رئيس التحرير
عصام كامل

دستور خائر


دستور مصر فى 2012.. للأسف دستور خائر القوى.. كحال عمال مصر الخائرين القوى أيضاً.. من مشقة العمل وصعوبة الحياة، والذين على سبيل الذكر لم يستوف هذا الدستور جميع حقوقهم، ولم يضمن لهم حقوقهم عند رجال الأعمال، المصريون منهم، وغير ذلك.. ولم يضمن لهم أيضاً  الرعاية الجيدة.. وهل هذا حال عمال مصر دائماً،  منسيين بل ومهمشين.. وهل سبب شقائهم إدارات لا تسعى سوى لجلب المال، مع ترشيد الإنفاق ، وهل مصر فى حاجة إلى إدارة جيدة فى هذه المرحلة، وعقول تعلم كيف تدير؟..


هل سيبقى العامل فى مصر مجرد إنسان مربوط فى تروس المصانع، ومعلقا على مغازل النسيج، ومنفيا أيضاً فى مناطق صناعية تحيطها الصحراء بدون وسائل مواصلات جيدة وذهيدة، توفر له الوقت والمال ..


هل سيأتى اليوم الذى نجد فيه دستورا حقيقيا يضمن للعامل راتبا جيدا يعول به نفسه وأسرته، وتأمينا صحيا حقيقيا، ومعاشا يضمن له الحياة بعد انقضاء سنوات عمله.. فى الحقيقة هذا ممكن.. لكن فى واقعنا هذا مستحيل.. فى ظل وجود حكومة تسعى لإغراق البلاد، ورئيس جمهورية لا يدرى ما يحدث حوله.. 


نحن فى زمن يعيش فيه العامل المصرى تجربة قاسية ومهلكة.. فكيف له وهو مجرد إنسان أن يتحمل شقاء العمل ومهانة التحكم وعدم الإصغاء.. وكل ذلك مقابل راتب ضئيل بالكاد يدفئ جيوبه الخاوية دائماً، واعتماده الأساسى على الساعات الإضافية.. وحلمه كل أول عام بالزيادة السنوية التى ما إن تصرف حتى تذهب الأسعار إلى فلك آخر بعيداً عن مدار مرتبه.. وتصبح أيام العامل المصرى شقاء فى شقاء، لا حلم له بطعام جيد ولا حياة كريمة.. ولكن فقط الحياة.. ويحمد الله على أنه لا يقف فى طوابير العاطلين ويستمر فى البحث عن حل ولا يوجد حلول!!..

هل نحن فى وطن لا يجب أن تخلق فيه فقيراً؟ !!.


نعم.. لا يجب.. فكيف للفقير الحياة الكريمة فى وطن يشكو فيه الأغنياء من تدهور فى البورصة وسوء الخدمات، وانعدام للحريات.. وما إلى ذلك.. بينما الفقير لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم.. ولكنه يريد الحياة والحياة واقعها شقاء وعناء، والعامل فى مصر يعلم هذا جيداً، ولكن.. أليس من العدل أن يكون هناك دستور لا يهمش العامل.. فما يحدث أنه يضمن لرجال الأعمال والمستثمرين امتيازات أكبر بحجة أنهم من سيخلقون فرص العمل.. حسناً.. وماذا بعد وجود فرص العمل.. الاستعباد..هل أصبحتم تصدرون عبيداً فى قلب وطنهم؟.. وهذا بعد أن أصبح العامل فى مصر أقل أجراً عن دول أخرى كثيرة..


إلى كل مستثمر.. هيا.. إنها فرصة لا تعوض.. هيا استثمر فى أرض.. حكومتها ودستورها ومسئولوها ورئيسها لا يخدمون سواك وشعب صامت يخدمكم أيضاً.

 


الجريدة الرسمية