خطة الداخلية لاصطياد “نصابين الفضاء الإلكتروني”.. و28 نوعًا من الجرائم الـ"أون لاين"

مع التطور التكنولوجى ظهرت أنماط أخرى من جرائم الفضاء الإلكتروني أكثر خطورة، وتعددت أساليبها باستخدام حيل مبتكرة.. وجسد فيلم "الهرم الرابع" واحدة من جرائم القرصنة والنصب، ويؤكد خبراء بالشأن الأمني والاجتماعى تفاقم حجم المشكلات والمخاطر الناجمة عن الجرائم الإلكترونية بمختلف أنواعها واستحداث مرتكبيها أنماطا جديدة وتزايدها بين السواد الأعظم من الشباب وسط إشارة عن تهديدات كارثية لمستقبل المجتمع.

معدلات الجرائم الإلكترونية
وتشير التقارير الأمنية إلى تزايد معدلات الجرائم الإلكترونية، والتى من بينها:عمليات النصب من خلال الاستثمار بالعملات الإلكترونية والفوز بجوائر مالية وتحويلات مالية، وانتحال صفة للشخصيات العامة والوزراء والإعلاميين والسفراء ورجال الشرطة والقضاء، مؤكدة ارتفاع المعدلات خلال فترة جائحة كورونا بالمقارنة بالأعوام السابقة، بزيادة بنسبة 35%.

والتى كانت الجرائم التقليدية تزيد بنسبة 25% حتى عام 2019، فهناك تزايد في الإجرام الإلكترونى، ليس فى مصر فقط، بل فى جميع أنحاء العالم، فيما تراجعت الجرائم التقليدية بنسبة 50% مقارنة بالجرائم الإلكترونية منذ بداية جائحة كورونا، وفقا لما كشفته دراسات أمنية.

وتؤكد تقارير أمنية وجود قرابة 47 مليون مواطن يستخدم الهواتف المحمولة فى مصر، فى حين يستخدم 33 مليون مواطن شبكة الإنترنت، أكثر من 96٪ منهم يعتمدون على الإنترنت فى إنجاز أعمالهم التكنولوجية، جنبا إلى جنب ارتفعت معدلات الجرائم المستحدثة للنصب والسطو الإلكترونى والاختراق للمواقع والدعارة أون لاين وغيرها من أنماط الجرائم. وهناك نحو ٢٨ نوعا من الجرائم الإلكترونية تتعامل معها إدارة مكافحة جرائم المعلومات يوميا، أبرزها النصب والابتزاز وانتحال الصفة والسب والقذف، وتصل يوميا عشرات البلاغات فى هذا الصدد، وتقوم الإدارة بالفحص والتحرى.

البلاغات
تتلقى فرق العمل البلاغات عبر 3 طرق مختلفة: الموقع الإلكترونى لوزارة الداخلية، الخط الساخن رقم 108 المخصص لهذا الغرض، مقار إدارة مكافحة جرائم الحاسبات وشبكة المعلومات بالعباسية أو أحد فروعها الجغرافية، بخلاف البلاغات الواردة من أقسام الشرطة على مدار 24 ساعة، وتسجل من 50 لـ250 بلاغًا يوميا.

55 مليون مواطن معرضون للنصب 
فيما كشف تقرير لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن وصول حجم الاشتراكات بالهاتف المحمول إلى 101 مليون سجل بمعدل انتشار بلغ 98.57% مقارنة بنحو 99.82 مليون اشتراك حتى منتصف 2021 و96.53 مليون اشتراك فى 2020، ووصل عدد مستخدمى الإنترنت عن طريق المحمول إلى 55 مليون مستخدم خلال أبريل عام 2021.

"استثمار ملايين الدولارات" من أكثر جرائم النصب انتشارًا فى مصر وانتحال الصفة وسجلت دفاتر الأحوال مباحث الإنترنت والأموال العامة عشرات البلاغات بتعرض العديد من الأشخاص مستخدمى الهواتف المحمولة ومرتادى شبكات التواصل الاجتماعى لوقائع احتيال من قِبل "سيدة" والاستيلاء على أموالهم بزعم أن لديها مبالغ مالية مرسلة لها من الخارج وترغب فى استثمارها بالبلاد، وذلك مقابل حصولهم على نسبة مالية.

وتعمل السيدة وآخرون على إقناع ضحاياهم وإرسال مقاطع فيديو "مفبركة" لخزائن حديدية بداخلها كميات من العملة الأجنبية ومستندات مزورة منسوبة لإحدى شركات الشحن الدولية التى ستتولى نقل تلك الأموال إلى البلاد، يليها الاتصال بالمجنى عليهم منتحلين صفة مندوبى شركة الشحن الدولية، وأن المبلغ المالى المراد استثماره وصل للبلاد، طالبين منهم إيداع مبالغ مالية كرسوم تحت مسمى "تخليص جمركى - شحن - رسوم إدارية" فى أحد الحسابات البنكية الخاصة بهم ليكتشفوا فى النهاية بأنهم سقوط فى فخ النصب.

مصدر مسئول كشف لـ"فيتو" اعتماد أجهزة وزارة الداخلية إستراتيجية جديدة تتوافق مع كافة المتغيرات الإلكترونية أبرزها مكافحة جرائم الإنترنت بشتى صورها وتقديم المساعدات الفنية والأدلة المادية لضبط جرائم الإنترنت لأجهزة الشرطة النوعية بمختلف القطاعات والمديريات ومتابعة مقاهى الإنترنت "السيبرات"، ووضع الضوابط لها لتسجيل بيانات مستخدمى الشبكة العالمية وإعداد قاعدة بيانات لخدمة أغراض المتابعة.

