالتين ثابرت وواصلت ليلى بنهارى حتى وصلت إليهما، وكان من نتائجه أنى أجرى فى بعض الأيام جراحتين من أخطر الجراحات ويكتب الله لهم النجاح غير المتوقع، وما كنت لأصل إلى هذه المكانة بغير مراحل الإعداد الشاقة التى مرت على فى حياتى، لأن التدريب والعمل الشاق والعلم هم طريق التميز.

*ما هى أبرز المحطات التدريبية والتعاون مع الجامعات الدولية التى حصلت عليها؟
من أهم المحطات التى أحدثت تغيرا بشكل كبير بى وفى حياتى شخصيا هى زمالات جراحات العمود الفقرى للأطفال والكبار التى حصلت عليها من جامعة مونتريال بكندا وذلك بعد حصولى على الدكتوراه؛ فقد كان كرم وفضل الله عز وجل علي كبيرا، واستطاعت أن أرجع إلى بلدى بأعلى وأسمى درجة علمية توصل إليها العلم فى جراحات العمود الفقري.

*ما الحافز الذى دفعك إلى الوصول إلى أدق التخصصات وأخطرها؟
سبب تميزى ووصولى إلى أدق التخصصات وأخطرها فى العالم أنى حددت هدفى أن أكون متخصصا فى جراحات العمود الفقرى كتخصص دقيق للغاية، وواجهت كل المتاعب والصعوبات مُثابرا وصابرا إلى أبعد الحدود من أجل تحقيق أهدافى، وكنت دائما أضع هدفى أمامى وهذا ما جعلنى أحقق إنجازات عظيمة فى فترات قليلة نسبيا.


*هل ترى أن هناك قصورًا فى الترجمة العلمية لأبحاث جراحات العظام؟
فى هذا الجانب وعلى المستوى الشخصى أحاول دائمًا قدر المستطاع أن أكون إيجابيًّا وأتحدث عن الأشياء الإيجابية، وأعتقد أننى غير متخصص حتى تكون لدى القدرة على انتقاد منظومة كاملة أو اتحدث فى أمر عام.

*وهل ترى أن البحث العلمى فى مصر يعانى من مشكلات وصعوبات؟
بشكل عام مشكلة البحث العلمى إنه يحتاج إلى وقت وطاقة تبذل بجانب الدعم المادى حتى نستطيع إنتاج أكبر عدد من الأبحاث العلمية، لأن الباحث دائما يحب أن يكون لدية وقت كافة وأساليب الراحة التى تمكنه من إنتاج ما هو مطلوب منه.

*هل دراستك الأزهرية كانت سبب تقدم أم عائقا؟
دراستى فى الأزهر بمناهجه الشرعية والعربية والثقافية لم تكن أبدا عائقا أمام تميزى، ولم أشعر يوما بأن الدراسة فى الأزهر صعبة، بل على العكس تماما فالدراسة الأزهرية أحد عوامل بناء شخصيتى كطبيب فى مجال دقيق للغاية، فلدى عقيدة راسخة أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، هذا بالرغم أن قريتى التى نشأت فيها لم يكن بها معهد أزهرى، وأنا أول من التحق بالأزهر من عائلتى.


*هل ترى أن تفوقك فى مجال الطب خير رد على الأصوات التى تقول إن جامعة الأزهر تخرج علماء فى الدين فقط؟
أعتقد أنى غير مؤهل حتى أتحدث باسم مؤسسة كبرى مثل الأزهر الشريف، وأنا مجرد عضو من أعضائه، والحديث أن الأزهر يخرج فقط علماء دين أو أطباء غير صحيح، لأن الأزهر مؤسسة كبيرة بها كل مجالات وتخصصات العلوم وأنا لست الوحيد فى مجالى وهناك العديد من النماذج التى يشار إليها بالبنان فى تخصصاتها المختلفة ممن ينتمون إلى جامعة الأزهر.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

Advertisements
الجريدة الرسمية