رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

قبل الانتحار

اتصل بي باكيًا يشكو من شاب زور صفحة باسم ابنته على فيسبوك، ونشر عليها صورًا وفيديوهات جنسية، وأرسلها إلى أقاربها وأهل القرية لتشويه سمعتها، وعندما تواصل الأب مع مباحث الإنترنت وعلم الشاب.. أغلق الصفحة وأنشأ أخرى، ثم أنشأ صفحة لإبنة عمها ونشر عليها نفس الصور والفيديوهات، وبعد أن كان الشاب يبتز فتاة واحدة.. أصبح يبتز فتاتين في وقت واحد.

ابتزاز فتاتين

عاد الأب إلى مباحث الإنترنت التي توصلت لرقم هاتف الشاب ومحل إقامته، وتم تحرير المحضر رقم (٦) أحوال من وحدة جرائم تقنية المعلومات بمحافظة الشرقية، والمؤرخ في ٥ يناير الماضي، تواصلت مباحث محافظة الشرقية مع مباحث محافظة القليوبية حيث يقيم الشاب، وذهبت الشرطة للقبض عليه لكنها لم تجده في محل إقامته، زاد الشاب تعنتًا وقسوة، فصار ينشئ صفحة لعدة ساعات بصور الفتاتين ثم يغلقها بعد أن ينشر عليها فيديوهات جنسية.

اتصال الأب وبكاؤه جاءا بعد علمه برغبة ابنته وابنة شقيقه في الانتحار، خاصة أن أهل القرية بدأوا في التحدث عنهما بشكل غير لائق، وبدأت إبنته في العزوف عن الخروج من المنزل بعد أن ساءت حالتها النفسية.

أسماء وهاجر.. ضحيتان لشاب مستهتر، وأخشى أن تنضما لقائمة الفتيات الثلاث اللاتي انتحرن بحبة الغلة في الأسبوعين الماضيين بسبب ابتزازهن جنسيًا من خلال مواقع التواصل الإجتماعي، لذلك أتمنى أن يجد الأب تضامنًا من الجهات المعنية قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه، كما أتمنى أن يتحرك المجلس القومي للمرأة باتخاذ خطوات إيجابية للتوعية بمخاطر مواقع التواصل الاجتماعي، وفتح قنوات اتصال مع الأزهر والأوقاف والكنيسة والبرلمان والإعلام لمناقشة هذه الظاهرة..

قضية أسماء وهاجر لا تقل أهمية عن قضية (عروس الإسماعيلية) التي قامت لها الدنيا ولم تقعد بعد، وإذا كانت واقعة عروس الإسماعيلية قد وجدت من يصورها لتتحول إلى تريند فتلك صرخة مكتومة من فتاتين، علينا أن نسمعها، فربما كانت الصرخة الأخيرة قبل الانتحار، وقبل التريند. 

besheerhassan7@gmail.com

Advertisements
الجريدة الرسمية