وارتكزت الخطة على إعداد البحوث الفنية والقانونية فى مجال جرائم الحاسبات مع الأجهزة المختصة بالوزارة، وإعداد أرشيف متكامل للمعلومات التى تخدم أعمال مباحث الإنترنت وإنشاء الملفات والسجلات والبطاقات اللازمة لذلك، وإعداد قاعدة بيانات بجرائم المعلومات.

وأشار المصدر إلى حرص وزارة الداخلية على توعية المواطنين بوسائل النصب الإلكترونى وكيفية التسوق عبر شبكة الإنترنت بصورة آمنة وتجنب مخاطر الجريمة الإلكترونية بكافة صورها للحفاظ على الممتلكات والأرواح، وذلك فى إطار الدور التوعوى الذى تهتم به أجهزة الوزارة لمكافحة الجريمة، لا سيما المستحدثة منها، وتوعية المواطنين بأساليب الحماية من الوقوع فى مغبتها وملاحقة وتعقب مرتكبى الجرائم.

منظومة رصد المخاطر الأمنية
وذكر المصدر اعتماد منظومة رصد المخاطر الأمنية وربط غرف عمليات النجدة مع مركز الدراسات الإستراتيجية الأمنية لتحليل الموقف واتخاذ القرار المناسب، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية يمكنها متابعة الصفحات والمواقع العامة على شبكة الإنترنت، وإذا ارتابت فى إحداها تبدأ فى مراقبتها عن كثب وجمع الأدلة التى تثبت قيامها بجريمة وتعرضها على النيابة العامة التى تكلف بضبط القائمين عليها، ويليها مخاطبة مزودي خدمة الإنترنت فى مصر، وتزويدهم بالمعلومات المتاحة، للبدء فورا فى تتبع تلك الحسابات تكنولوجيًّا، والتعرف على (ip) الجهاز أو الأجهزة المستخدمة وتحديد أماكنها على وجه الدقة، وتخرج مأمورية تضبط الأجهزة والقائمين عليها وإغلاق الموقع أو الصفحة نهائيا بعد الحصول على كافة الأدلة والمعلومات الموجودة به.

من جانبه أكد اللواء محمود الرشيدى، مساعد وزير الداخلية الأسبق لمكافحة الجرائم الإلكترونية، انتشار الجرائم بشكل ملحوظ مؤخرا عن طريق الإنترنت، وليس مصر فقط، بل أصبحت ظاهرة عالمية، موضحا بأن خط الدفاع الأول من تلك الجرائم يأتى عن طريق التوعية المجتمعية ووجود مادة أساسية فى المدارس تختص بالتربية التكنولوجية فى ظل الجرائم الإلكترونية المتزايدة، وتضافر جهود المجتمع المدنى والمؤسسات الرسمية للتصدى لجميع أشكال الابتزاز والاحتيال والنصب الإلكترونى.

وأوضح الخبير الأمني أن القانون الحالى يحمل عقوبات كافية لمكافحة كافة صور وأنماط الاستخدام غير المشروع لشبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى القانون ١٧٥ لسنة ٢٠١٨، كما تقوم إدارة تكنولوجيا المعلومات بتلقى بلاغات المواطنين ضحايا الجرائم التكنولوجية بمقر الإدارة أو عن طريق الخط الساخن ١٠٨، بالإضافة إلى رصد الأنشطة الإجرامية غير المشروعة وغير الآمنة التى تبث عبر الشبكة، والتى تهدد أمن وسلامة المجتمع وضبط مرتكبيها طبقا للإجراءات القانونية.

وأضاف الخبير الأمني بأن الشخص الضحية هو الذى يسهل مهمة النصاب فى تحقيق هدفه نتيجة عدم الوعى والجهل التكنولوجى وفى حال التعرض للنصب عليه مباشرا الاتصال برقم ١٠٨ الخط الساخن لإدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية لسرعة الوصول إلى الجانى، وحماية آخرين من سقوط ضحايا آخرين وعدم حذف الأدلة فى الواقعة.

59 مليون مستخدم للإنترنت
وكشف تقرير عن “Digital Report" أحد المواقع المتخصصة نحو 59.1 مليون مستخدم للإنترنت فى مصر 2021، وارتفع عدد مستخدمى الإنترنت فى مصر بمقدار 4.5 مليون بزيادة بنسبة 8.1٪ بين عامى 2020 و2021، وبلغ معدل انتشار الإنترنت فى مصر 57.3٪ بين المواطنين.
وأشار التقرير إلى أن 49 مليون مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعى فى مصر حتى عام 2021، وارتفع عدد المستخدمين بمقدار 7 ملايين بزيادة قدرها 17٪ بين عامى 2020 و2021، وبلغ عدد مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى فى مصر 47.4٪ من إجمالى السكان فى 2021.
وأوضح التقرير إجراء 95.75 مليون اتصال محمول فى مصر فى عام 2021، وارتفع عدد اتصالات الهاتف المحمول بمقدار 2.7 مليون بزيادة بنسبة 2.9٪ بين 2020 و2021.

نقلًا عن العدد الورقي…،